يقينا .. أدرك زخما كبيرا يشهده الآن واقعنا السياسى ، ونشاطا حزبيا رائعا وغير مسبوق تمخض عنه لقاءات ، ومؤتمرات ، وفعاليات ، عظم ذلك أننا مقبلون على الإنتخابات البرلمانيه ، كنت أتمنى أن يتم تعظيم هذا التوجه من خلال منح مساحات متساويه لكل الأحزاب ، وتعظيم وجود شعبى حقيقى لتلك الأحزاب على الأرض ، وهذا بالقطع لن يتأتى فى ظل قانون الإنتخابات بشقيه القائمه المطلقه ، والفردى بالدوائر المتسعه ، وهذا ماأكد عليه الحوار الوطنى وليس أنا ، لأن التفاعل الحزبى ، أوالنشاط السياسى مرهون بإدراك كل الفاعلين فيهما مصداقية التوجه ، ووجود رغبه حقيقيه لتعظيم النشاط الحزبى وتنمية قدرات ممارسيه ، وتقوية البنيه الحزبيه لخلق كوادر فاعله ، وإدراك أيضا أن سياسة قصر الأداء على حزب بعينه فى النشاط الحزبى ، والزخم الشعبى ، وحتى الإنتخابات يضعف هذا الحزب ذاته وكذلك أصحاب الحظوه من الأحزاب المسموح لها بالمشاركه معه فى تصدر المشهد ولو على هامش الذكرى ، ويتحول كل من فيهم إلى مجموعات من خيالات المآته ، بل إنه يضعف الحزب المتصدر المشهد نفسه لأنه يقضى على الإبداع بداخله ، أو أن يخرج من رحمه كوادر سياسيه حقيقيه وليست مصطنعه ، المأساه أن الأحزاب المسموح لها بكل شيىء يصدق المنتمين لها أن لهم شعبيه بجد فينعدم التنافس ، ويتضاءل الأداء ، ويكون هذا الوطن الغالى هو الخاسر الوحيد ، هذا بصدق وتجرد ورغبة أكيده فى ان يكون وطننا الغالى أعظم الأوطان .
يتعين اليقين أن الحزب المدعوم به شخصيات تفوق قدراتهم ألف مره المنتمين للأحزاب الأخرى بكل تصنيفاتها السياسيه ، بل شخصيات جديره بالإحترام على المستوى الشخصى ، وقيادات بجد تستطيع أن تحدث حراكا حقيقيا فى الشارع المصرى إذا فرض عليها التنافس وأدركت حتمية العطاء لتأكيد الشعبيه ، واليقين أن الرحرحه والعنايه الزائده ، وفتح الباب على مصراعيه لإقامة نشاط بلا أى عناء يقتل روح المنافسة من الداخل ، بل إن جميعهم ليسوا فى حاجه لنفاق ، أو طبل ، أو الترويج لنشاط ، أو تسفيه الأحزاب الأخرى ، تأكيدا على شعبيه ، وذلك بإستخدام مواقع صحفيه كثيره ، لأن الشيىء إذا زاد عن حده إنقلب لضده ، من هنا كان من الأهميه عدم إستخدام تلك المواقع الإخباريه للإمعان فى التأييد طوعا أو كرها ، والدعم عمال على بطال بلارؤيه ، أو هدف أوغايه، لأن تلك القيادات بحق ليسوا فى حاجه لترويج ، لأن شخوصهم محل تقدير ، ولديهم القدره على العطاء ، يبقى من الأهميه تغيير تلك السياسه ، والتأكيد على أن يكون هناك رأى آخر محترم يصب فى صالح الوطن طالما كان فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وليس التطاول والإسفاف ، بل إننى أطالب بالتصدى القانونى والشعبى ومن الأجهزه لكل من يعظم نهج التجاوز ، والإنحطاط ، وقلة الأدب ، مهما كان تبعيته الحزبيه حتى ولو كان تابعا للحزب الذى ينال الدعم تصويبا للمسار ، وضبطا للأداء ، وترسيخا أن مصرنا الحبيبه تستحق أن يكون الممارسين للسياسه بها على مستوى المسئوليه الوطنيه والشخصيه ، يجدر التأكيد على الحقيقه الواضحه والتى مؤداها أن الأحزاب جميعها لاحول لها ولاقوة ، القديم منها ذا التاريخ ، ومن منهم حديث ، جميعا لإعتبارات كثيره لم يرتقوا بصدق لأى مستوى سياسى ، أو حتى شعبى ، لأن المساحه المسموح لهم ممارسة النشاط فى إطارها ” متر فى متر ” فكيف يسمعهم الناس ، تعايشت تلك الأحزاب مع هذا الواقع حتى مات بعضها بالسكته القلبيه ، ومن تبقى منهم على قيد الحياه تم وضعه على جهاز تنفس صناعى إلى أن ينظر فى أمره ، هل سيسمح له بالعيش أم سينزع من عليه الجهاز ويترك ليموت .
بمنتهى المصداقيه .. أدرك التحديات التى يواجهها وطننا الغالى داخليا وخارجيا ، حيث نحاصر بالإضطرابات من جميع الجهات السودان ، وليبيا ، وقبلهم واعظمهم غزه ، وما يفعله الصهاينه الملاعين على الحدود خير شاهد على ماأطرح ، وكذلك المزايدين بالداخل ، وحملة الشعارات التى كشفت المحن أنهم كاذبون حتى الذين أقنعونا ذات يوم أنهم ” بتوع ربنا ” الأمر الذى معه يتعين إدراك أنه لامجال للمزايده على أى شيىء ، واليقين أن مصرنا الحبيبه فوق الجميع ، ولو تعارض هذا النهج مع الأداء الحزبى فاليذهب الأداء الحزبى إلى غير رجعه ، بل فاليذهب كل الأحزاب إلى غير رجعه ، وهذا أمر جلل يدركه كل المصريين ، لذا كان من الوطنيه أن يصطفوا جميعا عن قناعه خلف القياده السياسيه لمواجهة هذا الإجرام ، يوضحوا ، وينبهوا ، مايرونه في حاجه لتصويب لتحقيق مزيدا من التماسك ، مزيدا من الترابط ، مزيدا من الإصطفاف ، وهذا لن يتأتى أو يكون له ثمار وسط هذا التهميش لكل الأحزاب ، وتلك البروباجندا التى يحدثها حزبا بعينه حتى ظن الناس أن هذا الحزب ينافس الحزب الحاكم فى أمريكا ، لكنهم سرعان ماأدركوا أنه ينافس نفسه ، أو بالدقه طواحين الهواء .
تلك رؤيتى وقناعاتى أطرحها تناغما مع ضميرى الوطنى ، الذى يستقر لديه اليقين أنه ليس لنا وطنا غيره ، لذا ندافع عنه بأرواحنا ، وندفع عنه كل مكروه وسوء ، من يعتبر ذلك نفاقا فنعم النفاق ، رغم أننى يعلم الله تعالى أنه عبر مسيرة حياتى التي تكاد تصل لنهايتها تلك قناعاتى التي نشأت عليها طبقا لثوابت عائلتى العريقه ، منذ أن كنت صبيا قبل إمتهانى للصحافه قبل أربعين عاما مضت ، لدرجة أننى أشعر بالخجل إذا كتب القلم ماأستشعر أنه قد يكون نفاقا ، أو إفتقدت الصدق حديثا ، أو إبتعدت عن تناول هموم الناس بصراحه ، يتعاظم ذلك كله أمام الشعور بالعجز عن تحقيق مايجعل المواطن مستورا ، هذا يجعلنى أقول بصدق أن القلب يئن من الوجع مما أرصده من أحوال البسطاء من الناس الذين أنا جزءا من كيانهم ، وأقيم في رحابهم حيث قاع الريف المصرى ، مرجع ذلك أننى لاأملك إلا سلاح القلم الذى فرضت الظروف أن أعيش في زمان أتحسس فيه الكلمات التي يخطها قلمى حتى لاتكون تكأه لمغرض لايعرف قيمة التعبير عن أحوال الناس بصدق ، وطرح همومهم بصراحه ، ليستقر حالهم ويكونوا فاعلين بالمجتمع لامحبطين ، داعمين لامتخاذلين ، خاصة وأن عضوية البرلمان لم تعد تحقق الغايات النبيله التي من أجلها يحرص المواطن على إختيار نوابه بالبرلمان ، بعد أن تلاشت الإراده الشعبيه ولم تعد سبيلا للإتيان بنائب بالبرلمان يعبر عن هموم المواطن ويناقش قضايا الوطن بصدق . تلك رؤيه أطرحها لله ثم للتاريخ إبراءا للذمه .