كتب: أحمد آدم
بيت الكريتلية أو بيت آمنه بنت سالم أو بيت الجزار أو متحف جاير اندرسون كل دي مسميات لمكان واحد موجود فى أعرق شوارع القاهره القديمه وله شهره عالميه كبيرة.
حكايتنا اليوم عن بيت بيرجع لنهايه العصر المملوكي وبدايه العصر العثمانى بناه المعلم عبد القادر الحداد أعلى جبل يشكر عام ١٥٤٠م لكنه انتسب لسيده من الصعيد اسمها آمنه بنت سالم لأنها آخر من سكنت فيه.
وفى عام ١٦٤٢م تم بناء بيت أخر بجواره بناه رجل من أهم أعيان القاهرة اسمه محمد ابن الحاج سالم الجزار، ظل البيتين يسكنهم ناس من أعيان البلد لسنين طويله حتى سكنته سيده من جزيره كريت ولذلك عرف باسم( بيت الكريتلية) البيتين تم الربط بينهم بممر (قنطره) ،مرت السنين وبدأت حالةالبيتين تسوء سنه وراء الثانية لدرجه أنه كان سيتم هدمهم بسبب مشروع التوسع حول جامع أحمد بن طولون لكن لجنه الاثار العربيه قامت بإصلاحهم وترميمهم.
لكن لماذا ياترى تم تسميت البيتين بمتحف جاير اندرسون ومن يكون جاير اندرسون هذا؟ كان طبيب بالجيش الانجليزي وكان من ضمن القوات التى خدمت فى مصر كان عنده اهتمام بجمع المقتنيات الاثريه النادره من جميع العصور وبالاخص الاثار الاسلاميه ،جاير أحب مصر لدرجه كبيره لدرجه أنه كتب فى مذكراته أنها أحب الأراضي إلى قلبه وقرر أن يستقر فيها باقي عمره، وفى عام١٩٣٥ طلب جاير من لجنة حفظ الاثار العربيه أن يسكن فى البيتين ويعرض فيهما مجموعته الاثريه وأنه سوف يأسس البيتين على التراث الاسلامي كل هذا فى مقابل أنه بعد وفاته يتحول البيت بمقتنياته من أثاث وتحف لمتحف للعامه، وبالفعل سكن جاير البيت ولم يبخل فى تجهيزه والاهتمام به لا بالجهد ولا بالمال. جاير لم يكن يعيش بمفرده فى هذا البيت بل كان يعيش معه رجل عجوز يوناني الأصل كان خادم عند السيدة الكريتيه التى تكلمنا عنها سابقا وبعد فتره أسلم وسمي نفسه سليمان ووهب حياته فى خدمة ضريح سيدي هارون الحسيني وبقي هو وجاير أصدقاء وعاشوا مع بعض فى البيت وراح سليمان يحكي قصص وحكايات عن البيت أغلبها خياليه منها مثلا أنه قال إن ملك الجان أمر الجزار ببناء البيت لبنات ملك الجان السبعه يعيشون فيه بأمان وقصة الثعبان الطيب وغيرها من القصص الغريبه التى أثارت خيال جاير وجعلته ينشر كتابه بعنوان (أساطير بيت الكريتلية) وحقق شهره ومبيعات عاليه فى لندن، وفى عام١٩٤٥ توفى جاير اندرسون وتحول البيت لمتحف بأسمه (متحف جاير اندرسون) يضم مجموعه ضخمه من الاثار والمنحوتات النادره.
البيت حقق شهره كبيره فى العالم الغربي جعلته مقصد لصناع الأفلام للتصوير فيه مشاهد لأهم الأفلام العالميه مثل جزء من أجزاء أفلام جيمس بوند، الجاسوسه التى احبتني.
وبهذا الحدث أصبح لدينا أثر دام وسيدوم لقرون عديدة.
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020