



يقينا .. نحن أمام أزمه حقيقيه طالت المناخ الإنتخابى العام مرجعها هذا التردى الذى طال الدعايه للمرشحين ، والتى وصلت لمستوى مؤلم على الفيس من سب وشتم وتجريح وتطاول جعلت الناس ينتابهم حاله من القرف الشديد ، وجعلتنى أحمد الله تعالى على أن رؤيتى لهذا المشهد كمحلل سياسى وكاتب صحفى متخصص فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والاحزاب ، جعلتنى أتمسك بقرار عدم الترشح شاكرا كل الأحباب ببلدتى بسيون المدينه والقرى والكفور والعزب الذين هم نبض القلب بحق والذين ستظل خدمتهم شرف لى ، مرجع ذلك هذا المستوى الضعيف للمرشحين حتى القادمين بالباراشوت محاطين بالرعايه والعنايه ، وعندما أقول ذلك لاأعنى شخوصهم الكريمه فجميعا محل تقدير وإحترام لكن أتحدث من حيث مستوى الفهم السياسى ، والوعى المجتمعى ، والإدراك لمجريات الحياه ، التى تؤهل المتقدمين للترشح ، الذين وإن تشرفوا بعضوية البرلمان عن دائره إنتخابيه إلا أنهم يكونوا نوابا عن الأمه ، أتحدث فيما يتعلق بالتردى الذى طال أعمال الإنتخابات ، لكن وجود قامات سياسيه رفيعه بالمشهد الإنتخابى هى الأمل فى إحداث توازن فى العمليه الإنتخابيه ، ولولاهم لإنحدر المناخ العام إنحدارا شديدا فى القلب منهم الأخ والصديق والزميل فى الصحافه والنيابه النائب المحترم الكاتب الصحفى محمد عبدالعليم داود نائب فوه ومطوبس ودسوق ، ووكيل مجلس الشعب السابق ، والأخ والصديق الأستاذ محمد عبدالجواد فايد النموذج المشرف للسياسى والمرشح عن دائرة بسيون كفرالزيات ، والنائب ضياء الدين داود الذى ينطلق رؤيتى بحقه من خلال آدائه البرلمانى المتميز ، والذى يذكرنى بما كنت أحاجج الحكومه به كنائب بالبرلمان ينتمى للمعارضه الوطنيه ، ومعى النائب المحترم محمد عبدالعليم داود .
إنطلاقا من هذا الوضع المأساوى للمرشحين أحسن من يتولى إدارة المشهد الإنتخابى فى تدشين تلك التخريجه للعمليه الإنتخابيه ، والتى بدونها قد تفرز العمليه الإنتخابيه بهذا الإستقطاب المحموم وقلة الأدب التى باتت منهج تعامل لدى البعض شخصيات هزليه نوابا بالبرلمان فهى فى تقديرى رغم ماعليها من تحفظات لاحدود لها إلا أنها هى التى تصلح بهذه الصوره فى تلك المرحله التى تتعلق بواقعنا المعاصر ، مرجع رؤيتى التى أطرحها بصدق وليس على سبيل التهكم ، تنامى البغضاء بين الناس ، وتعاظم قلة الأدب ، وهذا التدنى فى لغة الحوار التى طالت المتفاعلين على الفيس بوك من المرتبطين بالعمليه الإنتخابيه وفقدان الأحزاب أى قيمه لهم بالشارع حتى أحزاب الموالاه ، وفى تقديرى أيضا لو كان قد تم طرح شخصيات تتمتع بثقل شعبى حقيقى ، وعلى مسافه محترمه من راسمى المشهد السياسى ، والإبتعاد عن إستفزاز الشعب بتلك الأسماء التى هبطت من السماء ، والتى لاعلاقه لها بالناس ، ومحاصرة رأس المال الفاسد ، وتبرأة الجميع من كارثة الملايين ثمنا لمقعد بالبرلمان لإنحاز الشعب لتلك النوعيه من المرشحين عن قناعه ، ولتغير المشهد السياسى بكامله ، ولأدركنا زخما ممزوجا بالصدق ، ولفاز تلك النوعيه من المرشحين بلا أى مساعده ، أو أى حسابات .
إنطلاقا من ذلك أتفهم تماما فلسفة الإتيان بالنواب على هذا النحو ، بل وأن يكون بصراحه الواقع الإنتخابى مؤلم وغير مقنع ، حيث أن إدراك نجاح البعض مضمون مائه فى المائه رغم عدم تمتعهم بأى شعبيه ، وهذا قد يجعل السفهاء وسماسرة الإنتخابات يحترمون أنفسهم ، وينفضوا عن كاهلهم قلة الأدب ، ويتجهوا إلى الإقتراب منهم ولو عبر الطبل والزمر والنفاق ، بغية الحصول على مكاسب ماديه أو مجتمعيه ، هذا وإن كان رموز المجتمع والمثقفين وأصحاب وقادة ورموز الأحزاب السياسيه أخفقوا بصراحه فى التصدى لسماسرة الإنتخابات ، والبلطجه التى تستخدم الأكاونتات الوهميه بالفيس للتطاول على عباد الله وجعلوا هذا الوضع واقعى بسلبيتهم ، إلا أن الدوله ممثله فى أجهزتها تتحمل جانبا كبيرا من تلك الخطيئه بغض الطرف عنها ، وعدم التصدى لها وتطهير المجتمع من العابثين ، ولايقول لى أحد ان هؤلاء أصبحوا أكبر من الدوله لأن مصر ليست جمهورية الموز بل دوله عظيمه كيانا وقاده وأشخاص ، وعريقه تاريخا وجغرافيا ، لكنه سوء التقدير الذى أوصلنا إلى تلك المعادله المشينه ، والوضع الكارثى .
لعلها فرصة أن يكون هذا النهج مرحله إنتقاليه ينتبه فيها الجميع فيما هو قادم لكارثة تهميش الإراده الشعبيه ، وإطلاق العنان للسفهاء وبلطجية الإنتخابات ، وضرورة أن تتعامل الأجهزه بمسئوليه ، حيال هؤلاء السفهاء ومن صمتوا على سفالاتهم ، وتعمل على حصار الإبتزاز الإنتخابى الذى هو موسم للمجرمين ، وإعادة النظر فى التعامل والتعايش مع الأحزاب السياسيه التى لاشك إذا صدقت النوايا ومنحت الفرصه يكون لها دور فاعل في الحياه العامه ، خاصة وأنها أحد الركائز الهامه في قوة الدوله ، وعطاء الحكومه ، حيث يقدم خبرائها مايصب في صالح الوطن ، من آراء وتصورات ، لتجاوز الأزمات تاره ، والقضاء على المشكلات تارة أخرى ، بالمجمل هي عون للحكومه ، والقاده ، لتقوية الدوله ، خاصة ماكان فى الماضى يسمى أحزاب المعارضه لأنها تنبه لمواطن الخلل لعلاجه ، وتشير إلى نقاط الضعف لتقويتها ، كل ذلك مرهون بأمر واحد مؤداه إذا منحت الفرصه ، وتهيأ المناخ ، وتم إعداد كوادرها على أسس وطنيه ، وماعايشته من تاريخ فى كنف تلك الأحزاب فى الماضى إلا خير شاهد ، هذا التاريخ الذى بات يجهله أجيال تعيش واقعنا الآن لعدم معايشتها لهذا التاريخ ، وعدم وجود قنوات إتصال يعرفون من خلالها التاريخ الوطنى للأحزاب .
أتصور أنه يكون من الطبيعى أن تستفيد الدوله من جهد الأحزاب قاده ، وأعضاء في إحداث حراك وطنى حقيقى بالشارع ، يتناغم مع الوطنيه التي ينشدها كل المصريين ، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الهامه التي تتطلب الإصطفاف ، وكذلك المشاركه فى التصدى للأزمات الإقتصاديه ، والمشكلات الحياتيه ، من خلال منح أعضائها ومرشحيها مساحه من الحريه لطرح رؤاهم ، لاأن يتم دمجهم فى أحزاب الموالاه وجعلهم خانعين من أجل مقعد بالبرلمان ، هذا الخنوع يقضى على قناعة الشباب بتلك الأحزاب جميعها ، فتفقد أى حاضنه شعبيه لها ، ويتم طمس معالم تاريخ تلك الأحزاب التى كان لها دور محورى عبر التاريخ فهى فى الماضى كانت تستطيع تقديم الكثير كلما أتيحت الفرصه ، والتاريخ شاهد على ذلك لأنه فى الماضى أيضا كان من الطبيعى أن تستفيد الدوله من خبرة خبراء الأحزاب ، بل وكانت تدفع بهم في معترك الحياه السياسيه والمجتمعيه ، لاأن تقوم بتضييق الخناق عليهم ، مع ضرورة إدراك أن إستمرار الأحزاب على هذا النحو من موالاه وحواريين لارؤيه لهم ، ولانهج لهم ، اللهم إلا البروباجندا ، والشو الإعلامى ، واللقاءات الفخيمه ، قد يقضى على وجودهم فى الشارع ، ودلالة ذلك أنه لو رشح قياده منهم نفسه خارج منظومتهم سيسقط سقوطا مدويا ، بل إنه قد لايستطيع ترشيح نفسه من الأساس كما فعل إبن الصعيد أحد أبرز القيادات الحزبيه فى الحزب الذى يقود منظومة الأحزاب والذى تم إستبعاده من موقعه وأصبح يتحاشاه الجميع بعد أن كان يتمنى كثر مصافحته ، وهذا يمثل خللا جسيما فى المنظومه الحزبيه فهل من منتبه .
			
                                







