عظيمه هى مصر ومبدع هم أبنائها جيلا بعد جيل منذ فجر التاريخ ، فخور أننى مصرى ولد على أرضها ، وعاش فى رحابها ، هكذا قلت ذات يوم ببرلين عاصمة ألمانيا حيث كنت فى مهمه صحفيه ، وذلك تأثرا بما إعترانى من إنبهار بعطاء أحد شباب الأطباء حيث كنت برفقة صديقى العزيز الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجيه والذى كان فى ذلك الوقت سفيرا لمصر فى ألمانيا ، والسفير محمد العرابي وزير الخارجيه السابق ن وفى هذا الوطن الغالى أبهرنى عطاء الكيميائى عبدالعظيم العباسى رئيس شركة الأسمده بكفرالزيات ، وإبداعه فى الإداره التى جعلت من الشركه قلعه صناعيه كبرى ، وقبل ذلك بسنوات أبهرنى الصديق والغالى والحبيب الدكتور سيد أحمد الخراشى أبوالبترول بالأسكندريه بما حققه من إنجاز غير مسبوق فى صناعة البترول ، كما أبهرنى الرائع بحق رمضان الشرقاوى الذى أسس أكبر مصنع مخلل فى الشرق الأوسط ، وبات يصدر لأوروبا ودول الخليج ، وذلك إنطلاقا من شبراتنا مركز بلدتى بسيون .
الآن أقول بصدق نعــم .. عظيمه هى مصر إنطلاقا من الصناعات الصغيره ، حيث ساقنى القدر بالأمس لإدراك إبداع رائع لعقليات مصريه فى عمق الريف المصرى ، وكأن الله تعالى أراد أن يطيب خاطرى ويخرجنى من الإحباط الذى إعترانى تأثرا بما سيلحق بلدتى بسيون من تهميش ، تأثرا بنظام تقسيم الدوائر الإنتخابيه ، ثلاثة أبطال لديهم إراده حقيقيه فأبدعوا فى مجال تصنيع لايهتم به كثيرا من الناس ، حتى وصلوا بتلك الصناعه للعالميه نعم العالميه ن حيث أصبح منتجهم يضارع المنتجات المصنوعه فى الخارج ، ليثبتوا أن المصرى قادر على صنع المستحيل طالما توافرت لديه الإراده ، وتم تهيئة المناخ ، لذا وجدت من الواجب تناول تجربتهم لعلها تكون ملهمه للشباب ، ومنطلقا لمن يبتغى التقدم ، لكنه يخشى الإقدام ، تأثرا بمناخ أحبط فيه الجميع أنفسهم .
الإنطلاق هذه المره جاء من تصنيع أدوات المائده من الإستانلستين ، وكل مايخص منتجات الإستانلستين من صوانى التقديم ، وصوانى أطقم توزيع ، والمعالق ، وطقم الكنك ، وكل مايخص البيت المصرى والمائده خاصة العروسه ، منتج مكوناته يتم إستقدامها من الصين بكل ما تحمله هذه الكلمه من مشوار صعب ، وإجراءات أشد صعوبه ، لكنه التحدى الذى يصنع المستحيل ، هذا المنتج وجدته فى العرض بأرقى المولات وإستخدمتها فى أماكن كثيره بالقاهره برفقة شخصيات رفيعه كنت فيها معهم ضيفا على الغداء لكننى لم أتخيل ، أو يجول بخاطري يوما أن هؤلاء الكرام هم مصنعووا هذا المنتج ، إلتقت إرادة مصطفى علوان الرجل العصامى ، والشاب عماد طوطح ، والشاب المهندس إسماعيل زناطير الحاصل على بكالوريوس الهندسه ، فى الإنطلاق عام 2016 نحو التصنيع تأثرا بقلة حجم المستورد من هذا المنتج تأثرا بقرار الحكومه منع الإستيراد ، فإنطلقوا فى إستيراد الإستانلس من الصين لتصنيع أدوات المائده ، وإستطاعوا غزو السوق ، نظرا لجودة المنتج ، والذى إستطاع أن ينافس بقوه المنتجات المستورده بعد تخفيض الإجراءات الجمركيه وتسهيل دخول المنتجات المستورده البلاد عام 2018 ، وكان الإبداع عام 2020 فى التصنيع حتى فاق المنتج المستورد منه .
فرض هؤلاء الأبطال أنفسهم بجودة منتجهم الذى أبهر ذات يوم وفد صينى جاء لدراسة تجربتهم الناجحه والتكنولوجيا المستخدمه ، بعد إدراك تزايد إستيرادهم من خام الإستانلس ، وهذا يؤكد أننا شعب لايعرف المستحيل ، ويتجاوز الصعاب ، وينطلق فى الإبداع ، تلك التجربه يتعين إخضاعها للدراسه وتكون ملهمه لجيل من الشباب يبحث عن تحقيق الذات بجد ، وتحقيق التقدم بصدق .