عاصفه ضربت الأسكندريه وزلزلت كل شيىء حتى الكيان ، مشاهد مرعبه ، وأحداث داميه ، وبدا الناس وكأنهم فى يوم الحشر ، ولأول مره فى تاريخ المدينه نجد عاصفه ممزوجه بالسيول ، ومتبوعه بسقوط الثلوج وكذلك المنازل ، بعدها عصرا غيم الجو فى بلدتى بسيون وبدأت الأمطار فى السقوط وإنتاب الناس الرعب خشية أن يتكرر ماحدث بالإسكندريه ليلا ، لكن الله سلم ، ماحدث مجرد رياح وليست إعصار ، ولا زلزال ولا تسونامي ، نعــــم .. عاصفة الاسكندريه كأنها رساله ربانيه يتعين أن نجعلها منطلقا لأن ننتبه لما نحن فيه من تيه ، وماإعترانا من تدنى ، وسيطر علينا من إنحطاط طال التعامل وحتى السلوك ، كما أراها رساله ربانيه لوقف ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، وكشف النقاب عن التدليس الذى طال حياتنا ليس فى البنيه الأساسيه وفقط إنما فى كل شيىء ، حتى سلوك الناس ، وبين المفترض أنهم أصدقاء .
ليله من الرعب عاشتها الإسكندريه ، بسبب العاصفه التى ألحقت خسائر فادحه فى البنيه الأساسيه ، والسيارات ، وأعمدة الإناره ، وبعض المنازل ، حيث إشتدت الرياح ، والعواصف ، والسيول بما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ الإسكندريه ، أظهرت العاصفه المعدن الأصيل للشعب المصرى الذى يتجلى فى المحن والصعاب والكوارث ، وكان لتقديم وزارة الداخليه كافة أوجه المساعده والدعم للأهالى ، خاصة مايتعلق بكافة التجهيزات اللوجستيه اللازمه من سيارات الإغاثه ، وسيارات الدفع الرباعى ، والأوناش المروريه ، أبلغ الأثر فى التخفيف من التداعيات التى خلفتها العاصفه ، فى تقديرى لم يكن مرجع ماحدث مجرد إضطراب طال المناخ ، أو خلل فى منظومة الجو ، بل سحق للكيان قبل الشوارع ، والمنازل ، والطرقات ، وكأنها رساله من رب العالمين سبحانه لننتبه من نحن أمام قدرة الله تعالى ، نحن ضعفاء مساكين أمام قدرة رب العالمين سبحانه ، والخوف أن يكون غضبا ، أو تحذيرا من رب العالمين لنا ، أو حتى تذكير بما نفعله من جموح ، وظلم ، وقهر لبعضنا البعض ، وإدراك أن الإنسان مهما طالت قامته ، وعلاشأنه ، لايزال ضعيفا يرجو رحمة رب العالمين سبحانه وغفرانه ، وأهمية الإنتباه أنه لامجد تسجله صفحات التاريخ ، ولاسلطان يدوم ، ولاقوة تعلو ، على قدرة الله تعالى الواحد القهار .
تلك اللحظات الإيمانيه التى عاشها الجميع مع تبعات تلك العواصف تجعلنا ندرك أننا نعيش فى الأوهام ، وأنه لايوجد ضبط لواقع الحياه ، حيث كشفت العاصفه عوارا شديدا طال منظومة هيئة الأرصاد ، وخللا جسيما أدركناه فى اداء الراصدين للأحوال الجويه ، خاصة مايتعلق بالكوارث والفيضانات ، ووهم مايسمى بأجهزة الرصد التى قالوا لنا انها أحدث النظم العالميه فى متابعة الاحوال الجويه ، أو لعل ذلك يجعلنا ندرك ان قدرة الله تعالى فوق العلم الحديث والتكنولوجيا .
خلاصة القول .. يتعين أن ننتبه لما هو قادم من الأيام قبل أن يخسف الله تعالى بنا الأرض لما إقترفناه بأيدينا من آثام ، كان نتيجه طبيعيه لتنامى الهزل وتعاظم التجبر وتوحش البشر، وأن نعلى الإيمان فى قلوبنا ، ونتوقف فورا عن المكائد والدسائس ، والمؤامرات ، والإنتباه إلى أن هذا الذى حدث بالإسكندريه قد يكون نذيرا من رب العالمين لنعيد حساباتنا مع أنفسنا وندرك ان للكون رب عليما خبيرا بما فى الصدور ، فتبا لهؤلاء الباحثين عن سلطه ، أو مكانه إجتماعيه ، او تميز بالحياه ، أو مقعد بالبرلمان بالتدليس دون إدراك أننا إلى زول ، لذا لايكون ذلك إلا فى معية الله وليس عبر المكائد والدسائس ، والمؤامرات ، لننتبه أن التغيير فى حياتنا قد يحدث فى لحظه أيضا حتى لانفترى على عباد الله ، ونظن أننا إمتلكنا كل شيىء طالما معنا المال ولدينا سلطه ، وفى تقديرى أن الله تعالى اراد بماحدث أن يعطينا فرصه للتوبه والإستيقاظ من غفلتنا بعد أن تبلد إحساسنا ولم يعدالمرض يحرك الإيمان بداخلنا ، أو الموت ينبهنا اننا إلى زوال ، درس كبير لنا جميعا فهل من متعظ .