العنف الأسري و تأثيره على تنشئة الأبناء و تكوينهم النفسي
بقلم
ا. م. د. حنان عبد الباقي محمد خليل
الأستاذ المشارك بقسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
يواجه عدد غير قليل من الأسر مشكلة خطيرة جدا تؤثر سلبا على تنشئة الأبناء و تكوينهم النفسي. تلك المشكلة هي العنف الأسري حيث يتعرض أحد أعضاء الأسرة وبالذات الأم أو أحد الأبناء للاعتداء البدني واللفظي من الأب ويكون ذلك في وجود الأبناء فينتج عن تلك المشكلة الخطيرة تداعيات كثيرة تهدد كيان الأسرة بأكملها.
وتكون أسباب تلك المشكلة عديدة؛ فمنها تنشئة الأب نفسه في بيئة مماثلة حيث كا يجد أبيه يعتدي بالضرب على أمه
أو لأن الأب عاطل وليس لديه عمل وتقوم الأم بإعالة الأسرة بدلا منه.
وقد يكون السبب هو أن الأب إنسان غير سوي نفسيا أو يشعر بانعدام الثقة في نفسه لأن زوجته تتفوق عليه في الدخل أو الدرجة العلمية.
وبعض السيدات قد لا يرغبن في الانفصال حفاظا على تماسك الأسرة أو عدم رغبتهن في أن يحملن لقب مطلقات.
وهذا مما يؤسف له لأن تنشئة الأبناء في مثل هذه البيئة ينتج عنه شعور الأم حتى و إن كانت تحمل أعلى المؤهلات بالمهانة أمام أبنائها وتشويه صورتها أمامهم وبالتالي كرههم لأبيهم، ولوم أمهاتهم على سوء اختيارهن
وما كل حالات العزوف عن الزواج سواء من الفتيات أو الفتيان إلا ومرجعها معايشتهم لمشاهد العنف المنزلي وعدم ثقتهم في أن اختيارهم لشريك حياتهم سيكون اختيارا موفقا.
وتبعا لإحصائيات قامت بها هيئات تناهض العنف ضد المرأة اتضح أنه توجد نسبة ليست بالقليلة من السيدات المتزوجات يتعرضن للاعتداء البدني والإصابات المبرحة وقد يصل الأمر إلى عاهات مستديمة ونسبة ضئيلة جدا هي التي تلجأ إلى القضاء.
وتتعرض تلك النسبة القليلة التي تلجأ للقضاء بسبب الاعتداء البدني عليهن للنقد واللوم المستمرين من أسرهن وأقاربهن لأنهن -بحسب المنتقدين- يفضحن أسرار بيوتهن.
وقد تتعرض كثيرات من تلك السيدات للإصابة بالانهيار العصبي أو الاكتئاب هي و أبنائها.
وتحتاج مثل تلك السيدات وبالتالي أبنائها للعلاج النفسي غالبا وهو أيضًا يحتاج إلى تكاليف باهظة حيث يبلغ متوسط سعر الجلسة الواحدة ٥٠٠ جنيها مصريا.
وفي تلك الحالة تضطر الزوجة لطلب الطلاق لتنجو هي وأبنائها من ذلك الجحيم لتعيش في سلام وتتنازل عن جميع حقوقها بل قد تضطر إلى التنازل عن نفقة أبنائها من أبيهم لتأمن شرَّه.
والنتيجة في كل الأحوال سيئة.
وتحتاج مثل تلك الزوجات لتشريع واضح وصريح يحميها وأبنائها من ذلك المصير.
وتكفي زيارة واحدة لمحكمة الأسرة لتشاهد بنفسك كمّ القضايا المرفوعة من الزوجات للحصول على حقوقهن وحقوق أبنائهن والبؤس الذي تراه على وجوه تلك السيدات.
وخير ختام: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” استوصوا بالنساء خيرا”.
” ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم”.
ملاحظة للمتضررات:
للتواصل للإبلاغ عن أية شكاوى.
مكتب شكاوى العنف ضد المرأة التابع للمجلس القومي للمراة
رقم واتس
01007525600
او الايميل التالي:
complain. [email protected]