سنظل نقلب صفحات التاريخ ، ونستحضر الماضى القريب والبعيد ، ونتوقف بإمعان لما عايشناه من مواقف ، وعاصرناه من أحداث ، لاشك سيكون من بينهم مايلهمنا إلى الصواب ، ويبعث بداخلنا الأمل أن الدنيا بخير تذكرت تلك الثوابت اليقينيه اليوم وتذكرت معها اليوم الذى قلت فيه بكل ثقه عبارة ” هذا الرجل من مصر ” .. حيث لجنة التعليم بمجلس الشعب تأكيدا على أن الدكتور عبدالفتاح صدقه رئيس جامعة طنطا فى ذلك الوقت قامه علميه رفيعه بحق يشهد لها المحافل العلميه بالتميز ، وكريم العطاء ، وذلك إعتراضا على ماقال به أحد الزملاء النواب الذين كانوا قد تقدموا بطلبات إحاطه بشأن بعض الأمور بجامعة طنطا ، والتى كانت تنظرها اللجنه ، لم أعترض على ماقال به النائب إنطلاقا من حقه فى النقد ، ولم يهتز الدكتور عبدالفتاح صدقه لكنه كان مبتسما إبتسامة الواثق بعدالة قضيته ، لكننى تمسكت بقناعاتى التى كانت عكس ماطرح وهذا أيضا حقى كنائب ، ممهورا بحجه ومنطق سليم . المبهج أنه بعد سنوات إلتقيت الزميل النائب بالأقصر بعد أن إنتهت فترة نيابتنا بالبرلمان ، فوجدته يذكرنى بما قلت ، ويؤكد على أن تلك الكلمات الأربع جعلته ينتبه لأهمية إعادة النظر فيما لديه من معلومات وصلت إليه ، والإنتباه لبعض الموضوعات التى تم مناقشتها طبقا لما لديه من تلك معلومات ، الأمر الذى معه إستقر يقينه بمصداقية رؤيتى بحق الدكتور عبدالفتاح صدقه ، واليقين بأنه شخصيه علميه متفرده .
كثيرا إقتربنا وكان بيننا حوارات ، ومساجلات ، قبل أن يكون رئيسا لجامعة طنطا ، وأثناء توليه مسئولية رئاسة جامعة طنطا ، وبعدها ، وذلك عبر سنوات طوال كل يوم يزداد اليقين فيها بشخصه قيمه علميه رفيعه ، تنطلق من عمق المجتمع ، قبل سنوات ليست بالبعيده وقفت بجانبه فى أروقة جامعة السلام التى يرأسها مشفقا عليه لأن الحمل ثقيل ، ويحتاج إلى جهد خارق لتجاوز تبعاته ، واليقين بتدشين جامعه تصبح ملاذا لطالبى العلم ، وتعجبت على ماهو فيه من تفاؤل رغم ماكان يواجهه من عقبات تسبب فيها حاقدين وضعاف النفوس ، الذين لايريدون للناجحين أن يكون لهم وجود حقيقى ، حتى أننى قلت يكفيه انه وضع حجر الأساس ومن سيأتى بعده يكمل مابدأه وذلك إنطلاقا من أن كل شيىء يسير بسرعة السلحفاه ، وتأثرا بالإحباط الذى يعترينى أحيانا تأثرا بالروتين القاتل ، حتى أننى قلت ” الله يكون فى عونه كيف سيتحمل المناهده وهو فى هذا السن ” بالأمس وقفت فى نفس المكان الذى وقفت فيه من قبل مشفقا عليه ، لكن هذه المره كنت سعيدا للغايه بما تحقق من إنجاز علمى وتعليمى بكل المقاييس من ناحية المبانى ، والمحتوى ، وأعضاء هيئة التدريس ، وماكان لذلك أن يتحقق لولا وجود شخص مثله وفى مكانته صاحب رؤيه لديه هدف بالتعاون مع شركاء النجاح .
جامعة السلام تعنى بزوغ فجر صرح علمى عملاق ، إنطلاقا من مجالات عده ، كنت أستمتع بالأمس وأنا أستمع من الدكتور عبدالفتاح صدقه وهو يطرح أدق تفاصيلها ، وإستوقفنى هذا التوجه العلمى الرائع نحو العالميه حيث تم عمل أول تبادل طلابى بين جامعة السلام وجامعة توهوكو باليابان ، وهى ثالث جامعة باليابان ، وتم إيفاد ثلاثة طلاب من المتفوقين بالفرقه الرابعه بطب الاسنان وذلك فى إطار تبادل طلابى بهذه الجامعه طبقا لبروتوكول تم توقيعه معها ، خلال زيارة الدكتور محمد صقر رئيس مجلس الأمناء ، والدكتور عبدالفتاح صدقه رئيس الجامعه ، يأتى الطلاب الثلاثه ضمن 30 طالب على مستوى العالم شاركوا فى هذا البروتوكول ، الرائع أن الطلاب الثلاثه تفوقوا فى الأبحاث المقدمه على كل طلاب العالم المشاركين فى البروتوكول ، وأفادت جامعة توهوكو رسميا بعد مراجعة مكونات طب الأسنان بجامعة السلام فى إطار البروتوكول من حيث الأجهزه ، والمكون العلمى ومستوى الطلاب ، أنها أفضل من طب الأسنان بجامعة توهوكو ، رغم أنها أعلى مستوى فى كليات طب الأسنان فى اليابان .
إكتمل بنيان جامعة السلام وإعتمدت الجامعه من المجلس الاعلى للجامعات ، والتى تضم 5 كليات كلية طب الأسنان والتى تم تخريج أول دفعه لها ، والتى بها أجهزه طبيه على اعلى مستوى ، وأحدث ماتم فى طب الأسنان ، وكلية العلاج الطبيعى التى سيتم تخريج أول دفعه لها العام القادم ، وكلية الصيدله بفرعيها الإكلينيكيه ، و” فارم دى ” والتى سيتم الدراسه العام القادم بها للفرقه الثالثه ، وكلية التمريض والتى حصلت على شهادة بأنها أفضل كليات التمريض بمصر طبقا لشهادة لجنة التقييم بالمجلس الأعلى للجامعات ، أما كلية الفنون فقد تم تجهيز مبانيها وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بها على أعلى مستوى ، كما تم الإنتهاء من إنشاء 50% من الإنشاءات بكلية الهندسه وبذلك يكتمل بنيان الكليات بالجامعه .
تبقى كلمه .. يتعين أن نطرح الصور المضيئه فى وطننا الغالى إنطلاقا من كافة المجالات ، لعلنا نستطيع التصدى لحالة الإحباط التى تسيطر على البعض ، واليأس الذى تملك آخرين ، واليقين بأن المصرى عظيم ، ويبدع فى كافة المجالات عندما تتوافر له الإمكانات ، ويكون صاحب قرار ، تحيه لأصحاب الإراده من المصريين الذين يتحدوا الصعاب ويكون كل منهم مشروع نجاح فى وطننا الغالى .
