المرأه المصريه سجلت تاريخا عظيما فى هذا الوطن الغالى ظل راسخا فى وجدان المصريين ، وأثبتت أنها تستطيع أن تقود وتسود وتبدع وتحدث تقدما حقيقيا بالمجتمع شريطة أن تمنح الفرصه ، ويهيىء لها المناخ ، أنحاز إلى تلك المرأه المصريه العظيمه بكل كيانى إنطلاقا من معايشتى لأمى رحمها الله طفلا وصبيا وشابا ، تلك المرأه البسيطه التى ولدت ونشأت فى قاع الريف المصرى وتنتمى إلى جيل إكتسب التعايش فى الحياه بالفطره السليمه النقيه ، والعشره الطيبه ، والنقاء ، والصفاء ، والمحبه ، لذا غاصت فى أعماقى وكيف لايكون ذلك وهى نبع الحنان وكل السعاده والأمان .
لاأكون مبالغا عندما أقول أن المرأه المصريه أساس كل نهضه سواء كانت فى إطار الأسره الصغيره جنبا إلى جنب مع الرجل الذى يشاركها العطاء ويؤمن بقدراتها ، والمجتمع الكبير إذا منحت الفرصه وأصبحت صاحبة قرار ، ولنا فى سجلات التاريخ مايؤكد ذلك ، وفى معترك الحياه ماندركه ، فكم من إمراه كانت شريكا رئيسيا فى صنع المبدعين ، وخلق جيلا من العلماء ، بالمجمل جميعا تربية إمرأه ، كل منهن لها رؤيه ومنطلقا فى الحياه ، ومن لايعى تلك الحقيقه فاليقل لى من رباه غير أمه .
تلك المعانى النبيله قفزت أمامى ، وزاحمت أفكارى ، وأنا أتابع إبنة الأصول الدكتوره جيهان فتحى عبدالجواد القطان سليلة العائلات العريقه ، والقائده القديره ، وهى تناقش الخميس الماضى بالقاعه الرئيسيه بكلية التجاره جامعة طنطا ، رسالة الدكتوراه المهنيه فى إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشريه وذلك بعنوان دور رأس المال الفكرى فى إدارة الأزمات دراسة ميدانية على العاملين بديوان عام محافظة الغربيه ، أبهرنى نقاشها وطرحها للرساله كما أبهر كل الحضور ، وفى تقديرى لم تكن مناقشه لرساله علميه لمبدعه حقيقيه وفقط بل كانت منطلق لإستفتاء على عظمة المرأه المصريه تجسد ذلك فى تفاعل الحضور مع مفردات كلماتها ، وماسجلته لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه بحقها ، وفى حميمية أسرتها ، وهذا العدد الضخم لبوكيهات الورد من المهنئين بما لم أجده فى حضور أى رساله علميه فى حياتى ، وذاك الإنبهار بشخصها الكريم ، حيث إستطاعت أن تحقق هذا الإنجاز العلمى والأكاديمى وهى السيده التى تتولى مسئوليات جسام حيث تشغل أخطر موقع وظيفى بالمحافظه كمديرا عاما لمكتب محافظ الغربيه اللواء أشرف الجندى بما تحمله تلك الوظيفه من مهام رفيعه جعلتنى أقرر أنها سيده ذات مواصفات خاصة ، الأمر الذى معه كان من الطبيعى أن أتحدى أن تكون قد أخذت يوما واحدا أجازه منذ تولت هذا المنصب الرفيع قبل مايزيد عن خمس سنوات ، بجانب مسئوليات أسرتها الصغيره الرائعه زوجها الفاضل وبناتها الفضليات ، الأمر الذى يحق معه أن يطلق عليها المرأه الفولاذيه .
الدكتوره جيهان القطان حاله مجتمعيه لاتتكرر كثيرا فى الحياه ، فهى أكبر من أى منصب ، وأرفع من أى موقع ، وأسمى من أى كلمات ، راهنت عليها ذات يوم أن تحدث تغييرا كبيرا للأفضل وكسبت الرهان ، راهنت على أنها نموذج لايتكرر كثيرا فى الإداره وثبت ذلك ، وأم عظيمه تعرف كيف تضبط أحوال كل أسرتها فكان ذلك ، الأمر الذى بات من الطبيعى معه أن ترسخ فى ضمير كل من حولها الإنطلاق فى الأداء من رؤيه وطنيه حقيقيه وحب لهذا الوطن الغالى ، تلك شهادة يتعين تسجيلها ولايمنعنى من ذلك ماأحمله لشخصها الكريم وعائلتها العريقه وأسرتها الفاضله من قدر رفيع ، وذلك إنطلاقا من تاريخ مهنى لم يرصد مجامله منى لأحد أو نفاقا لمسئول بل كنت منصفا ، وراصدا ، ومدققا لأحوال العباد ، ومتعايشا مع المسئولين والمواطنين سواءا بسواء ، وجزءا من كيان المجتمع المصرى بكل تركيبته ، وإنسان يفخر بالإقتراب من كل المنتمين لآل قطان الكرام ، خلاصة القول قد أعادت الدكتوره جيهان القطان الثقه إلى النفوس أن المرأه المصريه مازالت أعظم مافى هذا المجتمع ، دعواتى لها بالتوفيق ، وأن ندرك فيما هو قادم من الأيام نموذج لجيهان القطان فى المحافل العلميه ، والجهاز الإدارى ، وحتى الحياه المجتمعيه .