أضحى مبارك
د. نجلاء الورداني
نحتفل بعيدنا الثاني في هذه الأيام، عيد “الأضحى” المبارك، وأتمنى من الله أن يرزقنا جميعًا خيره وبركته.
عيد “الأضحى” أو ما يطلق عليه “العيد الكبير” هو العيد الذي يحتفل به المسلمون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وقد شرعه الله – جل علاه- لعباده؛ ليفرحوا بما وفقهم إليه من عبادة فيما سبقه من أيام أعني العشر الأُول من شهر ذي الحجة، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات والشرائع.
وغني عن البيان أن تسميته بعيد “الأضحى” نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إن الناس تشرع في ذبح الأضاحي في هذا اليوم، ويسمى كذلك بيوم النحر؛ لأن الهدى والأضاحي تنحر فيه.
هذا عيدنا وهذه سنة أبينا إبراهيم، ومع ذلك فقد استحدثنا أشياء لم نسمع بها من قبل، مثل توثيق توزيع اللحوم على الفقراء والمساكين، فنرى الشوادر توزع بها اللحوم بالبطاقات الشخصية وتوضع علامات أمام الأسماء، وتتعالى الأصوات وتنشب المعارك بين من أخذ ومن لم يأخذ.
وهذه إعلانات الفيس بوك، وفيديوهات اليوتيوب، وإعلانات الجمعيات الخيرية، وصور أصحابها وعائلاتهم عليها، والعبارات الرنانة (رجل الخير فلان، وحبيب الغلابة علان، واذكروني في شدتكم أذكركم في فرحي، ولا أنتظر منكم سوى الدعاء، والسيدة فلانة سيدة الخير والبر والإحسان.. وهكذا)، وحدث في ذلك ولا حرج.
أعلم جيدًا أن علانية الصدقة جائزة، لكن ليس بهذه الكيفية وهذه الأساليب الفجة التي طرأت على مجتمعنا.
فلنحفظ ماء الوجوه، ولنحرص على زرع البهجة في نفس من يتسلم منا الصدقة، ولا يجوز بحال من الأحوال أن نحول شعيرة الأضحية وتوزيع الأضاحي إلى صنع حالة عامة من التسول والخنوع والعوز في أنفس فريق من أبناء هذا الوطن.
أخشي أن أستيقظ يومًا لأجد صورة فقير في بوست، لحق به كومنتات عدة تمجد من وضع في يده كيلو لحمة نصفه دهون.. ألا هل بلغت اللهم فاشد.