كتب: عبد الرحمن هاشم
ردًا على سؤال: إذا أغلقت المساجد بسبب الوقاية من انتشار الأمراض والأوبئة، فهل يكتب ثواب صلاة الجماعة لمن كان يصليها في المسجد؟
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية: جمهور الفقهاء على أن صلاة الجماعة فرض كفاية، يعني إذا فعلها البعض في المسجد سقط الإثم عن الباقين، وقيل: هي سنة مؤكدة، وعلى قول الجمهور من صلاها وحده في البيت أو العمل لا يأثم شرعا.
وذلك أن صلاة الجماعة من الشعائر التي لها أجر عظيم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ (أي الفرد وحده) بسبع وعشرين درجة”، بل إن لها فضلا وثوابا فوق هذا الثواب، وهو أن الإنسان يؤجر عليها من أول خروجه من بيته وسعيه لها إلى المسجد، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “… وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة”.
وعليه، فمن كان يفعل عبادة أو خيرا ومنعه شيء من فعله، وهذا الشيء خارجا عن إرادته واستطاعته، فإنه يأخذ أجر ذلك العمل كأنه فعله؛ لأنه معذور، والمعذور مخفف عنه ومأجور، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مرض العبد أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا”. ويقاس على الصلاة كل عبادة أو عمل خير اعتاده المسلم، ثم منعه مانع من فعله.
والخلاصة: أن المسلم إذا كان يذهب إلى المسجد لصلاة الجماعة أو الجمعة، ثم منعه مانع من غير إرادته، كما في حالة الخوف من انتشار الأمراض والأوبئة، فعليه أن يلتزم بقرار الدولة في عدم الذهاب للمساجد، ويكون له أجر صلاة الجماعة.