تتساقط الرجال
شعر/ غادة عقل
أتعبتني أيها الرجل
فأنت تختزل كل الرجال في شخصك
أحتاج لألف سنة ضوئية للحديث عنك
حروف اللغة لا تكفي لأكتب لك
في حضرتك تتساقط الرجال
كأعقاب السجائر بين إصبعيك
أحتاج لقلوب وقلوب لتستوعبك
أسرتني بسحرك
وقد كنت أسبي كسرى وقيصر
ولا أتأثر
ليتني أحتسي قهوتي من فنجانك
فوق موضع شفتيك
أحتاج هذا المخدر
حتى يتوقف نزيف الشوق
لا أحد يعلم جنوني بك
عانقت احزاني أطراف السحاب لفراقك
ألم تعلم أن يوم ميلادي يوم
تبتسم لي عيناك
ويوم موتي يأتي مع رحيلك
كيف للمرء أن يموت مرتين؟
فما بين الولادة والموت حياة هي أنت
وبعد كل هذا تتهمني بالقسوة
لأنني تنفست نفس الهواء الذي يدخل صدرك
وقاربي تأرجح حين ذكرتك
وأرسلت مع النهر رسائلي
عساه يسافر بها
وعلى الشواطئ يلقيها فتصلك
في أرضك…
كنت أغازل القمر
فالقمر هناك يشبهك
وأنثر الزهر على الطرقات
عسى أن تطأها قدماك
كنت أنسى مرآتي وعطري وكحلي وأحمر شفاهي ولا أنساك
اسأل النجمات…
كيف كنت اصطادها كل مساء
كي لا تغازلك
اسأل السماء والماء
والارصفة والمقاهي
كم بحثت عنك
طويلا ولم أجدك
و النسمات كانت حبلى برائحة عطرك
حتى ذرات ترابك
وهبتني الجنسية لأجلك
فقد عرفت عندي مقدار حبك
أصبحت هويتي ودنيتي ووطني
أصبحت قلمي وورقي ودفاتر أشعاري
فمنذ أحتلتني عيناك وأنا
أرفض الاستقلال عنك