محمد الشحات محمد.. الفنان الشامل والإبداع المتجدد
بقلم/ خالد النسر
دفعته مواهبه في (الشعر، القص، المسرح، الفن التشكيلي، العزف على الناي) وظروفه الحياتية إلى التأمل، والبحث، فأصدر أول دواوينه الشعرية “زغاريد الألم” عام 1990، ثم مر بحادثة حريق، في 11 إبريل 1993، وكتب حولها الكثير، فأصدر ديوانه “حيث ياتي الراحلون” وكتابه النقدي “ومن النقد إلى الشعر نطير” عام 1994، ثم “عناقيد الورق” 1995، والتحق بعدها بالخدمة العسكرية؛ فتعانقت افكارة مع الحياة الصعبة السريعة، متلاحقة الأحداث، وانعكست على كتاباته، فكتب قصاد في بيت واحد، كان يجعلها مفتتحا لنصوص، اختلف البعض حولها، ما إذا كانت قصة قصيرة، او شعر تفعيلي، ما جعله في نهاية تسعينات القرن الماضي، ان أسر إلى رهط من الناس بأنه لابد من التأصيل لهذه الإبداعات؛ إيمانا بانه “لا حجر على فكر”، فأسس جمعية دار النسر الأدبية في 30 يناير 2001، وفي النصف الثاني لعام 2006 أعلن الشاعر “محمد الشحات محمد” عن تأصيله لما أسماه “البيت القصيدة”، ومنه كان فرع” قصة البيت القصيدة”، الخاص ببيت عمودي واحد، فيه خصائص القصة القصيرة والقصيرة جدا، وحتى لا ينحصر الأمر في الشعر العمودي، وفي محاولة لتأصيل إبداعاته التي اختلف عليها الناس بين كونها شعرا تفعيليا، او قصصا قصيرة، وقصيرة جدا، فأعاد التأمل في هذه النصوص بعين الناقد وقلب المفكر الفنان؛ ليتأكد أن هذه النصوص (المختلف عليها) قد استفادت بمعايير واشتراطات ما أسماه “البيت القصيدة” وتفريعته “قصة البيت القصيدة”، مع زيادة التدويرات العروضية والقصصية والمجازية، وبالتالي توظيف التفعيلة الشعرية بوظيفة سردية، مع الإيقاعات السمعية والبصرية، فكان ابتكاره، ما أسماه”فن القصة الشاعرة”، وأصدر كتابه”قصص شاعرة.. جنس أدبي جديد” عام 2007، تلاه مجموعة “أنفلونزا النحل” ونظمت “دار النسر الأدبية” مهرجاني “لا حجر على فكر” و”القيادة والتفكير الإبداعي”عامي 2008و 2009، وفي عام 2010 أسس المؤتمر العربي للقصة الشاعرة، وكان المؤتمر الأول، توالت بعده دورات المؤتمر سنويا؛ للتنظير والتقعيد لفن القصة الشاعرة، مع نماذج تطبيقية كثيرة له، ثم لغيره في أبحاث ودراسات، بمشاركة أكاديميين ومبدعين ونقاد متحققين، وإعلاميين في كتب رسمية ورسائل، مبينة الشروط والمعايير والمشابهات بين الفنون، والفروق المميزة لكل فن.
دارت معارك أدبية، وجدلية كثيرة، لم يتوقف لحظة فيها محمد الشحات محمد عن الإبداع، وزادت إصداراته المتنوعة ما بين الشعر والمسرح والقصة القصيرة، ومنها كتابه “مسرحيات مصرية” الذي ضم ثلاث مسرحيات عام 2010، ومجموعة قصص قصيرة بعنوان “لا نجوم بعد اليوم”، مع كتابيه”ظواهر أدبية عبر الشبكة العنكبوتية”، و” موسقة الغضب” في الدراسات الأدبية والنقدية عام 2011، وديوان شعري بعنوان “للتاريخ كلمة أخرى” عام 2012، وديوان “ثورة وتراتيل”، و”أشعار نسرية” عام 2015، وفي هذه الدواوين نماذج من “البيت القصيدة”، وتفريعته”قصة البيت القصيدة”، بالإضافة إلى دواوينه الشعرية “مزايا الأم”،”آه يا راسي”،” الصمت من وحي الرنين”، ومجموعة قصص شاعرة بعنوان “من ثقب الشتلات الأولى”، وغيرها، مع لوحاته التشكيلية التي كان منها اغلفة ورسوم داخلية لعدد من إصدارات أصدقائه في الوسط الأدبي، وحلقاته التقاشية ومحاضراته، وأبحاثه، ورعايته للمواهب ، وفي عام 2019 احتفل مبدعو ونقاد القصة الشاعرة مع الباحثين والمتذوقين بانعقاد عشر دورات من مؤتمرهم العلمي الثقافي المتخصص، المنفتح؛ مؤكدين ان “فن القصة الشاعرة سيل يحفر مجراه”، باعتباره جنسا أدبيا جديدا مصريا خالصا، عربي المنشأ، يقف جنبا إلى جنب مع الأجناس الأدبية الأخرى.
شارك محمد الشحات محمد في عدد من الموتمرات مثل مؤتمرات وزارة التضامن الاجتماعي (المصرية)، والهيئة العامة لقصور الثقافة، واتحاد الكتاب، وفي عدد من المعاجم والموسوعات، مثل معجم البابطين، معجم اتحاد كتاب مصر، الموسوعة الكبرى للشعراء العرب، وترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والألمانية والأردية،
ويعد الفنان الشامل محمد الشحات محمد من أهم المبدعين القلائل الذين أغنوا الثقافة المصرية والعربية؛ وتناولت إبداعاته وأبحاثه وابتكاراته الأدبية، وقراءاته النقدية اقلام أساتذة النقد والأدب والإعلام، وباحثي الماستر والدكتوراه، واعتبره كثيرون مركزا، أو بوصلة للشباب المبدع والموهوبين في مختلف المجالات، ورائد التجديد في الأدب العربي المعاصر
صدرت حول إبداعاته عدة كتب، منها: “على أجنحة النسر” للشاعر والمترجم أحمد السرساوي، و”بانوراما القصة الشاعرة” للشاعر والناقد د. خالد البوهي، و”القصة الشاعرة.. المسار والابتكار” للناقد الأدبي د. حسين مناور، و”القصة الشاعرة بين الإلهام والتجريب” للشاعرة والباحثة سكينة جوهر، “بين فلسفة التغيرات والإبداع المتجدد للشاعر محمد العقاد”،
كما كتب حول منجزه الأدبي، وابتكاره فن القصة الشاعرة من المبدعين والنقاد : أ. د منير فوزي وكيل كلية دار العلوم بالمنيا، أ. د صبري أبو حسين، أ. د نبيل أبو رفاعي، ا. د عادل الفقي أساتذة النقد واللغة العربية بجامعة الأزهر، أ. د السيد رشاد بري – الشاعر وأستاذ الإعلام، وكذلك أ. د عصام البرام – الشاعر ومندوب العراق بجامعة الدول العربية، ا. د هادي باحارثة، ا. د جميلة الرجوي أستاذا النقد الأدبي بجامعة صنعاء باليمن، ا. د علاوة كوسة – الشاعر وأستاذ النقد بجامعة ميلة الجزائرية، الكاتبة والباحثة د. شاشة الزواي -جامعة غرداية بالجزائر، ا. د عبد الله رمضان أستاذ النقد بجامعة المدينة بماليزيا، ا. د جمال التلاوي أستاذ الأدب الأنجليزي بجامعة المنيا، أ. د حسام عقل أستاذ النقد بجامعة عين شمس، أ. د محمد حسن غانم رئيس قسم علم النفس بجامعة حلوان، أ. د حسن مغازي – الشاعر وأستاذ موسيقى الشعر والنقد والنحو بجامعة جنوب الوادي، د. احمد صلاح كامل – الشاعر والكاتب المسرحي، د. السيد خلف ابو ديوان مدرس الأدب كلية دار العلوم بالقاهرة، د. محمد زيدان – وكيل وزارة الثقافة المصرية، أ.د محمد أبو الفضل بدران – نائب رئيس جامعة جنوب الوادي، كما شارك بالدراسات التنظيرية والنقدية : د. رمضان الحضري، د. محمد عجور، د. محمد المحفلي، عبدالرحمن هاشم، د. بيومي الشيمي، د. ناهد الكاملي، د. نوران فؤاد، د. ريهام حسني، محمد سليمان الزيات، د. ربيع السيسي، د. يسري عبد الغني، أ.د بسام قطوس، عمرو الزيات، وفاء محمد،
وممن ترجموا نصوص القصة الشاعرة: د.ريهام حسني، شرقاوي حافظ، حسن حجازي، سعاد عبد الله ،
وقد نال الباحث مصطفى عمار درجة الماجستير من جامعة الدينة العالمية بماليزيا في الأدب العربي والنقد الأدبي ، وذلك لرسالته “البنية الفنية للقصة الشاعرة – دراسة ونقد”،
وسجلت عدة رسائل أخرى حول “الفنان الشامل محمد الشحات محمد والإبداع المتجدد”، كما كانت نصوص القصة الشاعرة لمحمد الشحات محمد ضمن مختارات الدكتور حسن مغازي في الجزء الثامن من كتابه “مستويات تحليل النص” المقرر على طلاب جامعة جنوب الوادي في النصف الثاني للعام الدراسي 2020، ونظمت كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر فرع مدينة السادات، ندوة لمناقشة فن القصة الشاعرة باعتباره جنسًا أدبيًا مصريًا خالصًا،
هذا وقد استضافت مؤتمرات القصة الشاعرة وندواتها عدة مؤسسات رسمية منها : اتحاد كتاب مصر ، المجلس الأعلى للثقافة ، مكتبة المستقبل، مكتبة مصر العامة، مركز الحسين الثقافي بالأردن ، معرض القاهرة الدولي للكتاب.