بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
السماح للضباط بالترشح يعيد الهيبه للحياه البرلمانيه
بلا مقدمات .. يتعين علينا كشعب وحكومه أبناء وطن واحد أن نرسخ لنهج المكاشفه والمصارحه والوضوح لأنهم أقصر الطرق للحقيقه التى يبنى عليها الكيانات بمصداقيه وشفافيه ، وتنطلق بها الأمم إلى آفاق التقدم والرقى والإزدهار ، وتكون النتيجه بنيان قوى راسخ رسوخ الجبال الراسيات .. آن الأوان أن نبتعد عن الشعارات خاصة تلك التى تسببت فى إنحدار سلوكى ، وإنهيار أخلاقى غير مسبوقين فى تاريخ الأمم والشعوب ، لأنه رغم أننا شعب عظيم ذا حضاره وتاريخ لكن الحال إنحدر بنا الآن إنحدارا يؤدى حتما للهاويه لامحاله ، يكفى أننا أصبحنا أخلاقيا كمصريين فى أسفل سافلين ، وبات مامضى رجالا عظماء ، وأخلاقيات رفيعه من التاريخ نتغنى بها رغم واقعنا السيىء والإجرامى .
بلا مزايده .. القوات المسلحه المصريه فخر هذا الوطن وعزته ، وتاجه المرصع بالألماظ .. هى درع الوطن وحامى المقدرات ، وبها رجالات تربوا على الرجوله ، والتضحيه ، والفداء ، من يقول بغير ذلك يكون فى نفسه هوى ، وفى عقله خلل ، وفى قلبه مرض . يزداد الفخر عندما ندرك أن القاده والجنود أصحاب فكر راقى ، وفهم عالى ، ورؤيه سديده ، وإنضباط أتمنى ان يسود كل أبناء الشعب .
إنطلاقا من ذلك وعن قناعه راسخه فإن مشروع القانون الذى وافق عليه مجلس النواب أمس الإثنين برئاسة الدكتور علي عبدالعال والمقدم من الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 232 لسنة 1959 فى شأن شروط الخدمة والترقية لضباط القوات المسلحة والذى بمقتضاه تم الموافقه على ترشح ضباط القوات المسلحه السابقين ومن بالخدمه بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحه هو مشروع قانون يمثل نقله حضاريه ومنطلقا لتأكيد تعظيم القيمه للبرلمان ، والهيبه للنواب وسيدفع فى طريق الإنجاز الأخلاقى الحقيقى ، ويقضى على الترهل ، والسخافات التى باتت سمه رئيسيه بين كل فئات المجتمع .
لعل مادفعنى للبهجه والسرور بمشروع القانون الذى سمح لرجال مصر العظماء من أبناء القوات المسلحه بالترشح إلى الحاجه الماسه لإعادة الأخلاق للمجتمع المصرى وردع المتنطعين ، وسحق السفهاء ، وتأديب قليلى الأدب ، خاصة بعد تلك الإحصائيه الرسميه المرعبه التى تشير إلى إصابة كيانات كثيره بالمجتمع المصرى بالانحطاط وتنامى قلة الأدب ، وفهم الديمقراطيه ، والحريه على أنها إرتفاع سقف السفالات ، وتنامى الإنحطاطات حتى وجدنا حاله من السعار تنتاب تلك الفئات تقوم على سب وشتم النواب ، والمرشحين على حد سواء ، والإدعاء عليهم بالأكاذيب حتى أصبح النواب بين خيارين كلاهما مر هما ردع السفهاء عبر الأجهزه إنطلاقا من إجراءات رسميه وقانونيه ، وهنا يتهموا بأنهم ظالمين مفتريين ، أو التحمل فيوصموا بالضعف والتهاون .
أصدقكم القول المجتمع المصرى فى حاجه ماسه لمن يصوب مسلك بشر كثر فيه ، ويعلمهم الأدب ، ويسحق السفهاء منهم ، ويعيد الهيبه ، ويقضى على الخلل ، ولن يستطيع كائنا من كان من سياسيين ، أو أعضاء أحزاب ، أومؤسسات مجتمع مدنى وشخصيات عامه فعل ذلك ، وبات الوحيدين القادرين على تحقيق هذا الهدف النبيل ضباط القوات المسلحه بمختلف رتبهم العسكريه لذا كان تحملهم المسئوليه النيابيه من خلال عضوية البرلمان أمرا حتميا فهم وبحق قادرين على إعادة الهيبه المفتقده للحياه النيابيه ، والتصدى لمن يتمسكون بإهدار قيمة النواب .
أراهن وبصدق على أن الناس كل الناس سينضبط سلوكهم وسيتعاملون طوعا أو كرها مع النواب القادمين من المؤسسه العسكريه النبيله بمنتهى منتهى الإحترام رغم أنوفهم وعفوا و” بالجزمه ” ونستطيع أن نقول وداعا للتنطع الذى كان عبر عقود مع النواب المنتمين للأحزاب السياسيه وحتى المستقلين ، فجميع الناس سيكون إقترابهم من هؤلاء النواب الكرام العسكريين بحدود وبمنتهى الإحترام ، رغم أنوفهم وأنوف من خلفوهم ، والتواصل معهم سيكون بحساب ولامجال للأنطاع والسفهاء حتى مجرد الجلوس فى رحابهم سيكون أمنيه ومبتغى ، والأيام حبلى بالتفاصيل .
أتصور أن هذا الخطوه الرائعه من إجراء تعديل قانونى يتم بمقتضاه السماح بترشح ضباط القوات المسلحه السابقين ومن بالخدمه بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحه جاء إنعكاسا طبيعيا أيضا بعد أن إمتلئت السجون بالمحكوم عليهم فى قضايا سب وقذف لنواب ، وشخصيات عامه ، كما أن النيابه العامه تزايدت أمامها البلاغات التى تؤكد على أنه مازال هناك سفهاء يستحقون البتر حتى يتطهر المجتمع من نجاساتهم وبات الأمل الوحيد معقودا على الضباط النواب ليعلموا هؤلاء الأدب .
تلك رؤيه أجد أنه من حقى طرحها بحكم تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه ، وبحكم ممارستى السياسيه والحزبيه والنيابيه ورصدى لواقع الحال المؤلم من تصرفات البشر خاصة السفهاء منهم ، لاأدعى أنها الحقيقه المطلقه لكننى أجد أنه من حقى التمسك بها غير منكر على غيرى من الذين يطرحون رؤيه قد تختلف مع ماطرحت ، بل وأعتبر تلك الرؤيه خطوه فى منتهى الأهميه لاشك ستساهم فى أن تكون واقعا حقيقيا يضبط الايقاع بالوطن الذى بات يئن من الوجع من تصرفات الحمقى من البشر .