اليوم الجمعه وفيه أدعو لمصر التى أحبها ، والوطن الذى أعشقه ، وأستحضر الشفافية التى أنشدها ، وأتعايش مع الصدق الذى أتمناه ، والمحبه التى غاصت فى الوجدان ، متمنيا أن تتعاظم المصداقيه ، وندرك الشفافية ، ونتحلى بكريم الخلق ، ونعظم لدينا الشفافية ، ونعمق المحبه ، ويسمع بعضنا بعضا ، ونتجنب المساخر ، ونلفظ الأكاذيب ، وتكون الفضائل هى منطلق تعاملنا بالحياه وكريم الخلق مبتغانا ، وندعو الله ليل نهار وفى كل الوقت أن يحفظ وطننا الغالى ، ومصرنا الحبيبه من كل مكروه وسوء .
مؤلم أن أقول أن جميع كل تلك المعانى النبيله فقدناها بالمجتمع ، بل ومعها تلاشى كل ثوابتنا التى ورثناها عن عظمائنا ، وعايشناها فى أزمان جميله سابقه ، تلك الأزمان التى كنا نفخر بها ، قبل أن نصبح مجتمع بلا قيمه ، ولاشأن ، ولاإعتبار ، ولا حتى إحترام ، من يقول بغير ذلك إنما يكذب على نفسه ، ويخدع ذاته ، وكل الناس الذين يؤلمهم كل يوم معاناتهم مع الإجرام ، وهذا التدنى وذاك الإنحطاط ، وخوفهم على الوطن ، والولد ، والنفس ، والعرض ، وكل الأحبا ، بل وكل البشر من هذا الإنحدار .
عظم هذا المناخ تلك الحاله اللامعقوله التى غاصت فى واقعنا ، وخلفت إنحطاطا يتعجب منه الخلق كل الخلق ، تمثل أبرز جوانبه فى إعلان اللجنة العامة للإنتخابات بمحافظة الشرقية فوز ثلاثة مرشحين عن دائرتى بلبيس والزقازيق كان قد أعلن خسارتهم رسميا ، وكان الإعلان من لجنه قضائيه عامه بمحافظة الشرقيه ، وإعلان خسارة من سبق لتلك اللجنه القضائيه العامه إعلان فوزهم ، وذلك بعد أن ثبت يقينا أن هذا الفوز كان عبر التدليس ، والتزوير الفاضح ، لكننا فى حينه لم ندرك من تلك اللجنه العامه بالمحافظه إجراءا يواكب ماحدث من تزوير ، ولو حتى توجيه اللوم لمن زوروا ، ولمن دلسوا ، ولمن أقروا هذا التدليس ، ومن أعلنوا النتيجه بهذا العوار البشع الذى رسخ لفقدان الثقه فى العمليه الإنتخابيه برمتها .
أتصور أن هذا المناخ العام السيىء الذى طال العمليه الإنتخابيه ، ومحاولة التدليس على التزوير وإقرار مضامينه ، مرجعه ماندركه من تدنى خلقى ، ووصمنا كمصريين بسوء الخلق ، بعد أن ترهل كل شيىء ولم يعد هناك حساب لبعض المخطئين والمجرمين ، لذا كان من الطبيعى أن تصبح الأكاذيب نهجا لدى الجميع فى القلب منهم كثر من أصحاب القرار ، والبعض من هؤلاء المنوط بهم تحقيق العداله الناجزه ، وترسيخ الصدق الذى أصبح فى خبر كان ، وهذا الإبداع فى السباب ، والشتائم ، وقلة الأدب التى طالت كل حياتنا وأصبحت محور إرتكازنا . يبقى أننا نستطيع إنقاذ المركب من أوحال الضلالات ، ومساخر التعاملات ، وإعادة الوطن لسابق عهده من الشموخ ، وإعاة الفضائل والثوابت التى كانت مثار فخر لكل الأجيال ، شريطة أن نستمع لبعض ، وأن يكون مايتم طرحه محور دراسه وتحليل لمتخذى القرار ، وعدم غض الطرف عما يتم الكشف عنه من مساخر ومهازل ، وترديات ، فهل سنستطيع أم أن القدر شاء أن نعيش فى ضلالات الأوهام هذا ماستكشف عنه الأيام .








