


المتابع لواقعنا السياسى يدرك يقينا أننا أمام أزمه حقيقيه ، طالت تلك الأزمه كل فئات المجتمع ، وقضت على قيمة واقعنا الحزبى ، وسحقت الإراده الشعبيه بتلك الإنتخابات البرلمانيه الأخيره ، والتى جعلتنا نتعرض لمأزق طال كل جوانب حياتنا عمقه كل عبده يبتغى نيل وجاهة إجتماعيه ، من خلال الحصول على مقعد بالبرلمان إنطلاقا من الملايين التى يمتلكها .. بعيدا عن المهاترات ومحاولات قيادات أحزاب الموالاه تغييب العقول وإيهام الجميع أن الإنتخابات كانت على مايرام ، رغم ماأصابها من عوار أكد عليه الجميع أجهزه ومواطنين ، وسبقهم الرئيس فى موقف تاريخى عظيم ، الرائع أنه تم رصد هذا العوار بشفافيه ، أتصور أن لدينا فرصة ذهبيه لتصويب الخلل الذى طال واقعنا الإنتخابى ، خاصة بعد ” فيتو ” الرئيس ، وبيانه الرائع بشأن ماطال الإنتخابات من تجاوزات رصدها كل المصريين ، شريطة وجود إراده حقيقيه لتحقيق ذلك ، والتفاعل بشفافيه مع كل التجاوزات التى تمت ببجاحه ووقاحه خاصة المال السياسى الفاسد ، وماخلفته القائمه المطلقه من كوارث ، وأخذ ماقاله الساسه الكبار موضع الجد .
يقينا .. ستظل الإنتخابات البرلمانيه التى يشهدها الوطن الآن نقطه تحول هامه وخطيره فى واقعنا السياسى ، حيث رسخت لفترات طويله عدم الثقه ، عمق ذلك نتائج إنتخابات دوائر الإعاده بالمرحله الأولى التى طالها التزوير قبل بيان الرئيس ، وتم إلغاء نتائجها ، والتى عند إعادتها ثبت إنعدام الشعبيه لدى من سبق أن فازوا ، حتى أنهم أصبحوا فى أواخر من حصلوا على أصوات إنتخابيه ، الأمر الذى أصبحنا معه أمام تحليلات كثيره لفقهاء القانون للمشهد الإنتخابى الغامض والذى منه عرض الطعون على محكمة النقض بإعتبارها الجهة المختصة بالفصل في صحة عضوية النواب ، والذى بدورها تحيلها إلى المحكمة الدستورية العليا للفصل في مدى دستورية مواد القانون ذاتها ، حتى تفحص الدستوريه تلك الطعون ، ومدى ماأصابها من عوار ، والذى طبقا للأراء القانونيه للخبراء الحكم بحل مجلس النواب بالكامل وطبقا للدستور تؤول سلطة التشريع إلى رئيس الجمهورية مؤقتًا لحين إجراء انتخابات جديدة ، ولعلها تكون فرصة ذهبيه لإجراء تعديل فى قانون الإنتخابات لسدّ أوجه العوار، سواء في تقسيم الدوائر أو نظام القائمة المغلقة الكارثيه بما يحقق العداله ، ويعيد لواقعنا الإراده الشعبيه معيارا للإتيان بنائب يمثل الأمه ، وكنا فى غنى عن كل تلك التحليلات والبحث عن مخرج لو أجريت الإنتخابات بشفافيه ، وكان هناك من ردع وأبعد الحلالنجيه عن المشهد الإنتخابى ، ومن عمقوا المال السياسى الفاسد ، وكذلك تصويب مسلك ونهج أحزاب الموالاه الهواه الذين كادوا بفزلكتهم تقزيم تاريخ برلمانى عظيم .
برؤيه وطنيه أتمنى أن يعلو صوت العقل وأجد من يشاركنى الرجاء أن يصل إلى الرئيس بأمانه ونزاهة ، ماطرحه الخبراء والكبار فيما يتعلق بالأزمه التى نعيشها الآن ، من أجل الحفاظ على مقدراتنا وتاريخنا العظيم ، بل وأناشده أن يستمع إليهم لإنقاذ واقعنا الإنتخابى المتردى ، فى القلب منهم المرشح الرئاسى السابق عمرو موسى ، وزميلى النائب الدكتور حسام بدراوى ، وكذلك صديقى الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسيه الدكتور على الدين هلال خاصة ماطرحه فى لقاء مع الإعلامى شريف عامر مقدم برنامج يحدث فى مصر ، والذى أكد خلاله أن المال السياسي قديما كان على إستحياء ويحدث في (الضلمة).. ولكن حاليا أصبح هناك نوع من الفجاجة والإستكبار ، وتوزيع الأموال لتوجيه الصوت ، وتحدث عن الورقه الدواره فى الإنتخابات ، الظروف الإقتصاديه وضعف الوعى السياسى وعدم وجود فروق بين الأحزاب ، من كانوا يمارسونها كان على إستحياء الآن نوع من الإستكبار وأنه شيىء طبيعى ، وأن الإنتخابات المصريه ليست معروفه بكثافة المشاركه الإنتخابيه ، الآن البيانات الرسميه التى أعلنها رؤساء اللجان عقب الإنتخابات لنسب المشاركه كان متوسطها حوالى 5% مشيرا إلى أنه لايخاف من حراك منضبط طبقا للقانون والحراك أن تعبر الصحافه عن آمال وتوجهات ومشاكل الناس ، والمؤسسات السياسيه تقوم بأدوارها ، ونطبق القانون خاصة مايتعلق بالذمه الماليه للنواب ، المفروض أن تقدم الأحزاب إقرار عن الذمه الماليه .
كلمات الفقيه الدكتور على الدين هلال نبهتنا إلى أننا كلما تعايشنا مع الإنتخابات البرلمانيه كلما تزايدت النطاعه ، وتعاظم الإستقطاب ، وتنامت السخافات ، والتى منها إعتبار المال السياسى احد ابرز آلياته ، والسخافه منطلقاته ، وبات الكل يشتم فى الكل ، ونواب الباراشوت أصبحوا حقيقه واقعه ، الأمر الذى معه كان الحمد لرب العالمين سبحانه والشكر على أن ألهمنى الصواب بالزهد فى البرلمان ، والممارسة الحزبيه ، وكذلك المشاركه السياسيه برمتها بعد أن أصبحنا فى زمن الهزل الذى فيه تنامت الجهاله ، وتوارى الكرام عن الأعين ، وإنسحب من المشهد أصحاب الخبرات إحتراما لتاريخهم ، وتقزم الأداء السياسى ، وتلاشى رفقاء الزمن الجميل ، فكان التوفيق من رب العالمين سبحانه والتمسك برعاية أسيادنا المرضى ، لليقين بأن لحظات الضعف التى تعترى الإنسان تتجلى عند مرضهم ، وماأعظمه من زاد عند إدراك أن هذا الشعور الذى ينتاب المريض ويجعله فى تيه ، فاقدا القدره على أن تعلو الإبتسامه شفتيه ، وينتابه حاله من القلق على أبنائه وكل أفراد أسرته من المجهول القادم إذا حدث له مكروه ، وكيف يفعل به كلمه طيبه ، أو إحتضان نفسى طيب ، وطمأنينه نبثها فى كيانه من خلال بذل الجهد معه لتوفير العلاج خاصة مرضى السرطان والفشل الكلوى .
نعـــم .. أصبحنا فى زمن الهزل ، وأصبحنا نتعايش مع أشخاص بهذا المستوى الفكرى الضحل ، والإدراك السلوكى المستهجن ، والفهم الضعيف ، أصدقكم القول الآن إستقر اليقين بوجود إنحدار فى المستوى الثقافى العام ، وتلاشى النضج السياسى ، وتحكم الهزل فى سلوكيات الناس ، الأمر الذى معه ترسخ لدى قناعه بأننا نعيش فى تيه ، ويتحكم فينا التضليل ، وأننا ستظل على هذا النحو من التردى تأثرا بهذا المستوى من الفهم والوعى والإدراك ، والتعاطى مع الأمور ، وتعظيم آلية السب والشتم والتطاول على الفيس بوك ، وأننا فقدنا النضج الفكرى والسياسى والفهم الوعى ، وأننا لسنا فاعلين فى العمليه الإنتخابيه بل كومبارس ، وأن وجودنا مجرد ديكور ، الأمر الذى فقد معه النائب الحاضنه الشعبيه ، وفقد المواطن القدره على فرض إرادته على النائب ، أو مطالبة النواب ببعض حقوقهم. تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أن هناك مفاهيم مغلوطه تهدر القيم وتنال من المبادىء .









