دون مزايدة أو تزيد على الحقيقه ، المشاركة في الإنتخابات البرلمانيه والتى بدأت بإنتخابات الشيوخ فى اليومين الماضيين أرى أنها ضرورة ، ومسئولية وطنية ، يبقى علينا جميعا أن نعمق ذلك فى وجدان الناس بصوره عمليه ، عبر حوار وإقناع ، وليس عبر شعارات وإغراءات ، أو حتى تهديدات بتوقيع غرامه على المتخلفين عن التصويت ، وهذا ماحرصت تأكيده عن إقتناع ، لأن ذلك من الثوابت الحياتيه ، وتمسكت بهذا النهج حتى ولو كان هناك عنت ، ومعاناه بالغة القسوه ، تأثرا بالظواهر السلبيه التى طالت العمليه الإنتخابيه ، حتى أفقدتها الكثير من ثوابتها ، يزيد على ذلك عدم وجود منافسه حقيقيه نظرا لأنها أجريت على قائمه واحده ووحيده ، تلك التى خاضت الإنتخابات وفق تفاهمات بين قادة بعض الأحزاب تحت قيادة حزب مستقبل وطن الذى يتصدر المشهد ، مما جعلت أمر المرشحين يحكمه نظام لاعلاقة للمواطن به ، الأمر الذى معه تصدر الترشح بصراحه شديده من أدرك الناس أنهم بشر غيرهم ، ولاينتمون إليهم من قريب أو بعيد ، وإستشعر المواطن أنه تم تغييبه بالكليه لذا لم يتم ترشيح واحدا ينتمى لنفس فصيلته ، تلك حقيقه أرى من الضرورة لصالح الوطن طرحها ليعى الجميع خطورة الموقف مجتمعيا ، وإن قلت بغير ذلك يحق للشباب وحتى العامه من أبناء بلدتى أن ينعتونى بالنفاق ، وألا يثق المثقفين فيما أكتب ومن يتابعوننى ككاتب صحفى متخصص تشرف بحمل أمانة القلم .
حبا فى هذا الوطن ، وعشقا لترابه ، وحرصا على مقدراته ، ورغبة فى أن يكون أعظم الأوطان ، ودائما مصدر فخر وعزه ، والرغبه فى أن نعمق المصداقيه بين كل أبنائه ، وبين قادته الكرام فى كل المجالات ، أطرح بمصداقيه ، وأقول بصدق ، إنطلاقا من أن إنتخابات مجلس الشيوخ إنتهت والنتيجه أعتقد أنه يتوقعها الجميع ، حتى الذين لاعلاقة لهم بالسياسة ، ينطلق ذلك من أننا تعايشنا خلال تلك الإنتخابات مع واقع لامنافسه فيه ، ولاصراع بين المرشحين ، وذلك ضد طبيعة الإنتخابات ، والتى فيهاالمنافسه تفرز الأحسن ، والأنفع ، والأجدر ، عندما يدرك المواطن قيمة لصوته ، وأنه لن يتم العبث فيه ، لأن كل منافس يطرح على الناخبين المفترض أنهم أصحاب الحق الأصيل فى إختيار النائب أفضل ما لديه ، وأحسن ماعنده ، فعندما يشعر المواطن أن صوته بلا قيمه ، يكون العزوف لديه طبيعى ، وتفقد الإنتخابات المبتغى منها بل ولاتفرز نوابا على مستوى المسئوليه الوطنيه والمجتمعية ، وهذا لايصب فى صالح الوطن ، من يزعجه ذلك وينظر لما أطرح نظرة إرتياب يكون قد إفتقد الإنصاف ، وإبتعد عن الموضوعيه ، بل إن أصحاب هذا النهج يكونوا قد ساهموا فى إضعاف الوطن ، ولو بحسن نيه ، لأن النائب القوى يساهم فى أن تكون الحكومه قويه ، لأنه سيجعلها تبدع فى تقديم الخير للشعب ، لاأن تصاب بالرحرحه ، ويطال تفكير من فيها العطب ، إذا الوطن ، والشعب فى طليعة المستفيدين من وجود ديمقراطيه حقيقيه ، وإنتخابات نزيهة وصادقه وقويه .
أتصور أنه لايمكن أن يكون هناك سياسى محترم ، أو حزبى ذا قدر يقبل على نفسه أن يرشح نفسه وهو يعلم مسبقا أنه لن ينجح ، لإعتبارات لاعلاقه لها بالشعبيه ، ولايقبل بأن يكون مجرد ديكور ليقال أن كل الفئات مرشحه ، لذا ولصالح الوطن يتعين جعل الديمقراطيه حقيقيه وليست ديكور ، وإفساح المجال امام الجميع لترشيح أنفسهم ، ومن ينجح هو إبن هذا الوطن المخلص ، ايا ماكان إنتمائه الحزبى ، ولاضير أن يتم من البدايه إستبعاد من يستقر اليقين أنه خائن لهذا الوطن بل يجب محاسبته بالقانون ، وإذا كان النظام العام لايعترف بأحزاب المعارضه لاضير أن يتم إلغائها وهذا أفضل من أن ينظر إليها الشباب تلك النظره التى لاتليق بقيمة مصر العظيمه حاضنة كل المناضلين والساسه المخلصين .
فى تقديرى الخاسر الوحيد فى إنتخابات مجلس الشيوخ الأحزاب والصحافه والإعلام ، الأحزاب خاصة الأحزاب التى يقال أنها معارضه ، وأخرى المستقله ، بعد أن تقزمت وتهاوت من داخلها ، وتحللت وفقد المنتمين لها روح العطاء ، بعد أن تصدر مشهدها من يبحثون عن الوجاهة ، ومن دونهم كومبارس ، لذا إفتقدت عطاء المخلصين ، وباتت مسخا بلا قيمه ، القديم منها قبل الحديث التى تنتمى للأغلبيه ، وكذلك للمعارضه وحتى المستقلين ، وأدرك الجميع أنها جميعها فقدت الحاضنه الشعبيه ، بل إن تلك الإنتخابات من أخطر نتائجها صدور شهادة وفاه لتلك الأحزاب ، بل وللتجربه الحزبيه الحديثه ، ولم يعد يتبقى إلا تشييعهم لمثواهم الأخير ، خاصة بعد سحق المنتمين للأحزاب بنهجهم الإنتخابى ، ببحث قادتهم عن مقعد بالبرلمان وفقا لتوازنات ، ممابدد ماتبقى من عطاء الأحزاب ، وقضى على ثوابتهم .
لم تكن الصحافه والإعلام بأحسن حالا من الأحزاب ، بل طالها ماطال الأحزاب وزياده ، بعد إفتقاد المهنيه ، والإصرار على التضليل بما يتم عرضه من محتوى بروباجندى يفتقد للمصداقيه ، والإمعان فى إبراز المظاهر التى باتت من لوازم الإنتخابات ونوادرها ، مثل رقص السيدات حتى العجائز منهن أمام اللجان ، وحضور المرضى من المستشفيات ، والعرسان من كوشة العرس للإدلاء بأصواتهم ، وكان يمكن لهم تناول الإنتخابات إنطلاقا من حرص على مصلحة الوطن ، وتصويبا للخلل ، وعلاجا للظواهر السلبيه ، والتنبيه لما قد يرى البعض أنه طبيعى رغم أنه يفقد الإنتخابات قيمتها ، ولاأعتقد أن مخلص بهذا الوطن من أصحاب القرار يمكن أن ينكر عليهم ذلك حين يدرك مصداقيتهم ، بل سينالوا منه عظيم الإحترام ، خاصة وأن التغطيه الصحفيه والإعلامية للإنتخابات رسخت لدى المواطن المصرى عدم المصداقيه لأنه هو الموجود فى أرض الواقع متفاعلا مع مايحدث ، بل إنه يرى أن مايتم طرحه عكس الواقع ومنطلقه الطبل والزمر والنفاق ، يبقى أن من تناولوا مجريات الإنتخابات بهذه الصوره منطلقهم تصدير أن الأمور على مايرام ، وسد الذرائع أمام من يحاولون تشويه الوطن والنيل من مقدراته ، وأنا معهم فى تلك الغايه النبيله ، لكننى أختلف معهم فى زاوية التناول لأن المواطن المصرى ذكى ويدرك جيدا مايحدث حوله وكل الغايات .