كتبت – إيناس مقلد :
بلغ تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد مستويات قياسية جديدة حول العالم، خاصة في القارة الأمريكية حيث يتواصل إرتفاع عدد الوفيات، لا سيما في الولايات المتحدة والبرازيل.
وأظهرت حصيلة منظمة الصحة العالمية أن الأيام السبعة الأخيرة هي الأسوأ لناحية مستوى تفشي عدوى كوفيد-19 منذ ظهوره في الصين نهاية 2019.
وحسب إحصاء لوكالة فرانس برس إستنادا إلى مصادر رسمية، سجلت يوميا أكثر من 150 ألف إصابة على مدى الأيام السبعة الأخيرة.
وسجلت القارة الأمريكية، البؤرة الحالية للوباء، نحو 2.7 مليون إصابة من بين اجمالي 10.6 ملايين إصابة حول العالم، وهي تشهد تزايدا متواصلا لعدد الحالات.
وبلغت الولايات المتحدة، أول قوة إقتصادية عالمية والدولة الأكثر تضررا من الفيروس (أكثر من 128 ألف وفاة)، مستوى قياسيا بتسجيلها أكثر من 50 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة.
وأشارت دراسة نشرت الأربعاء إلى تسبب الوباء في زيادة الوفيات في الولايات المتحدة بنسبة 18 بالمئة على الأقل مقارنة بعدد الوفيات السنوي المعتاد، وتبلغ الزيادة ثلاثة أضعاف في نيويورك المتضررة بشدة.
وتنتظر البلاد نهاية أسبوع حساسة مع حلول العيد الوطني في 4 يوليو الذي يشهد عادة لقاءات عائلية وتجمعات، وذلك في ظل تجديد فرض قيود في بعض المناطق أو تعليق مسار رفع الإغلاق في أخرى، خاصة في كاليفورنيا. وتشهد هذه الولاية التي يقطنها 40 مليون ساكن زيادة إستثنائية فى إنتشار العدوى.
ودعيت المقاطعات المهددة إلى التخلي عن عروض الألعاب النارية التقليدية.
وتأتي هذه العودة الخلفية إلى القيود بعدما خلق الإقتصاد الأمريكي 4.8 ملايين وظيفة في شهر يونيو، في رقم شهري قياسي، وذلك بفضل إعادة فتح المتاجر والحانات والمطاعم، حسب ما أعلنت وزارة العمل أمس.
ويبقى الوضع مقلقا في أمريكا اللاتينية والكاريبي، خاصة في البرازيل التي تجاوزت الأربعاء عتبة 60 ألف وفاة مع تجدد تسجيل أكثر من ألف وفاة خلال 24 ساعة، حسب وزارة الصحة.
من جهتها، تجاوزت كولومبيا، رابع أكبر إقتصاد لاتيني، عتبة 100 ألف إصابة، مع تسجيل 4163 إصابة خلال يوم.
ووفق منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، يمكن أن تسجل أمريكا اللاتينية 400 ألف وفاة في غضون ثلاثة أشهر إن لم تتخذ تدابير صحية أكثر صرامة.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 514.803 أشخاص على الأقل حول العالم، حسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وفتحت أوروبا الأربعاء حدودها بطريقة مدروسة ومحدودة، وذلك مع تباطؤ انتشار الفيروس في دولها برغم إستمرار رصد بؤر عدوى. وكانت المفوضية الأوروبية أوصت الدول الأعضاء باستقبال الرحلات الجوية من 14 دولة من جميع القارات، علاوة على الصين لكن بشرط المعاملة بالمثل، وهو أمر لم يتحقق بعد.
واستقبلت جزيرة كورفو اليونانية الأربعاء أول سياحها، في وقت فرضت مدينتا لشبونة (البرتغال) وليستر (انكلترا) حجراً على بعض الأحياء.
وتسعى دول أخرى حول العالم، تعتمد على السياحة، لإنقاذ الموسم. في هذا السياق، أعادت مصر فتح موقع أهرامات الجيزة الأربعاء رغم تسجيل أكثر من ألف إصابة يومية منذ نهاية مايو.
من جهتها، فتحت كوبا جزر كايوس أمام السياح الأجانب، رغم عدم وصول أي رحلة جوية من الخارج حتى الآن.
وتأثرت عدة قطاعات إقتصادية أخرى من الوباء، وتوقع صندوق النقد الدولي تعافيا أبطأ من المتوقع، وركودا عالميا بنسبة 4.4 بالمئة في 2020.
وإرتفعت نسبة البطالة قليلا في إسبانيا خلال يونيو رغم رفع الإغلاق، وقد كانت أدنى خلال الأشهر الثلاثة السابقة.