مصرنا الحبيبه فى كيان ووجدان كل المصريين ، وجميعا نفتديها بأرواحنا ونزود عنها كل مكروه وسوء ، تلك ثوابت وطنيه يطيب لى التأكيد عليها مرارا وتكرارا وبلا ملل حتى يعى مضامينها الجميع ، يعظمها كشف مواطن الخلل ، وطرح نقاط الضعف ، وتناول المشكلات بصراحه ووضوح وشفافيه ، حتى نتجاوزها وننطلق منها إلى التقدم والرخاء والإستقرار ، من يقول بغير ذلك أراه يطعن الوطن فى ظهره ، ومن يعظم الخلل إنما يدفع بالوطن إلى الهاويه ، ومن يستخف بالمصريين يتعين أن يترك منصبه فورا لأنه يستخف بالشعب ، ويسحق إرادة الأمه ، ويعظم الشقاق والنفاق ، ولايدرك أن المصريين أعظم شعب فى الوجود الإنسانى منذ الخليقه ، لذا يستحق أن يرعى شئونه مسئولين على مستوى المسئوليه ، وليسوا من ذوى الفهم الضعيف .
شاء من شاء ، وأبى من أبى ، الصحافه صاحبة الجلاله وليست خادمة فى بلاط السلاطين ، وستظل ينطلق ممتهنيها من ثوابت وطنيه ، ويعبرون عن حاجات المواطن ومتطلباته ، وستظل الصحافه صوت المستضعفين ، وضمير الوطن ، ومنطلق الفقراء ، والضعفاء ، والمهمشين ، إنطلاقا من ذلك من غير المقبول أو المعقول أن يمعن أى مسئول تجاهل مانطرحه ، ويفتخر بأنه لايهتم بما ينشر بالصحافه ، ويخرج علينا وكأنه البطل المغوار لإثبات أنه صاحب الأمر والنهى ولاينطلق فى الأداء مما تطرحه الصحافه ، أو حتى الفيس بوك ، حتى وإن كان مرجع مايطرح بالفيس بوك الصحف والمواقع الإخباريه تجسيدا للواقع الحقيقى ، كل ذلك يجعل الأنا تتعاظم لدى المسئول فلايلقى بالا بما ينبه له قامات المجتمع وحتى النواب من خلل طال حتى القرارات ، وهذا يعنى بوضوح أن مثل هؤلاء المسئولين لايعنيهم صراخ المصريين حتى وإن كانت الصرخات تنبيها لشطط إنطلق من قرار خاطىء ، وكأنه يقول طز فى من يعتقد أن المسئولين يمكن لهم أن ينتبهوا لصراخ أحد كائنا من كان .
مرجع تلك الرؤيه إدراكى بعد صمت طويل ، لم ندرك أنه خادع ، وجود همهمات ، وهمسات ، يسبقها تحركات ، وشواهد تشير إلى الإصرار على إلغاء مستشفى الحميات ببلدتى بسيون وجعلها قسما من أقسام مستشفى بسيون المركزى ، فى سابقه لم تحدث فى كل الوطن وفى أى عصر أو عهد ، لكن توقيت التنفيذ سيكون مباغت بعد حالة الرحرحه التى أعقبت تنامى الرفض لهذا القرار ، بحيث يوضع الجميع أمام الأمر الواقع للأسف الشديد ، المسئول الجهبز الذى يخطط لذلك يؤكد مرارا وتكرارا وهمسا أن تنفيذ هذا القرار أمر حتمى لاتراجع فيه ، رغم أنف الجميع فى القلب منهم الصحافه ، وأنا بدورى أرى أن الإصرار على تنفيذ هذا القرار يعنى شيىء واحد أن بسيون ليس فيها رجال يفرضون إرادتهم على وزير الصحه ومعاونيه ، ويفهمونهم بخطأ هذا القرار وكارثيته ، كما يتعين أن يصمت كل الذين صدعوا أدمغتنا بالإعلان عن ترشحهم فى الإنتخابات القادمه ، وأن يتوارى عن الأنظار النواب ، وكل الشخصيات العامه ، ومن يشغلون مناصب من أبناء بلدتى بسيون ، يضاف إلى ذلك أن تلك رساله مؤداها أننا جميعا لاقيمة لنا ولاشأن ولاإعتبار ولايحق لأهالينا الطيبين من أبناء بلدتنا بسيون أن يثقوا فينا لأننا جميعا ضعاف مساكين .
أقول مسجلا موقفا للتاريخ والأجيال القادمه ينطلق من مسئولياتى ككاتب صحفى متخصص ينتمى لجيل الرواد بنقابة الصحفيين ، ومواطن هو جزء أصيل من نسيج المجتمع البسيونى من الجدود ، ومهموم بقضاياه إنطلاقا من واجب وطنى وليس ممارسة سياسيه ، أو مزايدة إنتخابيه لست طرفا فى تطاحناتها ، أننا كأبناء بسيون لسنا خداما فى هذا الوطن الغالى حتى يحتقر إرادتنا مسئولا بالصحه حتى ولو كان الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحه نفسه ، بل إننا أصحاب وطن غالى ، وجاء كل هؤلاء المسئولين الذين يحتقرون إرادة أبناء بلدتى بسيون والحكومه التى ينتمون إليها لخدمتنا نحن أبناء الشعب ، وهكذا أكدت القياده السياسيه عبر الكلمات والسلوك ولكن هؤلاء المسئولين يغفلون ذلك ، هذا بمنتهى الإحترام والتقدير والتوقير ، لذا سيبقى من العار أن تلغى تلك المستشفى ويفشل النواب وكل قامات بلدتى بسيون أن يردعوا أصحاب هذا النهج البغيض ، الذين يعمق سياسة تهميش أبناء بسيون وسحق إرادتهم .
هذا ماأراه بمنتهى الإحترام بشأن تجدد قضية إلغاء مستشفى حميات بلدتى بسيون ولو همسا لجس النبض ، وتلك رؤيتى وقناعاتى مع تقديرى لكل المسئولين الذين لايعرفون أننا كمواطنين من حقنا أن يكون لنا رؤيه في أى قرار يتعلق بشأننا ، ومن واجب هؤلاء المسئولين أن يستمعوا لها ، ويتفاعلوا مع مضامينها ، ويديروا بشأنها حوارا محترما قائما على الشفافيه والإقناع ، كما أنه من حقنا أن نشير إلى مواطن الخلل فيما يصدر من قرارات ، ومايتم من أفعال ، ومن واجبهم أن يستمعوا طالما كان ذلك فى إطار من الموضوعية والإحترام ، والحجه والبيان ، يضاف إلى ذلك أنه من واجب هؤلاء المسئولين أن يستمعوا لما نطرحه إنطلاقا من واجب مستحق لنا عليهم ، لاأن يتحدثوا بهذا التعالى سحقا لأى حوار ، وإحتقارا لأى رؤيه ، لأننا مواطنين لنا حقوق ، ولسنا خداما مسلوبى الإراده لايحق بشأننا إلا السمع والطاعه والإنبطاح .
لاأعتقد أن ماطرحته خارج سياق المنطق والعقل ، أو يحمل شططا ، أو يهدد السلم والأمن المحلى والدولى ، وإن كان ذلك كذلك فى نظر بعض مسئولى الصحه فالينبهوننى إنطلاقا من إقناع ، لتصويب مسلكى ، وليس إنطلاقا من تعالى وإستعلاء ، وفرض السطوه ، كما أرى إنطلاقا من تقدير أن يكون للأجهزه الرقابيه موقف واضح وصريح حيال تلك المشكله خاصة وأنها ترصد كل خلاف ، وتتصدى لكل جنوح ، وتواجه كل جموح وهزل ، إنطلاقا من مسئوليه وطنيه منوطين بها شخوصهم الكريمه ، كما أتصور أنه لايوجد مسئولا عاقلا متجردا للصالح العام فى هذا البلد جاء ليخدم الشعب يختلف معى فى مضامين ماطرحته ، ولايدرك أن إلغاء حميات بسيون يعد بمثابة شهادة وفاة لكل السياسيين .