كتبت: إيناس مقلد
تصدر دار النشر الفرنسية «Flammarion»، فى الذكرى الخمسين لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر كتاب «ناصر.. الأرشيف السري»، ويحمل عنوانا إضافيا على الغلاف «يوميات الحرب غير المنشورة.. فلسطين 1948»، وهو عبارة عن ملخص واف لعمل توثيقي بحثي ضخم، أشرفت عليه الدكتورة هدى جمال عبدالناصر منذ عام 2012، وصدر بالعربية فى 6 أجزاء، تضمنت 2650 وثيقة بخط عبدالناصر، ومحاضر جلسات مجلس الوزراء، ومجلس الرئاسة، واللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي، ومقابلاته مع الرؤساء العرب والأجانب، ورسائله المتبادلة معهم، وجميعها تحمل خاتم «سرى للغاية».
واختارت دار النشر 30 وثيقة بخط ناصر ضمنتها الكتاب، وهو ما بررته بأن دار النشر اعتبرت أن هذه الوثائق هى الأكثر أهمية، مشيرة إلى أن الدار قدرت جداً «يوميات حرب فلسطين» التى كتبها عبدالناصر وهو يحارب من 15 مايو 1948 إلى 6 مارس 1949، وأولت اهتماما خاصا بما سجلته «هدى» عن حياة والدها منذ أن كان طالبا ثم ضابطا، وتنظيم الضباط الأحرار، ثم قيام ثورة 23 يوليو 1952.
ويعرض الكتاب ملفا وثائقيا مهما عن طرد الإنجليز من مصر فى الفترة بين نهاية 1952 و1954 إلى أن تم توقيع اتفاقية الجلاء فى 19 أكتوبر 1954، مستندا إلى جانب الوثائق المصرية غير المنشورة إلى الوثائق البريطانية التى كشفت الموقف البريطاني، والوثائق الأمريكية التى حددت موقف «حكومة أيزنهاور» وصولاً إلى تأميم قناة السويس فى 26 يوليو 1956 رداً على سحب تمويل مشروع السد العالي.
وأضافت «هدى» أن الكتاب بلغ مراحله النهائية، ويصدر نهاية الشهر الجاري باللغة الفرنسية، ويحتوي على وثائق غاية فى السرية تظهر للمرة الأولى على الرأى العام العالمي، ومنها اتفاق «سيفر السري للغاية» بين دول العدوان الثلاثي، والذي حصلت عليه بمشقة، لافتة إلى أنها تتبعت قضية العدوان فى الأمم المتحدة إلى أن انسحبت بريطانيا وفرنسا فى23 ديسمبر 1956، وإسرائيل فى 12 مارس 1957.
وتابعت: إن هزيمة 1967 حاضرة فى الكتاب، لأنها مثلت ضربة قوية لناصر وللعرب جميعا، إلا أنه بدأ مواجهة عسكرية مع العدو تطورت إلى حرب استنزاف استمرت حتى 28 سبتمبر 1970، موضحة أن الكتاب يضم وثائق تكشف تفاصيل تلك المرحلة من جانب مصر عسكريًا واقتصاديًا، ومن جانب العدو الإسرائيلي وحلفائه الأمريكيين والبريطانيين، من خلال وثائق لم تُنشر من قبل.