ورحل جبل من جبال الصبر والصدق
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
رحل عن عالمنا في يوم التروية في أفضل أيام العام، ودفن في مسقط رأسه بقرية بِلُوس الهوى مركز السنطة محافظة الغربية، اليوم رجل من أغلى الرجال..
تجسدت في نفسه (رحمه الله) كل المعاني الإنسانية.. والرحمة والرجولة والشهامة والأصالة والبساطة والهدوء والكرم.. والتفاني في خدمة الناس كل الناس..
قضى حياته في خدمة وطنه بطلا من أبطال القوات المسلحة البواسل.. وكان مضرب المثل في الانضباط والشجاعة والشهامة..
عاش الراحل العظيم محبا للخير لكل الناس.. عاش متواضعا متسامحا متساميا عن اللمم والصغائر.. متفانيا في خدمة القريب والبعيد..
فكان بأخلاقه وظرفه وقلبه الكبير سندا للجميع.. لم يتأخر عن تأدية واجب مهما كلفه من تعب وعناء..
رحماك ربي رحماك بعبدك الصوام القوام… رحماك رحماك بعبدك الذي ابتلاه الله بابتلاءات لا يقدر على تحملها إلا العظماء من الرجال..
تحمل جبالا من الصبر بفقد نجليه وفلذه كبده في عز الشباب واحدا تلو الآخر.. ويشاء الله أن يدفنهم بنفسه بدلا من أن يدفناه هم، وهذه إرادة الله، فعاش هو وزوجته جبالا من جبال الصبر الذين عز نظيرهم في دنيا الناس..
رحم الله العم الغالي سيادة العميد محمد السيد العشري.. الذي عاش بالله ولله ومع الله..
رحم الله رجلا لن ننساه مهما مرت الأيام والشهور السنون…
رحم الله رجلا تحزن عليه الأرض وتفرح به السماء والله حسيبه ولا نزكيه على الله..
اللهم إننا نضرع إليك يا ربنا أن تسكنه فراديس الجنان.
اللهم إنا ندعوك أن تؤنس وحشته وتدخله جنتك وتمتعه بلذة النظر لوجهك الكريم.
اللهم تقبله في الصالحين، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة بجوار المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأعلي يا ربنا قدره، ونوّر قبره وافسح له فيه..
اللهم إنه نزل ضيفا عليك وأنت الكريم فأكرم ضيافته.. اللهم اجعل هذه الليلة وما بعدها أسعد لياليه… اللهم أنزل عليه وعلى جميع أمواتنا الضياءَ والنور، والفرحةَ والسرور، من يومنا هذا إلى يوم النشور…
اللهم افرش عليه نورًا من نورك، وبركاتٍ من بركاتك، ورحماتٍ من رحماتك يا حي يا قيوم… اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر اللهم لنا وله.. يا رب العالمين.. و(..إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
ابنك الذي لن ينساك أحمد علي سليمان
