كتبت: إيناس مقلد :
أفاد المستشار العلمي للرئيس الأمريكى ترامب وكبير خبراء الأمراض المعدية فى الولايات المتحدة البروفيسور أنطونى فاوتشى أمس الإثنين أن البلاد لا تزال «غارقة» فى الموجة الأولى من الإصابات بفيروس كورونا المستجد وعليها التحرّك فوراً للتعامل مع إرتفاع عدد الحالات فى الآونة الأخيرة.
من جانبه، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء من أن إنتشار وباء كوفيد-19 «يتسارع» وقد سُجّلت 400 ألف إصابة جديدة خلال نهاية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه لم يبلغ ذروته بعد. وقال تيدروس أدانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحفى عبر الإنترنت: «إذا كان عدد الإصابات على ما يبدو مستقراً على الصعيد العالمى،فالواقع أن بعض الدول أحرزت تقدماً كبيراً فى خفض عدد الوفيات لديها، فى حين لا يزال عدد الوفيات فى دول أخرى يرتفع».
وقال مدير المعهد الأمريكى للأمراض المعدية إن عدد الإصابات لم يصل إطلاقا إلى مستوى أساسى مرضٍ قبل إرتفاعه مجدداً حالياً وهو ما حذّر مسؤولون من أنه يحمل خطر إغراق المستشفيات في جنوب وغرب البلاد. وقال فاوتشى فى مقابلة عبر الإنترنت مع مدير معاهد الصحة الوطنية فرانسيس كولينز «إنه وضع خطير ينبغي لنا التعامل معه فوراً». لكن فاوتشى أضاف أنه لا يعتبر الإرتفاع المتواصل فى الإصابات «موجة». وأفاد: «كان إرتفاعاً أو عودة إرتفاع فى عدد الإصابات».
وفاوتشي من أبرز أعضاء فريق عمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتخصص في مكافحة فيروس كورونا المستجد وتحوّل إلى وجه موثوق فى معركة الإدارة ضد الوباء.
وأضاف فاوتشى قائلا: «إذا إطلعتم على الرسوم البيانية من أوروبا، الإتحاد الأوروبى ككيان، إرتفعت ومن ثم إنخفضت إلى المستوى الأساسى. والآن لديهم بعض التذبذبات كما هو متوقع لدى محاولتهم رفع تدابير الإغلاق». وأما فى الولايات المتحدة فإرتفع عدد الإصابات «ولم ينخفض إطلاقا إلى المستوى الأساسى ونشهد الآن إرتفاعاً جديدا».
وبلغت حصيلة الوفيات جرّاء الفيروس فى الولايات المتحدة 130 ألفا أمس الإثنين، وفق حصيلة جامعة جونز هوبكنز بينما يقترب عدد الإصابات من ثلاثة ملايين. وتم تسجيل عدد مقلق من الإصابات الجديدة وسط زيادة فى عدد الحالات أجبرت عدة ولايات على تعليق تدابير إعادة فتح اقتصاداتها على مراحل. وتعد الولايات المتحدة البلد الأكثر تأثّرا فى العالم بالفيروس وتعمل جاهدة للتأقلم مع قواعد التباعد الإجتماعى ووضع الكمامات.
وحذّر مسؤولون من أن بعض مستشفيات البلاد تواجه خطر الإمتلاء جرّاء تدفق مرضى كوفيد-19.
ويذكر أن أسرّة المستشفيات فى تكساس إمتلأت بينما تزداد الدعوات للسكان لالتزام منازلهم.
وأفاد بعض رؤساء البلديات بأن مدنهم فتحت قبل أوانها فى وقت يحاول ترامب التقليل من أهمية حدة الأزمة، مانحين الأولوية لإعادة فتح الإقتصاد بدلاً من ذلك.
وفى موسكو أعلنت السلطات الصحية الروسية أمس الثلاثاء تسجيل 198 وفاة جديدة بين المصابين بفيروس كورونا، ما يرفع حصيلة ضحايا الجائحة فى البلاد إلى 10494حالة وفاة.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن غرفة العمليات الخاصة بمحاربة إنتشار فيروس كورونا فى روسيا أنه تم رصد 6368 إصابة جديدة بالعدوى ليصبح إجمالى عدد الإصابات التي تم تسجيلها فى روسيا منذ بداية الجائحة 694230. وتماثل 9551 مريضاً للشفاء فى روسيا خلال آخر 24 ساعة، ليصل إجمالى عدد المتعافين إلى 463880 شخصاً.
من جانب آخر، إعترفت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء بظهور «دليل» على إحتمال إنتشار فيروس كورونا المستجد عبر جسيمات صغيرة للغاية في الهواء بعد أن حثت مجموعة من العلماء المنظمة على تحديث إرشاداتها حول كيفية إنتشار مرض الجهاز التنفسي كوفيد-19 الناجم عنه.
وقالت الخبيرة بالمنظمة بينيديتا أليجرانتسي فى مؤتمر صحفي فى جنيف إن المنظمة تعتقد أنها «كانت منفتحة على الأدلة على طرق إنتقال» الفيروس المستجد.
كانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت يوم السبت الماضي أن 239 عالما فى 32 دولة طرحوا الأدلة فى رسالة مفتوحة إلى المنظمة قالوا فيها إنه تبين أن الجسيمات التي تخرج مع الزفير يمكن أن تصيب الأشخاص الذين يستنشقونها.
وقالت كاريسا إتيان مديرة منظمة الصحة العالمية فى الأمريكتين أمس الثلاثاء إن 50 فى المائة من حالات كوفيد-19 فى الأمريكتين موجودة الآن فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأن عدد الحالات المسجلة في تزايد مستمر.
وأضافت فى مؤتمر صحفي عبر الإنترنت من واشنطن مع مديرى منظمة الصحة للبلدان الأمريكية: «هذه جائحة ذات أبعاد مذهلة وليس أمامنا خيار سوى الإستمرار فى بذل كل طاقتنا للسيطرة عليها».
من جهة أخرى، قدمت رئيسة قسم الصحة العامة بوزارة الصحة الإسرائيلية إستقالتها أمس الثلاثاء وسط زيادة فى حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد وقالت إن الاقتصاد أعيد فتحة مبكراً جداً وضلّ البلد طريقة لمكافحة الجائحة. وأعلنت سيجال سداتسكي خبيرة الأوبئة إستقالتها بعد يوم من إعادة فرض حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سلسلة من القيود تشمل إغلاق الحانات وقاعات التدريبات الرياضية والمناسبات.
واستقر منحنى العدوى بفيروس كورونا فى إسرائيل فى مايو عند نحو 20 حالة جديدة يومياً بعد فرض إجراءات العزل العام فى أبريل. لكن منذ إعادة فتح المدارس والعديد من الشركات قبل شهرين زاد عدد الحالات وسجلت إسرائيل ما يربو على الألف حالة يومياً فى الأسبوع الماضى. وقالت وزارة الصحة إنها تتوقع أن يصل عدد المرضى الذين يحتاجون إلى جهاز تنفس صناعى إلى ألفى شخص. ويبلغ العدد حاليا 32 شخصاً.