قولا واحدا إن مايحدث على الساحه العربيه والإيرانيه والأمريكيه الخليجيه يكشف عن الوجه القبيح للصهاينه وعملائهم ، ويؤكد ماحذرت منه مرارا من أننا مقبلون على تصعيد إقليمى لامحاله ، الأمر الذى معه يستلزم الإصطفاف خلف القياده السياسيه ، والإنتباه والإبتعاد عن الهرتله وإدراك محاولات الدفع بمصر لإدخالها فى منظومة الهزل ، الأمر الذى معه أعلنت أول أمس بوضوح دعمى لموقف الدوله المصريه الرافض لمرور مايسمى قافلة الصمود لكسر حصار غزه ، والذى جسده بيان وزارة الخارجيه الذى يؤكد سيادة الدوله وثبات موقف القاهره الداعم للقضية الفلسطينيه ، كما كان رفضى الشديد كعضو نقابة الصحفيين ينتمى لجيل الرواد بنقابة الصحفيين ، وعضو الجمعيه العموميه لنقابة الصحفيين ، لقيام الوزير السابق كمال أبوعيطه ، والناشط دومه وكلاهما ينتمي لليسار بإستغلال سلم النقابه تحت زعم وقفة تضامنية مع تلك القافله تحديا للإراده الشعبيه ، والموقف الرسمى للدوله المصريه ، الرافض لدخولها لإعتبارات الأمن القومى ، كما أبديت رفضى الشديد تدوير تلك القافله إنطلاقا من إطلاق الأكاذيب بتعرض بعض المنتمين لها للإعتداء من قبل الأمن بمطار القاهره .
ثبت يقينا أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس مجرد عمل عسكري ، بل ضربة إستباقىة أنهت مرحلة من الصراع وأعلنت عن بدء مرحلة “تكسير العظام”، الأمر الذى معه أصبحت إيران اليوم أمام خيارين الرد الشامل والدخول في مواجهة كاملة شاملة ، أو الإمتصاص والتراجع ، ومن الواضح أنها إختارت الخيار الأول لأن الخيار الثانى قد يكلفها تفكك الداخل وفقدان قيمتها للأبد داخل الإقليم ، الأمر الذى معه إنهالت الصواريخ الإيرانيه على تل أبيب وفى إنتظار ماستسفر عنه حتى تكون الرؤيه منطلقها وقائع محدده ، ونتائج واضحه ، خاصة وأن الضربه الإسرائيليه وفقا لرؤية المحللين سبقها إختراق إسرائيلى كامل لإيران ، لذا ماكانت إسرائيل لتقدم على هذا القرار إلا وهى تضمن إحكام السيطره على رد الفعل الإيرانى ومدى تأثيره ، لكن هل ستستطيع إيران دحض هذا المفهوم والإتيان برد مزلزل يعيد لها الكرامه .
الآن إنتبه الجميع إلى موقفنا الثابت من حتمية الإنتباه والتحذير مماحدث حولنا حتى بالداخل من جعجعه لبعض المغيبين ، وأصحاب الصوت العالى الذين يطلقون الشعارات ، واليقين بأنه لايمكن فصل ماأعلن قبل يومين من إعلان ميليشيا قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة المثلث الحدودي مع مصر وليبيا مما حدث فى إيران ، وتلك القافله المزعومه التى تاجر بها البعض ، وأن ذلك يتم وفق مخطط يستهدف تشتيت القياده المصريه وكل المصريين لأمر ما جلل قد يحدث ، وجاءت الضربه الإسرائيليه لإيران كاشفه عن عمق الإختراق الصهيونى الذى طال كل الدول ، فى السر والعلن .
لعل أخطر تداعيات هذا الهجومى الصهيونى أنه كان محدد الأهداف ، واضح الغايات ، لاينطلق من عشوائيه ، وليس أدل على ذلك من نجاح الهجوم فى إغتيال رئيس هيئة الاركان الايراني محمد باقري ، والقائد العام للحرس الثوري الإيراني ، وقائد قوات الفضاء الجوي الإيراني ، ورئيس البرنامج النووي الإيراني ، ورئيس الأركان العامة الإيراني ، ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني ، وأن الهجوم الجوى الواسع طال أهداف ومواقع متعددة في إيران ، حيث تمكن القصف الصاعق الذي تم بعدد ٢٠٠ طائرة ، شمل منشآت نووية في نطنز وغيرها ، ومنشآت صاروخية ، ومراكز تحكم وقيادة ، في إطار ماتسميه إسرائيل عملية ” شبل الأسد ” أو الأسد الصاعد أو الواثب ” وهي تسمية توراتية لحربها علي إيران ، لذا أتفق تماما مع ماوصل إليه المحللين من أن الهجوم بهذا الحجم والدقة يستحيل تنفيذه دون عناصر على الأرض ، تتمثل فى عملاء وخونه قريبين من صنع القرار الإيرانى ، حددوا الوقت الذى كان فيه كل قائد في منزله ، ويعلمون جيدا أنظمة الرادار ، وكذلك من الواضح أن إسرائيل لم تُنفذ الضربة إعتمادًا على القوة الجوية فقط ، بل على بنك معلومات إستخباراتي تفصيلي ، وهو ما لا يتحقق إلا بوجود إختراقات بشرية وإلكترونية عميقة داخل أجهزة الجيش والمخابرات الإيرانية ، هذا مستوى من الإختراق يضع جهاز الموساد أمام إنجاز نوعي ربما يوازي ، أو حتى يتفوق على سلاح الجو الصهيوني الذي نفذ الضربة .
بالمجمل هتك الصهاينه عرض إيران ، وشتتوا شملهم ، وأوضحت تلك الضربات الموجعه أن مايطلقه الإيرانيون من تصريحات فى حاجه لواقع يؤكدها ، والإبتعاد وفورا عن التصريحات الإيرانيه والتى تأتى ردا على مايحدث عبر كلمات مرسله ، وأحاديث فارغه ، وضعف غير مسبوق ، من هنا يكون من الأهمية الإنتباه للموقف الرسمى المصرى الذى أعلن تأييدى له تماما ، والذى أكد على أن ماحدث سيؤدى الى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ، ويقود الي صراع أوسع في الاقليم ، وينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على امن واستقرار المنطقة ، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها الي حالة من الفوضى العارمة .
أكد ماحدث اليقين أن أمننا القومي فوق كل شيىء وأى شيىء ، ولامجال للمزايدات الرخيصه ، والشعارات الرنانه التى يحاول مروجوها خلق بيئه حاضة للإجرام منطلقها كلمات معسوله وشعارات جوفاء ، وأن اليقظه للمخادعين والمنافقين من الواجبات المحتمه ، خاصة بعد أن إستقر اليقين أننا هدف للمجرمين ، من أجل ذلك كان التلاحم الشعبى من الثوابت الراسخه يعظم ذلك أيضا هذا التردى الدولى الذى بدا واضحا فى التفاعل مع ماحدث من ضربات الصهاينه على إيران ، والذى رغم ذلك تؤكد أمريكا دفاعها عن إسرائيل ، وفرنسا تدعو إلى ضبط النفس وتؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ، وروسيا تشعر بالقلق كما صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف .