بقلم هدير عامر
الزواج ليس مجرد عقد قانوني، بل هو شراكة عميقة ميثاقا غليظا كما قال الله عزوجل يتطلب التفاهم، الصبر، والمشاركة في بناء حياة مشتركة يتطلب ان يجلس كل شخص منا ليفكر قبل ان يقدم علي هذه الخطوة لماذا اقدم عليها هل ليكون أسرة او ليشارك احد الأشخاص حياته فلابد من وقفة مع النفس ومع تعقيدات الحياة المعاصرة، أصبح من الطبيعي أن تواجه الأسر تحديات يومية قد تتطور إلى مشكلات زوجية عميقة إذا لم يتم التعامل معها بحكمة ستصبح نسب الطلاق مرتفعه وذلك لعدم فهم احدنا الآخر معني العلاقة وما هي متطلباته من العلاقة ومن المهم أن ننظر إلى هذه المشكلات ايضاً لا كمؤشر على فشل العلاقة، بل كفرص لمعرفة قيمة هذه العلاقة بين الطرفين تعتبر الحياة الزوجية من أعمق العلاقات الإنسانية وأكثرها تأثيرًا في استقرار الفرد والمجتمع وعلى الرغم من أن الزواج يُبنى على المودة والرحمة، كما أشار القرآن الكريم وجعل بينكم مودة ورحمة، إلا أن المشكلات الزوجية تظل أمرًا شائعًا، لا يكاد يخلو منها بيت تختلف هذه المشكلات في حدّتها وطبيعتها، لكنها إن تُركت دون معالجة قد تؤدي إلى الانفصال أو حتى انهيار الأسرة إذا اردنا حياة زوجية أكثر استقرارا فلابد من عودة الطرفين الي اعادة التفكير في أساس العلاقة حيث يأتي في المقام الأول بناء الأسرة وهذه السبب الأساسي الذي جعل الله به هذه العلاقة هو بناء الأسرة الأطفال ايضا يتأثرون بشكل مباشر بالمناخ العائلي المتوتر، ما قد ينعكس على سلوكهم وتُؤدي إلى وجود اجيال معقدة تحمل في طياتها كره للمستقبل وعدم صبر وجهل بما يحمله الزواج من معني عظيم يجب فتح قنوات للحوار الصادق، بعيدًا عن الصراخ أو التجريح او الاستهانة بمشاعر الطرف الآخر الحياة الزوجية لا تقوم على من المنتصر، بل على تقديم التضحيات من الطرفين للحفاظ على الاستقرار لابد ان نعرف أساس العلاقة وقوتها وان ترابط الأسر يبني اجيال واعية متماسكة ويبني وطنا شديد التماسك من كل شخص يأتي إلى الحياة الزوجية بخلفيات وتجارب وتوقعات مختلفة وقد يؤدي عدم التفاهم حول هذه الأمور إلى صدام دائم وايضاً المشاكل المالية ايضاً تُعد من أكبر التحديات التي تواجه الأزواج، خاصة إذا لم يُحسن الطرفان إدارة المال او حسن استعمال احد الأطراف الي المال أو التفاهم حول الأولويات حين تنعدم الثقة، تبدأ الخلافات وتتراكم، ما يُفقد العلاقة شكلها الصحيح علي أساس المودة والرحمة بين الطرفين وينشأ اطفال يتأثرون بشكل مباشر بالمناخ العائلي المتوتر، ما قد ينعكس علي مفهوم الأطفال بشكل عام وبشكل خاص حول الزواج وتكوين الأسرة مما يبني اجيالا اكثر عنفا وجهلا ويزيد من نسب الطلاق.
المشاكل المزمنة تُضعف علاقة الزوجين ببعضهما او تجاهل احدهما لآخر او عدم الصبر او محاولة الاستهتار بالعلاقه او عدم دراية احدهما بطبيعة هذه العلاقة ومحاولة اختلاق مشاكل لأتفه الأمور وعدم الصبر علي حل المشكلات فلابد من فتح مجال للحوار الصادق، بعيدًا عن الصراخ أو التجريح، مع محاولة فهم وجهة نظر الطرف الاخر وايضاً التزام الطرفين بالمبادئ الإسلامية حيث يُشكّل درعًا واقيًا من الانزلاق نحو قطع العلاقة او التشتت أو الطلاق اكبر مثال أمامنا هو تعامل النبي صلي الله عليه وسلم مع زوجاته علي أساس المودة والرحمة والصبر والأخلاق والتعامل بالحسني كما علمنا الحبيب المصطفي صل الله عليه
خاتمة
المشكلات الزوجية أمر طبيعي، بل في بعض الأحيان مؤشر على وجود علاقة صادقة حقيقية يحاول الطرفان تحسينها المهم ليس في تجنب الخلافات تمامًا، بل في كيفية إدارتها بحكمة ووعي المشكلات الزوجية ليست نهاية العلاقة، بل قد تكون بداية لمرحلة أنضج من الفهم والأهم هو التزام الطرفين بالحوار، والاستعداد لتقديم التنازلات، والبحث عن الحلول لا عن الانتصار. فالزواج الناجح ليس من يخلو من الخلافات، بل من يعرف كيف يتجاوزها بقلب مفتوح وعقل متزن وصبر الطرفين احدهما علي الآخر كما قال الله تعالي مودة ورحمة فلنعيد المودة والرحمة الي العلاقة لتصبح كما ارادها الله تعالي لنا علاقة سوية لبناءاجيال المستقبل مودة ورحمة