لدينا أزمه مجتمعيه خطيره لها علاقة بنمط سلوك الأفراد ، وطريقة أداء المسئولين المنوط بهم تسيير أمور الناس ، والتصدى لمشاكلهم ، وتقديم الخدمه لهم ، أزمه لم نكن ننتبه إليها ، أو نقترب من مضامينها ، لولا أن فرضها هذا الصراع الدامى الذى بات نمط سلوك مجتمعى ، أفرزه مايبتغيه الناس من مطالب وحقوق ، من المنوط بهم توفير ذلك وتيسيره ، يتجلى ذلك بوضوح لدى موظفي الجهاز الإدارى بمراكز المدن والأقسام والإدارات المعنيه خاصة مايتعلق بالصحه والتعليم ، المواطن ينشد من الجميع تحقيق حياه كريمه في المأكل والمشرب ، والرعاية الصحيه ، والتعليم الجيد ، وتلك غايات نبيله يقوم عليها المجتمع ، بل إن مدى تماسك المجتمع وتقدمه وقوته يقاس بمدى مايتم تحقيقه من تلك الغايات النبيله ، وذلك إنطلاقا من حق الحياه الكريمه للإنسان .
نحن نعيش في تيه ، هذا هو واقع الحال بصراحه جسدها علاقه شديدة التحفز والصراع بين المنوط بهم تقديم الخدمه لأبناء الوطن ، والمواطنين ، لذا نحن فى حاجه لعقد إجتماعى جديد فى المجتمع ينطلق من تعميق الإحترام والتعامل بأدب ، والإنتباه إلى خطورة أن يناصب مسئول مواطن العداء ، والمشاركه في تشويه من يختلفون معهم من القامات المجتمعيه ، والتمسك بأن يكون التعامل إنطلاقا من الحقوق والواجبات ، وردع الخلل ، والتصدى للأخطاء ، والإبتعاد عن تعظيم الأنا التي ترسخ لمزيدا من الصراع ، وتخلق طبقية بغيضه ، تعمق العداء ، وتؤسس للمشاحنات والبغضاء ، وتفتح الباب على مصراعيه لأصحاب المصالح للعب دور يتسم بالحقاره ، لينالوا مبتغاهم الذى هو باليقين غير مشروع لأنه لو كان مشروعا مالجأوا إلى تلك الحيل الرخيصه ، خطورة ذلك أن يصاب المسئول بالإنكسار ، نتيجه طبيعيهلضعف معاونيه نظرا لقلة خبرتهم .
أدركت ذلك جليا في هذا الجدل الواسع النطاق ، وتلك الحوارات التي دارت كلما إلتقيت أصدقاء أعزاء يمثلون شرائح مختلفه من الشعب المصرى ، وذلك عقب ماطرحته من رؤيه بشأن ماسبق وأن تناولته بحق بعض الأمور ببلدتى بسيون ، وكذلك واقعة الفنان محمد فؤاد وأحد الأطباء بمستشفى عين شمس لو تتذكرون . لعل ماعمق الحوارات إدراك الجميع أن منطلق ماأطرح ككاتب صحفى متخصص ينطلق من الصالح العام ، والرغبه في أن نعمق التلاحم بين المسئولين والأطباء والمواطنين وكافة شرائح المجتمع ، وأن يكون وطننا الغالى أعظم الأوطان ، ورفض كل رؤيه تعمق الخلاف ، أو تدفع في طريق الصراع .
أتصور أننا يجب أن نستفيد من تلك الحاله الجدليه التى تمخضت عن تداعيات ماتناولته ، لأنها لها علاقه بمن هم منوط بهم توفير حاجات الإنسان ومتطلباته من مأكل ومشرب ورعاية صحيه ، والرغبه الأكيده في تحقيق التقدم والإزدهار ، وأبدا لايمكن أن يبهجنى الأداء الضعيف لمسئول ومعاونيه ، أو الجموح البغيض لمواطن بحق طبيب أو معلم أو موظف يؤدى دوره بالذمه والأمانه والشرف حتى ولو إفتقد الخبره يتعين تعميق الإحترام عند التنبيه لأن الخطأ غير مقصود ، يبقى على كل العقلاء بمواقع المسئوليه أن يسارعوا في وضع تصور يقضى على المفاهيم التى تعمق الصراع ، لأن تأجيجها خطيئه ، كما يجب أن يعمق القاده والرواد فى مجال الطب أهمية إحتضان المريض والتعامل مع مرافقيه بإنسانيه ، وأن يتعامل أهل المريض مع الطبيب بمنتهى الإحترام والتوقير إحتراما لما يؤديه من دور ينطلق من رساله إنسانيه نبيله حتى ولو كان منطلقه وظيفى ، فالإعتداء على طبيب كما حدث منذ أيام جريمه بشعه لايمكن أن يقبل بها أي أحد ، بل خطيئه لاتغتفر لأنها تؤسس للبلطجه .
لاأحد يختلف معى بأن الفئات الذين تناولت بعض المنتمين إليهم أخيرا في القلب منهم القيادات المحليه خاصة ، والأطباء شريحه من المجتمع لهم كامل الإحترام والتقدير والتوقير ، وكذلك المواطنين البسطاء المكون الرئيسى للمجتمع المصرى ولهم كامل الإحترام ، وجميعهم فيهم المخطىء والمصيب ، والصالح والطالح شأن كل فئات المجتمع ، ومن يقول بغير ذلك إنما ينفصل عن الواقع بالكليه ، ويأخذنا إلى زاوية المزايدات الرخيصة ، لذا يتعين إدراك أهمية طرح القضايا التي تتعلق بتجرد كامل ، وتحديد مناط الخلل ، والتعامل مع كل واقعه كان أحدهم طرفا فيها فى حدود طرفيها ، يبقى من الخطأ الفادح أن توصم فئه بالإدانه عند الإقرار بإدانة أحد المنتسبين إليها ، لأننا بذلك نحمل الأمور فوق الطاقه ، والتحمل ، ونأخذ المجتمع إلى دروب وعره ، ومساجلات عقيمه ، تبدد الجهد ، وتضيع الوقت ، وتعمق الخلاف ، يبقى أن عقد إجتماعى جديد الأمل في حياه كريمه للإنسان .