اليوم الخميس الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء فى طنطا ، الترحيب به واجب ، والدعوات له بالتوفيق أمر نابع من القلب ، عن قناعه وصدق حتى وإن كان هذا من الواجبات ، حتى وإن كانت الزيارة لأول مره فى تاريخ زيارات المسئولين للمحافظه زياره علنيه يكتنفها الغموض ، ويخيم على مجرياتها السريه ، ويدعى لها من يستطيع أن يقول الشعر ، ويعلى صوته فى المديح ، ويمنع عنها القامات ، والصحفيين ، والإعلاميين ، وعليهم أن ينتظروا بيانا فى ختام الزياره لينشروه ، وعليهم أن يضيفوا إليه عبارات الإمتنان ، والمديح ليزداد رونقا ، أقول ذلك للتنبيه إنطلاقا من أن رئيس الوزراء الذى أعرفه عن قرب منذ سنين طويله لايرضيه هذا النهج ، ولايقبل به ، فهو شخص صادق مع نفسه ، وإنسان شديد الإحترام والتوقير ، يبقى العذر واجب لمن جعلنى أكشف عن ذلك لأنه لايعرف شخص رئيس الوزراء الإنسان النبيل ، أصدقكم القول رغم سعادتى بزيارة رئيس الوزراء لطنطا ، إلا أننى تنتابنى الحسره لشعورى أنه لافائده من الصراخ لينتبه المسئولين لبلدتى بسيون ، حتى أننى اصبحت ألوم نفسى ، ويلومنى إخوتى الذين رفضت الرحيل معهم للإقامه بمدينتى ، وتلومنى أسرتى الذين فرضت عليهم الإقامه فى بسيون التى تعانى الفقر والجوع والمرض والتهميش والقهر .
لاأتصور أن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يعرف أن طنطا التى سيزورها اليوم يقع على بعد 25 كيلو منها مدينه تسمى بسيون ، هى إداريا مركز ومدينه مكوناتها 33 قريه ، و102 عزبه ، بالإضافه إلى المدينه ، ومن رحمها خرج العظماء والأبطال ، والرواد ، ومع ذلك تعيش اسوأ حالاتها ، ويكاد يترسخ اليقين أنها سقطت من حسابات الحكومه ، وأصبحت تابعه لجمهورية الموز إداريا ، وجزءا من بلاد الواق واق فعليا ، فبات يخرج لها كل المسئولين ألسنتهم ، هذا هو الواقع الحقيقى الذى يجهله رئيس الوزراء ، يكفى أن أقول وقلبى يعتصره الألم ، أنه دونا عن كل مستشفيات الحميات على مستوى الجمهوريه ، تم إلغاء مستشفى حميات بلدتى بسيون وضمها كقسم تابع لمستشفى بسيون المركزى ، بعد التآمر عليها ورفض دعمها بالأطباء ، وجعل قوة الأطباء بها طبيبه هى المديره ومعها طبيب ليسهل أمر إزالتها من الوجود ، يضاف إلى ذلك مستشفى الصدر التى لى الشرف أننى حصلت على موافقة إقامتها وزميلى النائب عبدالعزيز حتاته رحمه الله اثناء تشرفنا بعضوية البرلمان ، والتى تكلفت مائتى مليون جنيه وإنتهى تشييدها ، وتزويدها بأحدث الأجهزه الطبيه ومع ذلك تم غلقها بالضبه والمفتاح ، والإكتفاء بفتح بعض الغرف بالدور الأرضى بها كمستوصف ذرا للرماد ، وبح الصوت حتى فى وجود نائب رئيس الوزراء ووزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار أثناء زيارته لطنطا لكن أذن من طين وأذن من عجيب ، حتى أن أحد أهالينا الطيبين إقترح أن نذهب لعراف لنفك النحس لعل يكون هناك من عمل لها عمل بعدم التشغيل .
رغم هذا التردى الذى وصلت إليه بلدتى بسيون يادولة رئيس الوزراء ، إلا أننا نفخر بأنها مدينة لها تاريخ مصري قديم منذ 4000 سنة قبل الميلاد ، حيث كانت قرية صالحجر إحدى قراها عاصمة مصر خلال الأسرة المصرية السادسة عشر والأسرة المصرية السابعة عشر، وهي غير صان الحجر (تانيس سابقا) بمركز الحسينية محافظة الشرقية ، كما كانت إحدى قراها قرية كفرسالم شاهدة على العصر لما مرت به من احداث سياسية حيث كتب فيها مسودة دستور 1923 . وكان يتردد على سرايا بسيوني سالم أحد أعيان القريه كبار الساسة والوطنيين أمثال أحمد لطفي السيد ، وعبد العزيز فهمي ، وإبراهيم الهلباوي ، وأمين الرفاعي ، وأطلق على منزله قلعة الحريات لما شهد هذا البيت أحداثا سياسية كبيرة . ومن رحمها ولد الزعيم الوطنى مصطفى كامل باعث الوطنيه حيث قرية كتامه ، ومن رحمها أيضا كان مولد عبدالسلام باشا الشاذلى أول وزير للشئون الإجتماعيه والأوقاف فى مصر ومؤسس محافظة البحيره ، وأستاذى الجليل الكاتب الصحفى الكبير والمؤرخ العظيم جمال بدوى ، والدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر ، والقيمه والقامه المستشار أحمد الشاذلى نائب أول رئيس مجلس الدوله ورئيس المحكمه الإداريه العليا ، وصاحب الحكم التاريخى بمصرية تيران وصنافير ، رحم الله الجميع ، وأخيرا اللاعب الدولى فخر مصر والوطن العربى محمد صلاح إبن قرية نجريج مركز بسيون .
يادولة رئيس الوزراء من ثقب باب التاريخ لبلدتى بسيون الذى يتشرف كل المنتمين إليها بأبنائها بطل حرب أكتوبر الفريق سعدالدين الشاذلى ، وبعده من القاده العسكريين كان الفريق مجدى حتاته إبن قرية القضابه مركز بسيون ليسجل التاريخ العسكرى أن بلدتى بسيون أنجبت إثنين رؤساء أركان حرب القوات المسلحه ، إنطلاقا من كل ماطرحت أشعر بغصه فى قلبى ، ومراره شديده فى حلقى لأن بلدتى بسيون البندر والمركز والقرى والكفور والعزب باتت فى خبر كان ، لأنه لاتقدم ، لاتطور ، لاإنجاز ألمسه بها على أرض الواقع لذا يكون من الطبيعى أن تصبح لغة الخطاب فيها تنطلق من الماضى العظيم الذى يختلف بالكليه عن حاضرها الذى يتسم بالبشاعه .
لمن غاب عنه الحقائق ، وتلاشى لديه معرفة التاريخ ، بلدتنا بسيون تستحق أن تكون فى وضع مجتمعى أفضل من ذلك ، وتتمتع بقدر أعلى من ذلك ، ورعاية من الحكومه أفضل من ذلك ، لأنها بلده لها تاريخ مشرف بحق ، حيث أنجبت قديما وحديثا نوابا تاجا على رؤوس كل أبناء الوطن ، ورغم هذا التردى الحادث الآن ببلدتى بسيون إلا أن لها تاريخ برلمانى عظيم ، ولى الشرف أن أكون إمتدادا لقامات برلمانيه تاريخيه هى بحق فخر لبلدتنا بسيون ولهذا الوطن الغالى ، وذلك إنطلاقا من كونى نائبا بالبرلمان بإراده شعبيه حقيقيه ، فى القلب من هؤلاء حديثا المستشار فرج الدرى عضو مجلس الشيوخ ، والمستشار احمد سعدالدين وكيل أول مجلس النواب ، والمستشار أحمد عزت مناع أمين عام مجلس النواب ، وقديما الشيخ إبراهيم يوسف الشاذلى الذى تم تعيينه فى أول مجلس نواب بقرار من الخديوى إسماعيل دورتين متتاليتين ، ومحمد بك الشاذلى ، وعبدالسلام باشا الشاذلى ، والشيخ عبيد الشاذلى ، والسيد العقاد الشاذلى عام 57 عضوا بمجلس الأمه الذى كان يضم مصر وسوريا ، واللواء عبدالمنعم الشاذلى عضو مجلس الأمه الإتحادى الذى كان يضم مصر وليبيا وسوريا ، ومحيى الدين الشاذلى نجل عبدالسلام باشا الشاذلى رئيس نادى سبورتنج إسكندريه ، وقنصل هولندا الفخرى بالإسكندريه عضوا بمجلس الشعب ثم عضوا بمجلس الشورى ، واللواء عبدالحليم حتاته محافظ البحيره السابق ، والوزير الوفدى عبدالفتاح باشا حسن ، والمهندس ممدوح طايل ، والحاج محمد حسين المراسى ، والأستاذ فارق خلف ، والنائب الوفدى الحاج نبيل فايد ، والشيخ محمد عبدالله السمدونى ، والحاج عبدالعزيز حتاته ، والأستاذ سيدأحمد زغاوه ، والحاج فتحى حبيب ، والحاج نبيل فسيخ ، والحاج حافظ المراسى .
خلاصة القول .. يجدر التأكيد على أننا كابناء بسيون المقيمين بها ، ومن غادروها للقاهره فى حاجه لإحداث حاله من الإستنفار العام لدى الضمير الجمعى عند كل المسئولين فى القلب منهم دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ، ويبقى السؤال الذى سألنى إياه مواطن مصرى شريف وبسيط من أهالينا الطيبين ، هل يمكن أن يصل ماطرحته إلى رئيس الوزراء ، لاأعتقد رغم أنك صحفى كبير وبرلمانى مخضرم ، لأنه لايعرض على رئيس الوزراء إلا أن أحراش بسيون أروع من باريس ، وبالطبع يصدقهم ولاينتبه إلى ماكتبت ، فأشكر ربك أنك ستترك ذلك ميراثا طيبا لأولادك وأحفادك ومحبيك ومناصريك ليفتخروا أنك يوما عبرت عن هموم المواطن البسيونى عند قدوم رئيس الوزراء ، لعل ذلك يصل لرئيس الوزراء أثناء زيارته لطنطا ، لكننى طمأنته بأن هذا الوطن الغالى بخير ، وبه مسئولين على مستوى المسئوليه ، لذا أراهن أن هذا سيصل إلى رئيس الوزراء عبر المخلصين من حوله من الأصدقاء وهم كثر بفضل الله وسيخضع ماكتبته للدراسه والنظر لأحوال بسيون .