الآن تم إقرار المرشحين لإنتخابات مجلس النواب بصوره نهائيه ، وبدأت الدعاية رسميا ، وبات من الطبيعى أن يكون لى رؤيه ككاتب متخصص فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، وكمحلل سياسى ، خاصة بعد أن ألهمنى الله تعالى الصواب وتمسكت بعدم الترشح ، متذكرا القول الشهير للسياسى المخضرم الوزير كمال الشاذلى رحمه الله ، بأن السياسه نجاسه ، عمق ذلك إدراك أن واقعنا السياسى رسخ للنفاق ، تجلى ذلك بوضوح منذ تحركت الأحزاب خاصة أحزاب التحالف لإختيار مرشحى الإنتخابات البرلمانيه ، هذا النفاق هو يقينا بلاء عظيم ، إبتلى به الله تعالى عباده ليعظم الحق ، ويرسخ للحقيقيه ، وندرك الكرام ، ونتجنب السفهاء ، وهو مأساه حقيقيه لأنه يدمر المجتمعات ، ويقضى على ٱمال الشعوب ، ويدفع للتردى ، والإنحدار ، والإنحطاط ، والمنافقين سبب إنحطاط المجتمعات ، لذا أكد رب العزه سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم بسورة النساء – الآية 145 أنهم فى الدرك الأسفل من النار ، كما حذر منهم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولأن النفاق آفه قد تدمر المجتمعات كتب الكثير عن النفاق من منظور ديني وأخلاقي ، ووصفوه بأنه صفة مذمومة تتناقض مع الصدق ، والإخلاص ، وتمثل تناقضاً بين الظاهر والباطن ، ومن أبرز ما ذُكر عنه أنه يفسد الإيمان ، ويكون أخو الشرك ، وأن له علامات مميزة مثل الكذب عند الحديث ، وخيانة الأمانة ، وإخلاف الوعد ، والفجور عند الخصومة ، والغدر عند العهد .
لعل أسوا ماأفرزته العمليه الإنتخابيه هذا القدر الكبير من النفاق الذى أساء فاعليه للشخصيه المصريه ، ووصموها بالهزل ، حيث تابعت وتابع معى كثر هذا المديح الممزوج بالنفاق بحق كل من يتردد إسمه أنه تم ترشيحه بالقائمه ، يعنى بالدقه تم تعيينه وسيصبح نائبا بالبرلمان بين يوم وليله ، وبلا أى عناء طالما يمتلك الملايين ، بل تعايشت مع هذا النفاق فى تجربه شخصيه حيث تردد إسمى ضمن المرشحين بالقائمه بعد مقابله بحزب ” حماة الوطن ” لم أسعى إليها أو أطلبها ، بل كان حضورى بسيف الحياء ، وظنا منى أن هناك جديد فى واقعنا يعظم الإراده الشعبيه ، لكن للأسف أدركت أنها شعارات ، لكن فور إدراك البعض أننى قد أكون مرشحا أزعجنى هذا القدر من النفاق لشخصى الضعيف ، الأمر الذى أوقع المحبين الكرام فى حرج شديد رغم مصداقيتهم ومطالبتهم لى بالترشح قبل أن أكون طرفا فى مقابله ، ولم يدركوا من تسابقوا فى النفاق ، ومن طلبوا المقابله أننى من الذين ينتمون للشعب المصرى ولست من أصحاب الملايين ، وأننى أدركت أن وجودى والبعض فى هذه المقابله للأسف الشديد كما إتضح بعد ذلك لرفع سقف الملايين المطلوبه من المرشحين الذين يمتلكوها ، فى خطيئه طالت من فعلوا ذلك ، وستظل تلاحقهم ممزوجه بالعار ، لأنهم أهدروا قيمة نائب البرلمان ، وقزموا البرلمان نفسه ، واليقين أن كل من شاركوا فى تلك الخطيئه التاريخيه من الذين كان يشهد لهم بالإنضباط ساهموا فى إفساد المشهد السياسى والبرلمانى ، عن جهل بالتأكيد منهم ، أو خداع لمن رسم لهم تلك المعالم التى أضرت بسمعة الوطن وعمقت لفقدان الثقه فى الجميع .
المؤلم أن البعض من الذين مدحونى أو نافقونى كشفوا لى النقاب عن هجوم منظم كان قد تم الإعداد له لمهاجمتى عبر تدشين صفحات وهميه على الفيس بوك بغرض النيل من شعبيتى مبكرا ، تلك الشعبيه التى جعلتهم يخشون أن أرشح نفسى فى مقاعد الفردى فتقضى عليهم ، ومنذ ذلك الحين وقلبى يئن من الوجع على ماطال سلوك البشر ، وواقعنا السياسى الذى طاله الإنحطاط ، مرجع تلك المكاشفه إعتقادهم أننى تقرر ترشيحى بالقائمه إعتقادا أن رجالات حزب ” حماة الوطن ” رجال عند كلمتهم لأنهم يمثلون الإنضباط ولايدركون وأنا معهم أنهم كغيرهم طالما دخلوا معترك السياسه فكان التخلى عن أمور مجتمعيه كثيره حتى ولو كانت من الثوابت ، المهم إذا بهؤلاء إبتعدوا فجأه وتوقف مديحهم عندما أدركوا أننى لست من مرشحى تلك القائمه لإعتبارات كثيره سيأتى الوقت المناسب للكشف عنها ، هؤلاء هم هم أنفسهم رصدت كلماتهم الرائعه بحق آخر تردد إسمه ، ثم مالبثوا أن إنتقلوا لمن أتت بالقائمه وبنفس المفردات ، بالمجمل وفى النهايه تعاظم المديح بحق من تم الإستقرار على ترشيحها بالقائمه فى ظاهرة عظمت للتدنى ، وعمقت الفجوه داخل النفوس .
هذا الواقع البائس كشف عن هؤلاء المطبلاتيه ، الذين مدحوا فى المرشحين المحتملين ، الذين هم هم أنفسهم الذين تنافسوا فى التأييد والنفاق لغيرهم ، عظم تلك المهزله تنامى ظاهرة الباحثين عن إستفادات ماليه ، خاصة عندما يكون المرشح رجل أعمال حتى ولو جاء بعد دفع الملايين ، وليس من لديهم قناعه بشخصية من يمدحونه ، إلا أنه فى محاوله منه يحاول إسكاتهم حتى لايشوهون صورته ، فيرضخ لمطالبهم ، فيتعاظم لديهم النفاق لشخصه ، هذا النفاق الذى أصبح له مدارس ومريدين ، ومن نوع جديد يناله مرشحى أحزاب التحالف الذين أرى أن تميزهم بوضعهم فى صدارة ترتيب المرشحين يعمق عدم الحياديه ، ويقضى على الشفافية ، ويؤكد عدم مصداقية العملية الإنتخابيه ، حيث يتم نفاق المرشح أملا فى الحصول منه على خدمه مستقبلا ، بجانب الإستفادات الماديه المباشره لكونه رجل أعمال أو سيدة اعمال ، لأنه بكل المؤشرات وكافة المعايير ناجح ناجح ، لذا يقوموا بتصدير بطولاته التى لايدركها هو نفسه ، ويتباهى ويحسن الخطابه ، ولايعتريه التوتر والقلق ، ويصفق له بحراره المنافقين والمطبلاتيه فيتوهم بأن له شعبيه .
قولا واحد ، ترسيخ النفاق ، وهذا الذى يحدث من المنافقين نزع من النفس الأمل فى إفراز نائب يشعر بالناس ، خاصة وأن نائب القائمه لن يراه أحد بعد فوزه ، وهذا طبيعى لأنه نجح بطريقته ، وتحت الرعايه والعنايه ، والمرشح الٱخر بالفردى القادم من حضن السلطه ، لن يغضب الحكومه من أجل الشعب ، ولن يدخل فى صراعات من مسئول من أجل المواطن ، ولن يكون ملاذا للناس ، خاصة الفقراء والبسطاء والمهمشين وذوى الحاجه ، وهذا مؤشر خطر لأنه يعمق السلبيه ، ولايدفع لمزيد من العطاء الممزوج بالتلاحم الشعبى ، ومعايشة هموم المواطن ، وتعميق الرأى والرأى الآخر فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، واليقين أن وجود الرأى الآخر يعمل على التنبيه لمواطن الخلل لإصلاحها قبل أن تستفحل ، وتكون عصيه على الحل ، وتضر بالوطن والمواطن ، وتلك ثوابت نبيله من يرفضها أو يقاومها يكون فى فكره خلل .
خلاصة القول .. لقد طال النفاق كل شيىء وأصبح مكون رئيسى فى حياتنا اليوميه ، وأصبحنا نرصد كيف ينافق الموظف رئيسه ، ومن له خدمه عند موظف ، ومن يبتغى منه مصلحه ، وكذلك كل صاحب سلطه بالمجمل النفاق أصبح منهج حياه ونبراس وجود ، لذا أشفق كثيرا على المرشحين الذين ينشدون الحقيقه ، ويظنون أن أصوات الناخبين هى المعيار الحقيقى والوحيد لنيلهم ثقة الناس ، وأصواتهم ، يبقى أن محاولة كل قريه أن يكون منها مرشح واحد أمر طيب ويعظم الوحده ، لكن ماذا يفيد ذلك وقد غاص النفاق فى واقعنا حتى طال الكيان ، يبقى السؤال هل نحن قادرون على تطهير واقعنا من المنافقين ، وسحق تلك الظاهره المرضيه الخطيره التى لاشك قزمت واقعنا الحياتى ، على أية حال حفظ الله مصرنا الحبيبه .. حفظ الله وطننا الغالى من كل مكروه وسوء .








