الشرطه المصريه فخر وعزه تلك هى قناعاتى وماإستقر فى وجدانى وضميرى ، بل إن المنتمين إليها أشرف بكثير من الساسه المتلونين الذين أفسدوا قناعات البسطاء من الناس ، ومن حملة الأقلام الذين يتبرعون بالطبل والزمر دون طرح الحقائق لتصويب المسار ، عايشت كثر من رجالات الشرطه على مدى تاريخى الصحفى ، وإقتربت من عطائهم حال كان تخصصى الصحفى فى الشئون الأمنيه فى فتره من فترات عملى الصحفى ، وكذلك أثناء تشرفى بعضوية البرلمان ، فأدركت لديهم الصدق أكثر من الذين صدعوا أدمغتنا بالشعارات الرنانه الطنانه التى ينخدع بها البسطاء من الناس ، ولاأنسى ذات يوم عندما عرضت على اللواء حبيب العادلى وزير الداخليه بعضا من هموم المواطنين إنطلاقا من بلدتى بسيون وذلك أثناء نظر طلب إحاطه فى هذا الشأن كنت قد قدمته للوزير ونظر فى إجتماع للجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان ، فوجه الوزير بإنهاء كافة ماعرضته من معاناه للمواطنين ، وأنصف من يستحق منهم ، الأمر الذى معه قدمت شكرا مستحقا للوزير ، وشعر أصحاب الحقوق من بسطاء الناس بقيمة أن يكون هناك قياده أمنيه رفيعه تستشعر همومهم ، وتدرك معاناتهم ، ولاتتركهم للهواجس والظنون ، التى تدفع للشعور بالقهر ، وجدت من الضرورى التأكيد على تلك القناعات حتى أغلق الباب أمام من يفهم من الحواريين ماأطرح بالمقلوب ، ويحاول المزايدة فى الولاء لجهاز الأمن فينقلها إنطلاقا من غرض فى نفس يعقوب ، دون إدراك أننى وغيرى من الساسه والكتاب والنواب أكثر تقديرا وتوقيرا وقناعه بالدور العظيم الذى تؤديه الشرطه من تلك النوعيه من البشر التى تبدع فى الخداع ، وأعظم أيضا منهم لأن ولاءنا مبنى على مصداقيه ووطنيه وليس نفاق .
أبكانى ماأدركته عبر الميديا من تصرف نبيل لضابط شرطه بدرجة إنسان إهتز وجدانه عندما حاول مواطن من ذوى الهمم يجلس على كرسى متحرك تقبيل يده ، تعبيرا عن الإمتنان لأنه تركه فى الشارع يبيع بعض مالديه ، هذا المواطن البسيط أعطانا درسا فى العطاء وعظمة الكفاح على لقمة العيش ، وهذا الضابط النبيل أكد أن الدنيا بخير ، وأن بهذا الوطن الغالى ضباط لديهم إنسانيه يفتقدها كثر من أرباب الشعارات والمبدعين فى النفاق من حملة الأقلام ، كما يعيد الثقه فى النفوس لدى المواطن البسيط أن بجهاز الشرطه من هم يستحقون أن نضعهم فوق الرؤوس .
لعل لرب العالمين حكمه أن أرانى هذا التصرف النبيل لضابط شرطه عظيم لاأعرفه ، ولاأعرف موطنه ، ولاأدرك مكان عمله ، وقد ذكرنى بمن عايشتهم من عظماء الشرطه عبر مسيرة حياتى فى عهود مختلفه بحكم تخصصى الصحفى فى الشئون الأمنيه ، فى فتره من الفترات فى القلب منهم العظماء الوزير اللواء عبدالحليم موسى ، والوزير اللواء جميل أبوالدهب ، واللواء عادل الهرميل ، واللواء محمد عبداللطيف خضر ، واللواء طارق عطيه ، واللواء محمد جاد ، واللواء هشام خطاب ، واللواء سليمان نصار ، وزميل الدراسه والعمر اللواء جمال الرشيدى ، وغيرهم كثر هم فخر وشرف للشرطه المصريه ، رحم الله من رحل منهم والدعوات بالتوفيق والصحه والعافيه لمن منهم أحياء .
هذا الإحساس الرائع الذى تعايشته مع عظماء الشرطه السابقين أصبحت أخشى أن يتبدد ويتلاشى ، بمرور الأيام ، لإدراك المواطن البسيط بوجود حاجز بينه وبين بعض ضباط الشرطه فى تلك الأيام ، وشعوره بالعجز عن الحصول على حقه ، أو أن يسمعه أحد حتى ولو وصل صراخه عنان السماء ، لأن بعض الضباط جعلوا لديهم أذن من طين ، وأخرى من عجين ، أصاب ذلك المواطن البسيط بالإحباط ، هذا المواطن الذى من المفترض أنه المكون الأصيل فى هذا الوطن وجميعا مصدر الأمان له ، بل وجعلته يكاد يفقد الثقه فى كل شيىء بهذا الوطن الغالى ، وذلك إنطلاقا من تصرفات لبعض هؤلاء الضباط الذين لاينتبهون إلى أن رسالتهم الأمنيه هى أنبل رساله بالوجود ، لأن لها علامه بالأمان الذى هو منطلق العطاء للإنسان حين يستشعره ، لذا لايمكن أن يكون منطلق تعامل ضابط الشرطه أن يكون سيدا على الناس ، تعاظم هذا الإحساس لدى شخصيا عندما وجدت من الضباط من يهدرون حقوق الناس ، كما هو بحق الأرمله المسكينه التى تعرضت للنصب ، وحصلت على حكم قضائى لصالحها بعودة حقها وإستنجدت بمساعد أول وزير الداخليه الذى تفاعل مع إستغاثتها ، لكن هناك بقسم أول طنطا من جعل هذا الحكم حبيس الأدراج ، وبعد فتره قد يلقى به فى سلة المهملات ، لذا كان من الطبيعى أن يخرج المتهم لسانه للجميع ، مؤكدا أنه لن يقترب منه أحد لأنه يعرف كيف يوقف تنفيذ الحكم .
ظننت أنه يهزى ، لكننى إنتبهت والأرمله المسكينه أن هذا واقع حقيقى ، تعاظم ذلك حين إدراك نهج رئيس مباحث قسم أول طنطا ، الذى ٱثر الإنعزال عن المواطنين ، والترفع عن التواصل مع كل فئات المجتمع وطوائفه ، رغم أنه شاب من سن أولادنا ، فماذا عندما يتم ترقيته ويتسع مجال عمله ، سنكون أمام مصيبه كبرى لأنه سيترسخ بداخله هذا النهج ظنا منه أن ذلك يعلى من شأنه ، ويرفع من قدره ، ويجعل له مكانا عليا فى المجتمع ، أتصور أن هذا الفهم الخاطىء مرجعه إنشغال مدير أمن الغربيه عن التواصل مع المجتمع الغرباوي لكثرة المهام الملقاه على عاتقه فلا يصله مثل تلك التصرفات التى أخشى أن تكون قد أصبحت نهجا لدى البعض من الضباط ، ونكون أمام مصيبه كبرى ، ونهج يبدد الجهد الكبير والعظيم الذى يبذل لترسيخ رسالة الأمن العظيمه ويفرغها من مضمونها ، دون إدراك أن هذا النهج الذى يتسم بالتعالى هو نهج مستهجن ، ومرفوض ، وغير مقبول ، ونتيجته إخفاق أمنى لامحاله ، يعظم ذلك أن وزير الداخليه المحترم اللواء محمود توفيق معروف عنه أنه ليست تلك سياسته طوال حياته ، ولاهذا نهجه ، لأنه رجل أمن من الزمن الجميل .
يبقى من الأهميه تكريم هذا الضابط الإنسان الذى تجلت إنسانيته فى التعامل مع مواطن بسيط من ذوى الهمم ، وإفهام رئيس مباحث قسم أول طنطا ، والمعنيين بتنفيذ الأحكام بهذا القسم ، ومديرية أمن الغربيه ، أن تلك السياسه تنال من شموخ رسالة الأمن العظيمه ، وعطاء عظماء الشرطه الذى يمتد كل الوقت ، وستبقى ثقتى فى وزير الداخليه ومعاونيه لاحدود لها ، وأنهم سيتفاعلون مع ماطرحت ، وسنجد إنصافا وتغييرا ، لذا لم أقتنع بمن نصحنى بألا أوجع دماغى ، لأنه مفيش فايده ، متعجبا من نصيحته بأن أطلب من الأرمله المسكينه أن تدعو الله تعالى ليل نهار أن يلهمها الصبر الجميل ، ويهيىء لها من ينصفها من كرام الشرطه ، والله على كل شيىء قدير ، لم أختلف مع تلك النصيحه للأرمله المسكينه بالدعاء لرب العالمين سبحانه لأننا جميعا عبيده ندعوه سبحانه كل الوقت لأنه عز وجل الملاذ من ظلم البشر ، لكننى أختلف أن يكون منطلق ذلك إحباطا ، لأن لدينا بجهاز الشرطه كراما أعزاء فضلاء هم جزء أصيل من هذا الشعب ، لأنهم أبنائه المخلصين ، لذا سيبقى الأمن المنشود بين الواقع والمبتغى إنطلاقا من الغربيه .