الركن الخامس
بقلم الشيخ/ أشرف الدعبوسي
من علماء وزارة الأوقاف
الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الركن الخامس، وأساسٌ في العبادات، قال تعالى: ” وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”.
ويأتي الحج في الأهميّة بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان المبارك.
والحج فرضٌ لمن استطاع إليه سبيلاً، وفيه من الأجر العظيم، والمنافع الكثيرة في الدنيا والآخرة، فمن يذهب لأداء فريضة الحج، يعود كمن ولدته أمه، نقيّاً من الذنوب والخطايا.
ومن المعروف أنّ الحجّ عبادة مفروضة منذ زمن سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، لكن الناس ابتدعوا فيه الكثير من الأركان التي لم تكن موجودةً، فجاء الإسلام لينظّمه، ويعيد ترتيب خطواته، ويجعله عبادةً رئيسيةً، بخطواتٍ واضحة، ليس فيها زيادة أو نقصان.
والحج أيضاً يحتاج لطاقةٍ روحانيةٍ عظيمةٍ، ويحتاج إلى بذل الكثير من المجهود والمشقة، لذلك فإنّ أجر أداء فريضة الحج عظيم بقدر التعب والمشقة المبذولة فيه، وفيه الكثير من الأركان والخطوات والواجبات، وأهم ركن فيه هو الوقوف في عرفة، فالحج عرفة،
ويبدأ موسم الحج في أول عشرة أيامٍ من أيام ذي الحجة، ويوم عرفة هو يوم التاسع من ذي الحجة، أما يوم العاشر من ذي الحجة فهو يوم النحر.
الحج ليس مجرد فريضةٍ عاديةٍ يؤديها المسلمون، ففيه مجموعة عظيمة من الدروس والعبر التي يتسفيد منها المسلم، ويتعلمها في أمور دنياه، مثل:
الصبر على أداء الطاعات، وتوحيد القلوب والأرواح بين الناس، فيجتمع الأمير مع الخادم، والغني مع الفقير، والسيد مع المأمور، والأبيض مع الأسود، ويبلسون لباساً واحداً، ليس فيه تمييزٌ بين عبدٍ وآخر، ليعلمنا الله سبحانه وتعالى أنّ الناس عنده سواسية، لا تفريق بينهم.
ومن المعروف أنّ أداء فريضة الحج يكون مرةً واحدةً في العمر، أما الزيادة فتكون تطوعاً، يؤجر عليها العبد، وقد وردت في القرآن الكريم سورة كاملة سُمّيت بسورة الحج،
وتم ذكر الحج في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة عدة مرات، أمّا الرسول عليه الصلاة والسلام فقد أدى فريضة الحج مرةً واحدةً، وسميت بحجّة الوداع، بيّن فيها للمسلمين طرق أداء الحج، وتوضيح أركانه من بدايته إلى نهايته.