كتب د. أحمد عيسى :
أعزائى القراء مرحبا بكم فى مقال جديد نحاول فيه فعل ما يجب علينا من دعم وطننا الحبيب والقيادة السياسية ممثلة فى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ظل المرحلة الهامة التى يمر بها الوطن .
مما لا شك فيه أننا جميعا أصبحنا ندين بالعرفان لكل منتسبى الجيش الأبيض وهم كل من يعمل فى الحقل الطبى من أطباء وممرضين فى الصفوف الأولى لمواجهة وباء كورونا .
ولكن هناك جيش أخر لا يقل دوره أهمية عن الجيش الأبيض فى معركته الحالية لإحتواء أزمة كورونا ، إنه الجيش الأزرق صقور المعلومات فى مختلف ميادنهم وتخصصاتهم .
إنهم المنوط بهم توفير بيئة عمل أمنة للجيش الأبيض حتى يستطيع القيام بمهامه الحالية على أكمل وجه .
نعم هم المسئولون عن توفير بيئة داعمة للجيش الأبيض خالية من الشائعات أو المثبطات التى يطلقها الخونة من أعضاء الإرهابية وغيرهم .
هم الصقور الإعلامية المحلقة فى سماء الوطن دفاعا عنه ورصدا للشائعات المغرضة التى يطلقها من يخطط لتقويض أى إنجاز أو تقدم تحرزه القيادة السياسية على أرض الواقع .
وأيضا كل وطنى غيور على بلده داعم للقيادة السياسية يمكنه أن يكون صقرا من صقور الجيش الأزرق إذا أستثمر نشاطه على مواقع التواصل الإجتماعى فى خدمة قضايا وطنه وتحديدا بتصديه للشائعات وتكاتفه مع الجهات المعنية برصد الشائعات ووأدها فى مهدها وقبل أن تصبح وباء يفتك بشرائح مختلفة من جماهير الوطن .
إذاً أتضح الأن أنك عزيزى القارئ يمكنك أن تصبح أحد جنود الجيش الأزرق البواسل إذا ما أستثمرت وقتك على السوشيال ميديا فى رصد الشائعات والتصدى لها وكشف نفاق مروجيها من كارهى الوطن .
ولكن كيف تصبح عضوا فعالا فى الجيش الأزرق ؟
الموضوع بسيط جدا ، وهو عليك أن تراعى أربعة أمور قبل أن تنشر أى خبر أو تتداوله ، وهذه الأمور الأربعة تتلخص فى كلمة (تنشر ) .
وتعالوا بنا نقوم بتقطيع هذه الكلمة إلى حروف حتى نعرف إلى أى شئ يرمز كل حرف .
الحرف الأول وهو التاء (ت) :
يشير هذا الحرف إلى فعل (تأكد ) ، أى على كل أعضاء الجيش الأزرق التأكد من صحة ما ينشر قبل نشره ومشاركته على صفحاتهم أو وسائل التواصل الإجتماعى الخاصة بهم .
الحرف الثانى وهو حرف النون (ن) :
يسشير هذا الحرف إلى كلمة (نية ) أى قبل أن تقوم بمشاركة أى منشور على وسائل التواصل الإجتماعى ، عليك أن تسأل نفسك ، ما هى نيتك من وراء هذه المشاركة .
لا شك أن مثل هذا السؤال سيجعلنا نمتنع عن نشر أو مشاركة الكثير والكثير مما ننشره الأن ، ببساطة لأن حرصك على سؤال نفسك ما هى نيتك من نشر أو مشاركة أى منشور سيكون بمثابة الفلتر المنقى لمثل هذه الشوائب التى أزدحمت بها وسائل التواصل الإجتماعى .
الحرف الثالث وهو الشين (ش) :
ويشير إلى ضرورة سعيك لمعرفة الشر المتوقع أو الذى يمكن أن يحدث من جراء مشاركتك أو نشرك لهذا المنشور ، وذلك حتى تكون الصورة واضحة وكاملة لك بشكل يجعلك تتخذ قرارا سليما بشأن مشاركة هذا المنشور أو لا .
الحرف الرابع وهو حرف الراء (ر) :
وهو يشير إلى ضرورة معرفة رجع الصدى لما قمت بنشره حتى تستطيع أن تحكم بوضوح على هذا المنشور الذى قمت بنشره او مشاركته ، وهذه الخطوة كفيلة بوأد اى شائعة فى مهدها وقبل أن تصيب تفكير أى مواطن برئ وبسيط .
بهذه الأربعة تصبح من ضمن قيادات الجيش الأزرق التى تعرف عملها بوضوح سواء كانت من صقور الإعلام بمختلف مناحيهم أو من المواطنين المتطوعين ليكونوا ضمن صفوف الجيش الأزرق بوقتهم على وسائل التواصل الإجتماعى .
وألان جاء الدور لإلقاء الضوء على كيفية التصدى للشائعات ورصدها ووأدها فى مهدها وهى المهمة العظمى من وجهة نظرى الملقاة على عاتق كل إنسان وطنى سواء كان ضمن كتيبة الصقور الإعلامية فى الجيش الأزرق أو ضمن كتيبة المتطوعين فى الجيش الأزرق .
هناك أربعة أسئلة مهمة تمكنك من إكتشاف الشائعة بسهولة يجب أن تسألها لنفسك عند قراءتك أى خبر قبل التفاعل معه حتى تحدد ما إذا كان شائعة يجب التصدى لها أو خبر حقيقى لا مانع من تداوله .
هذه الأسئلة الأربعة هى من ولماذا ومتى وأين .
السؤال الأول وهو من :
من الذى يتم نسبة الخبر له ؟
إنه السؤال المعنى بمصدر الخبر ، ولقد رصدت فى العديد من صفحات التواصل الإجتماعى الكثير من الأخبار منسوبة لأطباء وممرضين وضباط ، والأمر المدهش أنك تجد مروجى الشائعات لديهم جرأة عجيبة فيقوموا بوضع صورا لتلك الشخصيات الوهمية أو المزيفة ولكن هذه الصور ، صور لأشخاص أخرين ولهم وجود فعلا على وسائل التواصل الإجتماعى ، ولكنهم بأسماء أخرى غير المذكورة فى الشائعة ، فيتم حبك الأمر بشكل يجعل الجميع يقتنع بأن الخبر حقيقى ، ولكن على النقيض تجد صقور الإعلام يتنبهون لهذه الشائعة منذ اللحظات الأولى التى تقع عيونهم عليها .
وسأحكى لكم قصة شائعة قمت برصدها بنفسى منذ ظهور فيروس كورونا فى مصر ، هذه الشائعة كانت تدعى أن هناك طبيبة فى المنصورة كانت ضمن الفريق المكلف بالتعامل مع حالات عزل كورونا ، وعلى حد ناقل أو مشارك الخبر ، أصيبت هذه الدكتورة بفيروس كورونا ونقلته لأمها ، ولم تجد هذه الطبيبة أى مكان للعزل ، حتى ماتت أمها أولا ، ثم تدهورت حالتها وماتت هى أيضا بعد ذلك .
بالطبع تم وضع صورة فى الخبر لا تمت إلى الأسم الموضوع بأى شكل من أشكال العلاقة .
وقمت بتتبع الخبر بعد ذلك بنفسى وتبين لى صدور بيان من نقابة أطباء الدقهلية ، ينفى صحة الخبر ويؤكد عدم وجود طبيبة بهذا الأسم بين الفرق الطبية ويطالب المواطنين بتوخى الدقة عند نشر أى خبر ومشاركته .
بالطبع هذا الخبر كان مقصودا به تهييج الرأى العام حول ما تقوم به الدولة من إجراءات ، ومحاولة إظهار الدولة بدور العاجز عن حماية وتوفير سبل الرعاية لجنودنا من الجيش الأبيض ، وهو ما سينعكس سلبا على الحالة النفسية لكل العاملين فى القطاع الطبى ومن ثم فشل المنظومة الطبية فى إحتواء والتعامل مع أزمة كورونا .
مما سبق يتضح لنا أن الشائعة دائما تكون منسوبة لشخصية غير حقيقية ولكن على كل منتسبى الجيش الأزرق تتبعها ومحاولة الوصول لحقيقة الشخصية ، فسيجدها من نسج خيال مروج الشائعة حتى ولو أستعمل لها صورا لشخصيات حقيقية..
وأنتظرونا فى المقال التالى إن شاء الله نكمل معكم باقى أليات رصد الشائعات .