كتبت: إيمان عوني مقلد
اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس السبت أن إيران التي تعاني من عقوبات خانقة غير قادرة على وقف النشاط الاقتصادي في البلاد رغم تسجيلها في الأسابيع الماضية تزايدا في أعداد الوفيات والإصابات جراء فيروس كورونا المستجد.
وقال روحاني في تصريحات أمام أعضاء لجنة مكافحة «كوفيد-19» بثتها قنوات التلفزة المحلية، إن على إيران مواصلة «الأنشطة الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، مع التزام الإجراءات الصحية» للحؤول دون تفشي الفيروس. وتابع «الحل الأسهل هو وقف كل النشاطات، (لكن) في اليوم التالي سيخرج الناس للتظاهر ضد الفوضى، الجوع، الضائقة، والضغط».
اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني إثارة الخوف والاضطراب في المجتمع من تفشي فيروس كورونا لوقف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والخدمات أو الإيحاء بأن الظروف باتت عادية ولا يوجد تهديد مصدره تفشي كورونا، بأن كلاهما خطير ويتسببان في مشاكل، طبقا لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إرنا» أمس
وأضاف روحاني خلال كلمة له في لجنة مكافحة فيروس كورونا «في حال يتصور المواطنون أن الأوضاع باتت عادية وفيروس كورونا لم يعد يهددنا سنواجه المشاكل كما أن إثارة الخوف في المجتمع من تفشي هذا الفيروس وعرقلة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والخدمات ليست صحيحة». وأشار إلى مساعي الحكومة لإيجاد مخارج للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح أن جميع دول العالم من دون استثناء بذلت جهودا في ظل تفشي فيروس كورونا وهناك دول بدأت بإيجاد مخارج خلال أسبوع والأخرى تحركت خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وأضاف: «لا توجد دولة تستطيع وقف الأنشطة الاقتصادية ستة أشهر كما أن المواطنين يرفضون ذلك». وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة الالتزام بالبروتوكولات الصحية منعا لتفشي كورونا بما فيها الامتناع عن إقامة التجمعات والاحتفالات أو مراسم التأبين.
وتعاني الجمهورية الإسلامية منذ أواخر فبراير الماضي، تاريخ تسجيل أول وفاة بـ «كوفيد-19»، لاحتواء تفشي المرض الذي جعل منها أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بالجائحة.
وبلغت حصيلة الوفيات المعلنة 12.635 حالة، مع عدد إصابات يتجاوز 255 ألفا.
وأعلنت إيران السبت وفاة 188 شخصا بسبب «كوفيد-19»، وإصابة 2.397 شخصا في الساعات الـ24 الأخيرة.
وعمدت السلطات الإيرانية في مارس إلى إقفال المدارس وإلغاء النشاطات العامة ومنع التنقل بين المحافظات الـ31 لاحتواء تفشي الفيروس.
لكنها قامت منذ أبريل بتخفيف هذه القيود بهدف إعادة فتح الاقتصاد الذي يعاني من آثار العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها في عام 2018. بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي أبرم بين طهران والدول الست الكبرى في 2015.
ومع تسجيل أعداد متزايدة من الإصابات والوفيات في الأسابيع الماضية، اتخذت السلطات الإيرانية قرارا بجعل وضع الكمامة الطبية إلزاميا في الأماكن العامة المغلقة، وسمحت للمحافظات الأكثر تضررا بفرض إجراءات وقيود للحؤول دون تفشي الفيروس.
ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة ستة بالمئة هذا العام.
وحذر روحاني في كلمته السبت من أنه «من غير الممكن إبقاء المؤسسات والنشاطات الاقتصادية متوقفة على المدى الطويل»، مشددا على أن «الناس لن يقبلوا بذلك».
وكان وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي حذر الأربعاء من احتمال حصول «تمرد بسبب الفقر» في البلاد، محمّلا العقوبات الأمريكية مسؤولية «الخزائن (المالية) الفارغة» للحكومة.
وشدد نمكي في تصريحات عبر القناة التلفزيونية الرسمية، على أن قرار إعادة السماح بالنشاطات الاقتصادية لم يكن بسبب عدم إدراك السلطات لمخاطر الفيروس، بل لأن الاقتصاد الإيراني «لم يعد قادرا على التحمل».
وطالت العقوبات الأمريكية صادرات النفط الإيراني بشكل رئيسي، إضافة إلى عدد من المجالات الاقتصادية الأخرى، ما دفع الجمهورية الإسلامية للتعويل على الصادرات غير النفطية، والتي شهدت تراجعا في الأشهر الماضية بسبب قيود «كوفيد-19» وإغلاق الحدود. وأدى ذلك إلى تسريع تدهور قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار، ما يهدد بمفاقمة نسبة التضخم المرتفعة أصلا. ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة ستة بالمائة هذا العام.
وحذرت السلطات الإيرانية من حضور حفلات الزفاف والجنائز، والتي كانت سببا في السابق وراء ارتفاع نسبة الحالات النشطة، كما يقول المسؤولون إن البلاد تمر بموجة تفشي ثانية للفيروس الفتاك.