الصلاة تحت حد السيف
بقلم/ دينا حسين
يحاول المسلمون حول العالم، تحسين صورة الدين الحنيف، وإزالة الصورة الخاطئة التي انتشرت عقب أحداث سبتمبر، وإلصاق كل محاولة للعنف حول العالم بالدين الإسلامي.
تبذل مؤسسة الأزهر جهودًا كبيرة لتوضيح الصورة، وإيضاح الحقائق التاريخية حول استغلال الساسة في أزمنة كثيرة، وظروفًا تاريخية مختلفة، لاستغلال الدين لتحقيق مطالب سياسية. بداية من الحملات الصليبية وانتهاء باستغلال الكيان الصهيوني لنصوص مُحرفة التوراة ليحتلوا أراضي الدولة الفلسطينية.
وسط هذه الجهود، يظهر شخص يحاول إعادة عقارب الزمن الوراء، يجلس ليستمع خطبة الجمعة، من إمام يحمل السيف على المنبر، بينما يحاول الجميع، تجديد الخطاب الديني، ونفي اتهام أن الدين الحنيف انتشر بحد السيف.
هذه المحاولات الصبيانية من الرئيس التركي، تعود إلى أوهام يعيش عليها لاستعادة أمجاد دولته العثمانية التي لن تعود إلا في خيال محبيه، وتلاميذ مدرسة السمع والطاعة التي تغفل حقائق التاريخ، وتغييرات الجغرافيا والاقتصاد. وتهمل فقه الأولويات. وتحاول خطف الدين في اتجاه السياسة لتفرض قيودًا ما انزل الله بها ممن سلطان.
يعطي أردوغان ومعه مجموعة من الدراويش الفرصة والسياق للتطاول على الإسلام، كل مؤتمرات الأزهر، ومناشدات الرئيس السيسي يهدرها أحمق بخطاب غير واعي، وتصرفات غير مسؤولة.
يمثل أردوغان، ومن على شاكلته، وباء أخطر من جائحة كورونا، يقضي على مساعي إظهار الصورة الصحيحة للإسلام. ويعرقل جهودًا حقيقة لتغير خطاب الكراهية ضد المسلمين بعد الصورة المشوهة التي دعمتها الآلة الإعلامية الأمريكية. عقب أحداث سبتمبر.
ستنتصر جهود الزعماء الحكيمة، بقيادة السيسي، ومؤسسة الأزهر العريقة، في توضيح دور وحقيقة الإسلام. دون مزايدة على أنقاض تاريخ مشوه، ونفوس مريضة تدمن الكذب في سبيل تحقيق مصالحها. لكن هدفنا باق وسبيلنا في تحقيقه ما ينفع الناس ويمكث في الأرض. من تطبيق صحيح لمقاصد الشريعة وثوابت الإسلام.