الرأي الطبي في طبيعة صيام رمضان هذا العام مع تفشي جائحة كورونا
د. السيد العقدة
أستاذ الصحة العامة والأمراض المهنية بطب عين شمس
ترددت كثيرا قبل أن أكتب فى الموضوع المرتقب وهو صيام رمضان فى وقت الوباء لكن يتحتم علينا وللأمانة العلمية أن نبين الموضوع دون أى نوع من التحيز أو المبالغة وكما تعودت؛ كلامي مبنى على الأبحاث والأدلة العلمية وثابت فى الدوريات العلمية المحترمة التي سأذكرها جميعها فى نهاية المقال.
صيام رمضان وقت الوباء:
أولا التغيرات الفسيولوجية الثابتة علميا لجسم الانسان نتيجة الصيام لمدة تتجاوز 16 ساعة يوميا هي:
1-نقص الغذاء والماء لمدة طويلة ينتج عنه نقص في إنتاج الأنسولين من البنكرياس بفترة قليلة بعد السحور ويزداد مستوى الجلوكاجون للحفاظ على مستوى الجلكوز فى الدم حتى يتم استهلاك كمية الجليكوجين المخزنة كمصدر للطاقة
2-مع استمرار الصيام واقتراب وقت الإفطار يلجأ الجسم إلى مصدر آخر للطاقة من خلال أكسدة الأحماض الدهنية وينتج عن ذلك الكيتونات وفى هذه الحالة يتسبب ذلك بالشعور بالخمول البسيط قبل الإفطار مباشرة والصداع البسيط وتقل هذه الاعراض بشكل لافت فى حالة تاخير وقت السحور لاقصى وقت ممكن قبل الفجر . وهذا مهم جدا.
3-ينتج عن ذلك الفوائد الآتية لجسم الانسان حسب أكثر من بحث علمي:
-نقص مستوى الدهون الضارة منخفضة الكتلة والثلاثية فى الدم مما يحسن وظائف القلب ويحسن مباشرة الدورة الدموية حسب ما تؤكده الأبحاث العلمية.
-انخفاض معدل ضغط الدم.
-زيادة فى عدد كرات الدم الحمراء والصفائح الدموية وخلايا الدم البيضاء المناعية ومن ضمنها الخلايا الليمفاوية والتى لها تأثير دفاعى مباشر ضد الفيروسات (مثل فيروس كوفيد19) مما يحسن مستوى المناعة بشكل مباشر وقد لا يقلل فرص العدوى ولكنه يساهم بشكل مباشر في مقاومة الفيروس فى حالة العدوى
-نقص منتجات الالتهاب مثل السيتوكاين والتى تلعب الدور الأساسي فى تدهور حالة مرضى كوفيد19 وغيرها من الفيروسات الرئوية مثل IL1,alfa TNF وغيرها.
-تحسن فرص الشفاء لمرضى الأمراض المناعية وهذا منشور فى بحث رائع دولى مرفق مع المراجع.
ثانيا هل الصيام يزيد من فرص العدوى بفيروس كورونا أو لا قدر الله يزيد من المضاعفات عند الإصابة:
-لا يوجد بحث علمي أو حقيقة واحدة ربطت بين الصيام المتقطع وهو صيام المسلمين وبين زيادة معدل الإصابة بالفيروسات.
–نقص الماء وجفاف الحلق : بالرغم من أهمية الماء للدورة الدموية إلا أن جسم الإنسان يستطيع تعويض هذا النقص عن طريق تركيز البول وعليه لا يوجد أى دليل علمى على زيادة العدوى أو المضاعفات عن نقص شرب الماء فى الصيام –خاصة أن الصيام فى هذا العام والحمد لله قادم فى وقت الجو معتدل ودرجات الحرارة لم ترتفع لمعدلات عالية
الاستنتاج:
الصيام لا يزيد من مشاكل العدوى أو المضاعفات بالكورونا.
الصيام حسب الأدلة العلمية يحسن حالة الجسم الصحية العامة والمناعة على وجه التحديد وهى خط الدفاع الأول للفيروس الحالي.
الصيام يحسن الأمراض المزمنة بشكل مؤكد بالأدلة العلمية مما ينعكس بوجه عام على صحة الجسم ومقاومته للامراض.
يستثنى من هذا الكلام المرضى الممنوعون من الصيام حسب توجيهات استشارى متخصص حسب كل حالة ولا يمكن التعميم في هذا المجال.
تاخير السحور مهم جدا ليكون قبيل الفجر مباشرة مع الإكثار من السوائل قبل السحور والأكل الصحى وبخاصة الخضروات والفواكه مع الإقلال من السكريات البسيطة.
اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه، واحفظ مصر وأهلها الطيبين بحفظك.
المراجع:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/21914677
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/26013791
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/?term=Ramdan+fasting+and+cellular+immunity