فى محاوله للفهم يتعين أن نعترف بتردى واقعنا السياسى ، وتراجع الأداء الحزبى ، وضعف المكون الشخصى للساسه ، لدرجة إفتقاد النائب القوى المحترم ، وإستحالة إفراز هذا الواقع نواب فى حجم ومكانة وقوة ٱداء النواب العمالقه فكرى الجزار ، وعلوى حافظ ، وأبو العز الحريرى ، وأبناء جيلهم من النواب ، مرجع ذلك تدجين الإتحادات الطلابيه الحاضنة الرئيسيه لإعداد القاده والساسه ، وإلغاء المجالس المحليه منطلق الإعداد الجيد للشعبيين ، وإضعاف الأحزاب بالكليه ، وفشل الدورات التدريبيه ، والتنسيقيات فى إعداد القاده والسادسه ، لإنعزالها عن الواقع ، وإنطلاقهم من المكاتب المكيفه وليس الشارع المصرى ، وقصرالأداء بها على أبناء البهوات ، والكبار ، وتهميش كل الشعب خاصة الشباب ، الأمر الذى معه كان من الطبيعى إخضاع كافة الممارسات السياسيه ، والحزبية ، لضبط إيقاع ، فرضت الظروف أن تتولاها الأجهزه حتى تتعافى السياسه ، وتعود الروح للأحزاب والبرلمان .
هذا واقع الحال بصدق ، وتلك قناعاتى التي كثيرا ماتكون منطلق حوارات لاينقصها الصراحه تلك التى أتعايشها الٱن مع جموع الناس فى القلب منهم أبناء بلدتى بسيون ، والمهتمين بالسياسه من الشباب ، وذلك على خلفية إقتراب الإنتخابات البرلمانيه ، تنامت وتزايدت أول أمس عقب الإعلان عن خارطة الطريق لتلك الإنتخابات ، أصيب كثر بالدهشه تأثرا بالمصداقيه التى تناولت بها تلك الإنتخابات ، والتى لاأجد نفسى طرفا فاعلا فيها لإعتبارات كثيره تتسم بالموضوعيه ، لعل أهمها المال السياسى البشع ، وإطلاق العنان للسفهاء للإنطلاق للأداء الإنتخابى من خلال الصفحات الوهمية التي تسب وتشتم وتتطاول على الفيس بوك دون حراك من مباحث الإنترنت مما أفقد الانتخابات البرلمانيه قيمتها ، أسعدنى هذا التجاوب مع مضامين ماطرحت ، وإقتناع كثر بما قلت به ، والذى يعلم الله أن ماقلت به جاء خالصا لوجهه الكريم ، ويهدف الحرص على هذا الوطن الغالى ، منطلقا فيه من خبرة الأيام ، وتجارب الحياه ، وماعايشته من سنوات طوال صحفيا متخصصا فى الشئون السياسيه ، والبرلمانية ، والحزبية ، ونائبا بالبرلمان بإراده شعبيه حقيقيه ، وسياسيا له رؤيه منطلقها التعايش مع جيل العظماء في القلب منهم فؤاد باشا سراج الدين ، وحزب الوفد في زمن الشموخ .
نظرا لأننا أصبحنا نعيش أياما طمست فيها معالم الحقيقه ، وتنامى الخداع ، وتعاظم التضليل ، أثمن كثيرا على هذا التوجه الرائع للأحزاب السياسيه ، والذى ينطلق من الإستعانه بالأجهزه لإجراء مراجعه شامله ، وتقييم مجتمعى حقيقى للشخصيات التى ترى أنها قادرة على تحمل المسئوليه النيابيه ، للوصول لنائب بالبرلمان ليس عليه شبهات ، وقادر على العطاء بحق ، شريطة أن يكون المرشحين المقرر فحصهم ليسوا جميعا من طبقة النبلاء ، وأصحاب الملايين وملايين الملايين ، وشاغلى المناصب العليا ، بل يجب أن يكون من بينهم شخصيات هى جزء من كيان الناس ، وينتمون لطبقتهم بحق ، ويتعايشون مع همومهم بصدق ، لأن نائب الباراشوت وبالا على الدوله ، وعبأ على الأحزاب ، والأجهزة معا .
فى تقديرى إن وجود الأجهزه المعنيه فى القلب منها الأجهزه الأمنيه كفاعل رئيسى فى منظومة تقييم الأسماء المطروحه للترشح عبر منظومة الأحزاب ، أعود وأؤكد ” كفاعل رئيسى فى منظومة تقييم الأسماء المطروحه للترشح عبر منظومة الأحزاب ” أمر شديد الأهميه ، ويصب فى صالح الوطن ، وليس كما يزعم البعض ويروج تدخلا فى العمليه الإنتخابيه ، أو ضد الإراده الشعبيه ، لأن هذا التقييم منطلقه أحوال الناس ، شريطة أن تخضع عملية التقييم لموازين شفافه ، ورؤيه دقيقه لمجريات الشارع ، ومدى ما يتمتع به المرشح المحتمل من شعبيه حقيقيه ، ويتسم به من نزاهة ، وليس من أرباب السوابق ، أو المشبوهين ، ثم تأخذ تلك الأجهزه خطوات للخلف عقب الإنتهاء من تلك الخيارات ، وتترك المرشح وشأنه ومدى ما لديه من شعبيه تم رصدها بصدق ، ويقتصر دورها على حفظ الأمن والنظام ، يرجع أهمية هذا النهج لما عايشناه فى الماضى من دروس مستفاده ، عندما تم ترشيح أشخاص دون تقييم من الأجهزه المعنيه ، وفازوا بعضوية البرلمان ، ثم تم فصل بعضهم إحتراما للرأى العام نظرا لثبوت أنهم من نواب القروض ، وآخرين من نواب الكيف .
ليدرك الجميع فى القلب منهم قادة الأحزاب ، أن وجود الأجهزه المعنيه فاعلين حقيقيين فى تقييم المرشحين المحتملين هو أمر فى صالحهم ، وسيكشفون النقاب عن أوجه الخلل والإدعاءات الكاذبه التى يروج لها البعض عن عدم فهم ووعى وإدراك ، أنه منح الملايين لمن سيأتون به مرشحا ضامنا للنجاح ، فى إهانه لكل الحياه السياسيه ، ومنظومة الأحزاب ، تستلزم موقف واضح وصريح ورادع ، يتولى ذلك تلك الأجهزه إنطلاقا من نهج وطنى حقيقى .
بمنتهى المسئوليه والموضوعية ، ليدرك الجميع أيضا ضرورة وجود تلك الأجهزه فاعل حقيقى ، لأنها ستكبح جماح أى إختيار للنائب عبر المجاملات ، ودفع الملايين ، وبذلك تحمى الوطن الذى لاشك هذا النهج يضر به أبلغ الضرر ، لأنه من الطبيعى أن يعطى أى مرشح يأتى على هذا النحو ، ولو عبر حسن النيه ظهره للناس عقب فوزه ، أو لايستطيع أن يتحمل المسئوليه ، بالتالى يصب الناس جام غضبهم ليس على النائب فحسب ، بل على الدوله ، والحكومه ، والقيادات ، والأجهزة نفسها ، ويبث الفرقه ، ويرسخ للسلبيه ، ويزيد الإحتقان البغيض فى الشارع المصرى ، وهذا مالانتمناه لوطننا الغالى . تلك رؤيتى لله ثم للتاريخ أقولها بصدق على ملىء من الجميع .