ألف شكر يا “كورونا”
بقلم/ محمد الشحات محمد
رئيس دار النسر الأدبية
* صفاء الهاشمي (النايبة)، مبارك البغيلي (الصفحي)، حياة الفهد (الفتانة)، وأمثالكم .. رغم أنكم حظيتم بما أردتم من شهرة بعدما أسأتم إلى “أم الدنيا”، لكن ..
لن تكون “لكن” ردا منا على ما اقترفتموه، أو تعرية لبلاد انتسبتم إليها، وكذلك لن تكون هذه ال”لكن” تذكيرا بمكانة مصر وتاريخها الذي جمع الحضارات، ودافع وحرر وعلم، و .. و..
إن “لكن” هنا استدراك لما غاب عن كثيرين، وهو حقكم -بالإضافة إلى شهرتكم- في أن نشكركم .. نعم نشكركم، شكر العالم للفيروس “كورونا”!
قد ترون شراكتكم أنتم و”كورنا” في التزامن، أو الضرر، أو حتى إعادة ترتيب القوى، والعلاقات الإنسانية -كما يتوهم بعضهم- وتداعيات “حظر” العدوى ..
قد ترون ما لا يراه إلا أمثالكم، و”لكن” ..
إذا كنا في البلد الواحد، أو حتى بعض الأسر والاتحادات يرتكبون أكثر مما قلتم، وإذا كانت ثلاثية الدين واللغة والتقاليد لم تعد أساسا للهوية، وإذا كانت التكتلات بأنواعها هشة، وإذا أصبح الكل يفهم في الكل، و”امبو” تفرقت بسرقات الٱثار والنصوص، والحقوق صارت واجهات، يفرضها من لا يملك لمن لا يستحق، وإذا كنا في “الأسرة” بفتح الراء، أو تشديدها، نشاد الدين، ونختلق الخلاف بعد “المصلحة” نكرانا، وتزيينا لإثبات الوجود “الافتراضي”، وإذا كنا نحارب جديدنا فينا، وإذا السخرية باتت قرين “التطبيل”، ووأصبح احتراف الانحراف “خصلة” موت الحياة والحياء، وإذا وإذا ..، وكلها على أطلال أواصرنا، ومواريث الأذان والجرس، أو الأغاني القومية الصاخبة إياها،
فهل لنا ألا نشكركم، وما أنتم إلا أداة تنبيه -وإن كانت فيروسية- لما نحن فيه؟
هل لنا أن نرد بحضارات أجداد، لم نصنعها نحن، بل فرطنا فيها، وطمسنا على الفروق المميزة بين المشابهات؟
هل نرجو لكم الفقر؛ البترول يغير المبادئ، أم ندعو بهلاك الفكر، ونجعل من الإرهاب دليل قوم، يملي عليهم الانتقام، أو مكتسبات الوضع الرخيص؟
ليس لنا، بل لكم أنتم ما شئتم، وعلينا أن نغير ما بأنفسنا، أو نلتزم بالحظر، ونقرأ حول “الحجر” مناهج “الديتول”، وألقاب “الفخرية”، وألسنة “العهر”، وانتخابات “الكتاب” المستعارة،
لكم الشكر علينا
ولنا حق انتفاع
بينما غاب حياكم
عاب في الأسد الضباع
أمة العرب سلاما
حطم “الكوت” القلاع!
أيها “الفيروس” فينا
جئت في “مصل” الضياع
دائن صار مدينا
ومن القاع ارتفاع
ألف شكر يا “كورونا”
تلك أضداد الصراع