إيمانى بالديمقراطيه منطلقا لتعظيم الأداء البرلمانى والحياه السياسيه راسخا لايتزعزع ، حتى وإن كانت قد تلاشت من واقعنا بالكليه بعد التمسك بالقائمه المطلقه وتوسيع الدوائر الإنتخابيه ، إلا أن اليقين راسخ أننا سنلجأ لها حتما يوما ما لضبط واقعنا السياسى ، وتعظيم الأداء البرلمانى لصالح الوطن والمواطن ، رغم ذلك لاأختلف على الإطلاق مع نهج الدفع مرحليا بقامات إلى البرلمان خاصة مجلس الشيوخ ، إلى أن تترسخ الديمقراطيه ويزيد الوعى السياسى الحقيقى ، شريطة أن يتم إختيارهم من أهل الخبره بحق ، والتاريخ العلمى بحق ، وأصحاب الرأى السديد بحق ، والقامات المجتمعيه بحق ، ليكون كل هؤلاء هم المكون الحقيقى لمجلس الشيوخ ، لأنهم وبصدق قد لايعرف قدرهم الرفيع فى مجالاتهم وتخصصاتهم جموع الناس فيظلموا إذا تقدموا للترشح إنطلاقا من الإحتكام لأصوات الناخبين فى مناخ يفتقد فيه الجميع للنضج السياسى بعد تلك الحاله من التجريف للوعى لسنوات حتى تقزم كل شيىء ، ومثل تلك القامات يتم السعى إليهم وإقناعهم عن حق أن الوطن فى حاجه لخبرتهم ، يبقى على الأجهزه دور وطنى هام يتمثل فى الفحص بدقه فى تاريخ هؤلاء للدفع بهم للشيوخ ، نظرا لخبراتهم ، وتميزهم فى مجالاتهم ، ولاضير أن ينتمى بعضا منهم لأحزاب سياسيه ، هذا سيجعلهم محل إكبار لدى المواطنين هذا بصدق وتجرد تام .
فى محاوله للفهم ، وإنقاذ مايمكن إنقاذه حتى لايفقد المجلس التشريعى قيمته ويصبح ماده للهزل ، يتعين أن يتقدم للترشح لعضوية مجلس النواب شخصيات ولدت من رحم الشعب ، وتفهم مفردات كلماته ، وتعبيرات وتقاسيم وجهه ، ومضامين يطرحها الناس الطيبين بعفويه فيفهم طلاسمها ، ولاضير أن تدفع الأحزاب بقاماتهم ، شريطة أن يكون لهم تواصل مع جموع الناس ، تواصل حقيقى وليس على سبيل التعالى والمنظره ، إعتمادا على سلطه أو جاه أو مال ، أدرك تماما أن الأجهزه تسعى لأن يكون النائب شخصيه تليق بهذا الشعب العظيم لذا من الطبيعى أن يأتى بإنتخابات حره بلا مساعده أو تزوير لأصوات الناخبين أوتزييف لإرادة الشعب ، ولاأختلف مع تلك الغايه النبيله ، لكن أختلف مع آلياتها التى تنطلق من إفتراض جهالة الشعب ، لذا يتم الدفع بساكنى القصور للترشح ومساعدتهم رغم أنهم لايدركون هموم قاطنى أحواش القبور من الفقراء ، ولايمكن لهؤلاء الذين يمتلكون الملايين أن يعرفوا هموم مواطن بسيط ليس معه ثمن ربطة جرجير ، وكذلك هؤلاء الذين لايتحملون أن يركبوا سياره بالملايين أكثر من عام ويقومون بتغييرها لايمكن لهم على الإطلاق أن يشعروا بمن يهرولون كل يوم خلف الميكروباصات كما فى موقف بسيون وطنطا .
أتفق تماما مع الأجهزه المعنيه أن نائب الأمه يتعين أم يكون لديه مواصفات محدده ، تؤهله لتحمل تلك المسئوليه العظيمه ، وحتمية أن تتوقف فوبيا الدفع بشخصيات هزليه كنوع من الإحتجاج على العمليه الإنتخابيه برمتها ، وأنه لتعظيم ذلك يتعين وضع ضوابط للمرشحين لها علاقه بالمستوى الثقافى ، ونمط التفكير ، على أن يتم رفع سن المقرر ترشحهم من الشباب حتى يكتسبوا خبره تؤهلهم لتحمل تلك الرساله العظيمه ، خاصة بعد الإخفاقات التى أدركناهم لدى بعض النواب فى دورات برلمانيه سابقه والتى مرجعها صغر السن وإنعدام الخبره ، وأن تتوقف وفورا آليات الدفع بشخصيات نوابا بالبرلمان عبر الملايين ، والواسطه حتى نحافظ على جلال ووقار البرلمان .
لاشك أن فوبيا الترشح للبرلمان أضرت ضررا بالغا ببلدان كثيره فى القلب منها بلدتى بسيون ، عظم ذلك الأجواء الضبابيه الخادعه التى أضعفت كل شيىء ومزجته بالسخريه ، عظم ذلك حدود الدائره الإنتخابيه ، ونوعية المرشحين المحتملين ومستوى خبراتهم ، الأمر الذى معه إستقر اليقين أنهم جميعا مع شديد إحترامى لشخوصهم الكريمه تقدموا للشو ، ومن لايدرك ذلك يكون قد خدع نفسه ، لأنه وبحسبه بسيطه لو كان هناك ذره من تفكير لتنبه أى مرشح أنه كيف له أن يخوض معركه إنتخابيه طرفها القوى لاعلاقة له به وهو مركز كفرالزيات ، الذى يبلغ عدد أصوات الناخبين به ضعف عدد أصوات الناخبين ببلدتنا بسيون ، وحدود الدائره من محافظة المنوفيه حتى محافظة كفرالشيخ مرورا بمحافظة البحيره .
يبقى أن آلية الدفع بنائب قادم لاعلاقه له بالإراده الشعبيه ، يحط من قيمة البرلمان ويقلل من شأن المكون المجتمعى الذى ينتمى إليه إجتماعيا ، بالضبط كما حدث من تجاهل القائمه المحظوظه أن تضم من بلدتى بسيون مرشحا فى إنتخابات الشيوخ القادمه ولو بالمقعد الفردى ، والمضمون نجاحهم ، ليسجل ذلك فى تاريخ تلك البلدان بأحرف من سواد ، الأمر الذى معه يتعين أن يكف الجميع عن الثرثره والتناغم مع مرشحين يفتقدون للحد الأدنى الذى يجب أن يتوافر فى شخص ، ليتحمل تلك المسئوليه الوطنيه الجسيمه ، ويتوقف هؤلاء المهللين والمادحين لهم إنطلاقا من تسليه ، كما يتوقف المداحين لكل مرشح والذى بات يتعجب القاصى والدانى من كلماتهم المادحه .
تلك كانت إطلاله صادقه عن الوضع البرلمانى شيوخ ونواب لله ثم للتاريخ ، متمنيا أن يكون ماطرحته محل دراسه إنطلاقا من ترسيخ أهمية الإراده الشعبيه ، وضرورة إعادة الهيبه للحياه النيابيه ، ووقف مايحدث من هزل وصل منتهاه عندما أدركت من يرشحون أنفسهم بغية الترويج لمنتجهم أو تجارتهم ، أو لوضع فى سيرتهم الذاتيه عندما يتقدم أحدا منهم لوظيفه أنه كان مرشحا للبرلمان فيطيب للعامه أن ينادونه بسيادة النائب كلما قدم لواجب عزاء ، وحتى عندما يتقدم للزواج من فتاه ، ويكسبه أهالينا الطيبين بالقرى والنجوع والعزب لقب النائب ، ومن يبتغى من الترشح أن يحصل على مبلغ من المال من أحد المرشحين أصحاب الملايين ويتنازل له ، ولامانع أن يعلن دعمه له أيضا ، بالمجمل مايحدث بحق البرلمان مأساه تاريخيه يتعين على العقلاء من الشعب ، والكرام بالأجهزه ومتخذى القرار وضع حدا لها ، وإعادة الهيبه للبرلمان قبل أن نبكى جميعا على اللبن المسكوب .