الدكتور أحمد غنيم حدوته مصريه .. هذا ماأكده واقع الحال ، وسجله التاريخ ، وأثبتته تجارب الأيام ، وإتفق عليه الجميع من أقصى اليمين ، لأقصى اليسار ، فى إجماع لم يحدث بحق شخصيه رفيعه من قبل ، سياسيه كانت أو علميه ، أو حتى مجتمعيه ، ليس لكونه عالم جليل ، وطبيب شهير وفقط ، إنما لأنه أيضا إنسان تجسد بداخله كل معانى الإنسانيه ، وطال كل تصرفاته النبل ، وبات نبعا للفخر .. إنتهت فترة ولايته الثانيه عميدا لطب طنطا تاركا كرسى العماده ، ليتربع قيمه وقامه وكيان فى قلوب محبيه الذين طالهم دعائه ليل نهار ، وكل الوقت ، جزاءا لما قدمه لهم من عطاء ، أصدقاء كانوا ، أو زملاء ، أو تلاميذ ، وقبلهم أسيادى المرضى الذين قدم لهم كل الخير وكان ملاذا لهم كل الوقت .
إنطلاقا من محبه حاصرنى كثر من الأحباب خاصة البسطاء من أهلى متسائلين ، لماذا الصمت على ترك الدكتور أحمد غنيم مقعد عمادة الكليه ؟. لماذا لم نرى لك مكتوبا بحق العالم الجليل الدكتور أحمد غنيم يعترض على ذلك ؟. أو تواصلا مع رئيس الحكومه لتعترض على ذلك ، أليس حبيبك كما أكدت كثيرافى كتاباتك ؟. أليس صاحب عطاء غير مسبوق كما أكدت فى طرحك الدائم لشخصه؟. فكانت الإجابه بصدق أنه ليس حبيبى ، لأن كلمة حبيبى ومضامينها تتضاءل أمام ماتحمله نفسى له من معانى نبيله ، بل هو الإنسان النبيل الذى عمق بداخلى بكريم صنائعه ، وطيب نفسه ، أن الدنيا بخير ، ومصرنا الحبيبه بخير ، ووطننا الغالى بخير طالما كان بهم شخصه الكريم ، وأمثاله ، فهو رجل كل أفعاله خير لأنه من بيت علم تربى على الأصول ، موضحا للأحباب أنه ترك كرسى العماده لالشيىء إنما فى إطار ما تنظمه اللوائح التى لاتجيز أن يتولى استاذ جامعه عمادة كليه أكثر من فترتين .. ومع ذلك لكم تمنيت أن كنت تحت قبة البرلمان لأتمسك بمنحه إستثناءا يظل بمقتضاه بموقعه إلى ماشاء الله ، ولقلت كما سبق وأن قلت بحق أبو البترول بالإسكندريه الدكتور سيد أحمد الخراشى عندما ترك رئاسة شركة إسكندريه للبترول ورئاسة المنطقه الجغرافيه للبترول بالإسكندريه لخروجه على المعاش بأن الحفاظ على الكفاءات الوطنيه واجب وطنى ، ويومها إستجابت الحكومه لما طالبت به وتقرر إستمراره بقطاع البترول ورفاقه إلى ماشاء الله ، رغم أن الدكتور أحمد غنيم لم يترك موقعه لخروجه على المعاش إنما طبقا للنظام الجامعى المقرر بحق من يشغل موقع عميد الكليه .
قولا واحدا .. هو رجل عظيم صاحب أفضال على مرضانا ، وعلى شخصى ، وكثيرا ما أكدت على عظمته لكن رغما عنى ماأتعايشه منذ إنتهت فترة ولايته الثانيه بعمادة الكليه قبل أيام ، لأنه لأول مره فى حياتى يتمرد القلم ، ويأبى أن يكتب بحق شخص له كامل الإحترام والتقدير كلمات تتناول شخصه الكريم ، ليس مرجع ذلك رفض لما أبتغى كتابته ، إنما لعجزه عن إختيار مضامين الكلمات التى تليق بشخصه الكريم ، وكونه صاحب الأيادى البيضاء ، والعطاء الذى جعل منه نموذجا للنبل ، والشرف ، بل إنسان نادر الوجود فى عالم موحش فقدنا فيه كل ماهو جميل وعظيم وكريم .
مدين بإعتذار كبير للعالم الجليل الدكتور أحمد غنيم لأننى كثيرا ماأثقلت عليه من أجل أسيادى المرضى ، وكذلك هم ، وكان من العظمه أن تحملنا جميعا ، وغيرنا كثيرا ، ليكشف لنا عن شخصيه باتت من النوادر فى مجتمع فقد كثر فيه كل القيم ، والمبادىء ، والاخلاقيات ، أشهد لهذا الرجل أمام الله بأنه بذل الكثير ، والكثير ، وبإخلاص ، فنال الدعوات الطيبات من الجميع ، تلك الدعوات التى رسخت محبته فى قلوب كل الخلق ، تحيه لوالديه العظماء الذين أنجبا شخصيه عظيمه بهذا القدر ، وربوا شخص بهذا الإحترام ، والتقدير ، والتوقير .. تحيه لأسرته الكريمه التى يحق لكل أفرادها أن يفخروا به جيلا بعد جيل .. تحيه لمن أشار إليه بكل كيانه مؤكدا على أنه رجل من العظماء . تلك شهادتى بحق عالمنا الجليل الدكتور أحمد غنيم ، وهى شهادة حق ، خالصه لوجه الله ، تتضمن إنصافا إفتقدناه فى تلك الحياه الآن ، أضعها فى صفحات التاريخ ، حتى لاينعتنى بعد رحيلى الأجيال القادمه بخطيئة عدم الوفاء .