أنقرة وموسكو وطهران ينسقون لحل الأزمة في سوريا طهرانخ – إيمان عوني مقلد: اتفقت إيران وروسيا وتركيا أمس على تكثيف جهود التنسيق فيما بينها بهدف خفض التوتر في هذا البلد.
وقال بيان مشترك صدر في أعقاب هذه القمة التي نظّمت عبر تقنية الفيديو وجمعت الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوجان، إنّ الدول الثلاث «جددت التصميم على تكثيف التنسيق الثلاثي» في المسألة السورية.
وشدد البيان أيضًا على «الالتزام الراسخ» للدول الثلاث بـ«سيادة، واستقلال ووحدة وسلامة أراضي» سوريا.
وتندرج هذه القمة الثلاثية في خانة مسار أستانا الذي ترعاه الدول الثلاث. وهذه أول قمة تنعقد في هذا الإطار منذ سبتمبر 2019.
وجاء انعقادها في ظل تصاعد التوتر على خط أنقرة-موسكو، على خلفية سوريا وأيضًا ليبيا، حيث تقدّم العاصمتان الدعم إلى طرفين متحاربين.
وكانت زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لتركيا قد ألغيت في اللحظات الأخيرة في منتصف يونيو.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي كانت دولته ترأس القمة، إنّ الدول الثلاث «اتفقت على مواصلة التنسيق فيما بينها، مع التشديد على خفض التوتر، وعلى المسار السياسي والمساعدات الإنسانية»، وهي نقاط شملها البيان الختامي.
واعتبر ظريف، في تغريدة على موقع تويتر، أنّ القمة التي نظّمت عبر الإنترنت كانت «بناءة جدًا».
وكان الرئيس روحاني استهل القمة بالتأكيد على أنّ إيران «تعتبر أنّ الحل الوحيد للأزمة السورية سياسي، وليس عسكريا». وأضاف «نواصل دعمنا لحوار سوري-سوري ونشدد على تصميمنا في مكافحة إرهاب تنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما من الجماعات المتصلة بهما». وقال «أشدد على أنّ مكافحة الإرهاب ستستمر حتى القضاء عليه تمامًا في سوريا وعموم المنطقة».
من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الأولوية «لمواصلة الكفاح في وجه الإرهاب الدولي»، داعيًا إلى اتفاق ثلاثي «حول التدابير الإضافية التي بمقدورنا اتخاذها لإعادة الأمور إلى طبيعتها في سوريا على المدى الطويل».
وأشار إلى أنّ الأراضي التي هي خارج سيطرة الحكومة السورية لا تزال تشهد «توترا شديدا»، وخاصة في منطقة «خفض التصعيد في إدلب وفي شمال شرق سوريا»، منوّهًا إلى وجوب تقديم «مساعدة فعالة» لدعم «حوار سوري شامل».
وفيما ندد الرئيس الروسي بالعقوبات الأمريكية التي فرضتها واشنطن على سوريا في يونيو، اعتبر أنّها «تهدف بوضوح إلى خنق سوريا اقتصاديًا». ودعا بوتين في هذا السياق إلى تعزيز الدعم الإنساني لسوريا و«دعم السوريين».
ومن جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أنّ «أولوياتنا الرئيسة تتمثّل في الحفاظ على وحدة سوريا السياسية ووحدة أراضيها، وإعادة إحلال السلام على أرض الواقع وإيجاد حل سياسي مستديم» للنزاع. وقال «سنواصل القيام بما في وسعنا حتى تستعيد سوريا، جارتنا، السلام والأمن في أقرب الآجال».
وانعقدت هذه القمة غداة مؤتمر للمانحين نظّمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل، جرى خلاله التعهد بتقديم 7.7 مليارات دولار للاجئين السوريين.