أحزاب إيه ، وسياسه إيه ، وإنتخابات إيه ، ريح دماغك ياحاج دول نجحوا قبل ماتبدأ الإنتخابات ، عليه العوض مش حنشوف حد منهم ، بالله عليك ماتسبناش إنت كمان وتعيش في القاهره .. هكذا قال لى أحد أهالينا الطيبين ، على خلفية حوار دار بيننا بخصوص الإنتخابات حيث كنا نغادر المسجد عقب صلاة العشاء للذهاب لتأدية واجب عزاء ، الغريب أن هذا تكرر حيث إلتقيت صديق عزيز حيث جمعنا مناسبه سعيده ، ووجدته يقول عليه العوض ومنه العوض ، لن نرى وجوههم وكان يقصد المحظوظين بالقائمه من المرشحين ، ومايلمسه من دعم لمرشحى أحزاب التحالف في الفردى الذين يقومون بالدعايه قبل فتح باب الترشح بشهر ، وأضاف هما مصدقين نفسهم وهم يعقدون المؤتمرات كل يوم ، الناس قرفانه خلقه ، العجيب أن هذا المضمون قاله لى أحد أهالينا البسطاء أيضا حيث كنت اتحدث إليه عن أهمية العطاء ، وضرورة المشاركه في أي أمر يتعلق بالمجتمع ، وأهمية الإيجابيه في حياتنا ، وأضاف أنه لايعنيه الموضوع كله ربنا ينجحهم كلهم .
أزعجنى نبض الشارع ، ومالمسته عن قرب لدى الناس ، بعيدا عن الطبل والزمر والمؤتمرات التى تعقد فى القاعات المكيفه الفخيمه ، أدركت يقينا أن الأحزاب جميعها في وادى ، والشعب جميعه في وادى آخر في القلب منهم الشباب ، الجميع وأنا معهم يضربون كفا بكف وهم يتابعون المؤتمرات الفخيمه التي يعقدها قادة كل حزب بالتجمع الخامس ، وفى القاعات الفخيمه المكيفه ، دون إنتباه لعمق رؤية عموم الشعب ، وحتى مستوى تفكيرهم ، ولايدركون مايعانونه بالحياه ، الأمر الذى معه كان من الطبيعى أن يستقر لدى عموم الناس أن هؤلاء البهوات لايضعون لهم أى إعتبار ، بل يعتبرونهم لايفهمون لذا ينيبون عنهم فى الإتيان بمن يرون نائبا عنهم من البهوات الذين يمتلكون الملايين .. كثيرا يحاصرنى الشباب بحواراتهم وأسئلتهم حيث ألتقيهم بلا ترتيب في أماكن كثيره ببلدتى بسيون المدينه ، والقرى ، والكفور ، والعزب ، وعقب كل واجب عزاء ، أو مناسبه سعيده ، جميعا أكدوا أنهم رغم حزنهم الشديد وإحباطهم لأننى لم أستجب لنداءاتهم وأرشح نفسى إلا أنهم سعداء لتمسكى بقرارى بعد الذى رصدوه من هزل ، وإستخفاف طال كل مجريات العمليه الإنتخابيه حتى المرشحين على حد قولهم ، مؤكدين على عمق قرارى بعدم الترشح وحجيته ، أدركت يقينا بهذه الحوارات ان الشباب تائه لايعرف لنفسه هدف ، وليس لديه طموح لتحقيق غايه ، وفقد القدره على رسم مستقبل له فى هذه الحياه لاداخل حدود وطنه ، ولا حتى فى خارجه بعد التراجع الإجتماعى والمادى الذى تشهده دول الخليج المتنفس الوحيد لتحسين الظروف المعيشيه ، وما يتبعه من تضييق شديد وإجراءات صعبه مفروضه على السفر لأى دوله أوروبيه .
حتى المسئولين على كافة المستويات وفى أماكن وظيفيه متعدده ، سعداء بعدم ترشحى إشفاقا على شخصى أن أهدر تاريخى ، وتاريخ عائلتى ، التي تشرفت بتقديم نواب فى أزمنه مختلفه منذ نشأة البرلمان ، لأكون آخر جيل تولى المسئوليه النيابيه ، عظم تلك الرؤيه مسئولين رفيعى المستوى إنتهت فترة عطائهم الوطنى ، ومنهم وزراء ومحافظين ، وقيادات سابقه ، بينى وبينهم تاريخ من المحبه والتقدير والتوقير والإحترام ، لما أدوه من عطاء لوطننا الغالى ، الغريب أن البعض منهم من الذين يمارسون النشاط الحزبى ببعض الأحزاب الذين تربطنى بهم صلات وعلاقات قوية إلى اليوم بحكم موقعى الصحفى ، أدركت أن لديهم نفس الإنطباع .
بصراحه .. لم يعد أى مواطن فى القلب منهم الشباب مقتنعا بأى شيىء ، رغم الكلمات المعسوله التى تدغدغ المشاعر ، وتتناغم مع العواطف ، وتطيب النفس والتى كثيرا مايطلقها مسئولين كبار فى كل وقت ، وأى وقت خاصة فى المناسبات ، وقبلهم قادة الأحزاب الفخيمه ، من البهوات ، وعلية القوم ، لأنهم يدركون جيدا أن تلك الكلمات للإستهلاك المحلى ، والشو الإعلامى ، وتتناقض مع الواقع المرير مر العلقم ، وبالطبع تأتى عكس الصوره الورديه التى يصدرها البعض لدى الرأى العام الخارجى .
أصدقكم القول .. كثيرا ماأسأل نفسى ، هل من المعقول أن ماأدركته لم تدركه الأجهزه ، وترصده بدقه خاصة وأن بها خيرة أبناء هذا الوطن فكرا ، وفهما ، ورؤيه ، وأجيب على نفسى بالقطع يدركونه ، فأعود للسؤال ثانية إذا كانوا يدركونه لماذا لم يطالبوا بالتصويب ، من أجل تعظيم الأداء السياسى ، وتعميق المفاهيم الوطنيه ، وإحداث تلاحم حقيقى بين كل فئات الشعب نحن في أشد الحاجه إليه الآن وقبل أى وقت مضى ، خاصة في تلك المرحله الفارقه من عمر الوطن ، تلاحم نحتاجه إنطلاقا من مصداقيه ، وكثيرا أسأل نفسى معقوله كل قيادات الأحزاب ينحدرون من الطبقه ” الهاى ” وليس فيهم أحدا ينتمى للطبقه المتوسطه التى باتت معدمه ، معقوله يكونوا جميعا قد ولدوا وفى فمهم معلقه ذهب ، وإن كان ذلك كذلك معقوله ليس لهم قريب أو صديق ، أو أحد العاملين تحت كنفهم ينتمون لعمق الريف المصرى ، والصعيد ، يديرون معه حوارا شفافا لمعرفة التوجهات الحقيقيه لدى المواطن البسيط ، معقوله أن جميعهم بهوات لاقريب لهم ولاصديق من عامة الشعب .
أسيادى أبناء الطبقه المتوسطه الذى لى أن أفخر أننى جزءا من نسيجهم الوطنى ، طرحت مافى القلب بقلمى وماأدركته معكم بضمير وطنى ، رغبة في أن تجد كلماتى من ينتبه لمضامينها من أصحاب القرار ، وتكون سببا في تصويب الخلل ، وتنبيه الغفلى ، وحسبة لله تعالى أتركها ميراثا طيبا ، تتذكرونى به بعد أن أصبحت أنتمى إلى جيل يستعد كل أفراده للقاء رب كريم ، لذا ليس لى طموح في شيىء بعد رحله من الكفاح رسخت فيها لقيم ومبادئ وأخلاقيات ، وأصبحت أشغل فيها موقعا رفيعا بالصحافه المصريه ، ومن الصحفيين الرواد بنقابة الصحفيين ، قلت فيها الحق قولا وفعلا ، سامحت من حاولوا تهميش دورى ، وتصدير صوره لاتتفق مع نهجى الوطنى ، غير مدركين أننا جميعا راحلون ، تتملكنى حاله من الطمأنينه وكأنها رساله من رب العالمين سبحانه ، حيث مازلت أعطى مرفوع الرأس ، وأرصد تهاوى البعض من الذين حاولوا إقصاء كل أصحاب الخبرات ، وبذلوا جهدا كبيرا ليرونى وغيرى ونحن نتهاوى لكن الله كان حافظا عليما جعلنى دائما مرفوع الرأس ، قوى الحجه ، على أية حال قبل أن تطمس معالم الحقيقه كان هذا حديث الصدق يابلدى ، حفظ الله وطننا الغالى من كل مكروه وسوء .









