بصراحه شديده نحن أمام أزمه مجتمعيه خطيره إذا لم ننتبه لها قد تعصف بالمجتمع كل المجتمع ، مرجعها أن العمل العام فى مصر الٱن بات يمثل مأساه حقيقيه ، ومهانه واقعيه ، ومنطلق لإستنزاف الجهد ، وتعظيم قلة القيمه ، يضاف إلى ذلك أنه لاينتعش إلا مع تنامى قلة الأدب ، وسوء التقدير بعد أن تلاشى الإحترام من حياة الناس وتعاملاتهم وتلك مصيبه كبرى ، أستشعر ذلك حيث إقتراب الإنتخابات البرلمانيه لذا بدأ يتنامى الهزل ، ويتعاظم الإنحطاط ، الأمر الذى معه كان من الطبيعى أن يخرج كثر من الشباب صغيرى السن ، قليلى الخبره ، منعدمى الثقافه أسوأ ماعندهم ، وأحط مالديهم إنطلاقا من فزلكه فارغه ، وفقدان للإحترام ، وهذا طبيعى لأن من يسلك هذا المسلك تربى على أيدى والديه الذين كانوا يفتخرون عندما يقولون له إشتم عمو ياحماده ، مات الأب ، وكبر حماده وأصبح حماده نبعا للإنحطاط والسفاله ، من أجل ذلك أصبحنا اليوم وقبل أى وقت مضى فى حاجه ماسه للإداره الحكيمه التى تؤسس لمجتمع محترم ، تسوده الموده ، والمحبه ، والإحترام ، ويحقق من فيه تقدم فى كل شيىء ، ويشعر أبناء الوطن فيه بالسكينه والراحه ، تلك الإداره التى تقع على مسئوليتها ضبط الأداء ، وتصويب الخلل ، وكبح جماع المغيبين .
كثر لايدركون أن مصرنا الحبيبه ماكانت يوما نبعا للإنحطاط ، وأن هذا الوطن الغالى أكبر من أى حزب ، أو كيان سياسى ، أو جماعه تتغنى بالشعارات ، ومعهم معاونيهم ، ومناصريهم ، وداعميهم من خلف ستار الجهاله ، فى القلب منهم رجال الأعمال الذين يبحثون عن الوجاهة الإجتماعيه عبر عضوية البرلمان ، ويدفعون من أجل ذلك الملايين ، بل إن مصرنا الحبيبه أكبر من كل الأحزاب مجتمعه ، موالاه وكرتونيه ، بل وأيضا أكبر من أى أحد ، لأن مصر دوله عظيمه ، لذا تستحق أن يكون فيها سياسه بجد ، وأحزاب بصدق ، ونوعيه من الشباب لايتوارى الإنسان خجلا عند ذكرهم لتدنى أسلوبهم ، وإنحطاط فكرهم ، وفقدانهم للإحترام ، جميعا كان من المفترض أن يبذلوا الجهد ويتنافسوا لتقديم الخطط ، وطرح الآراء التى تصب فى صالح وطننا الغالى ، لأن قوة الدوله فى وجود أحزاب تنافس بصدق ، وليست أحزاب فرض عليها التقزم داخل مقراتهم فرضا ، ولايرتفع صوت أعضائها حتى داخل مقرات أحزابهم ، وأن الرؤيه الحقيقيه فى تلك الاحزاب من الساسه ، والفاهمين ، وأصحاب الخبره تقال همسا وحتى ولو كانت بصوت عالى فإن ضجيج الأعضاء والصخب الذى يحدثونه فى المدح والثناء وعشق الذات ، يحول بين أعضاء الحزب وقياداته ومايقوله هؤلاء بإخلاص .
قولا واحدا .. بات مايحدث من عنت أمرا طبيعيا صنعناه بأيدينا ، وبات القهر قدرا مكتوبا على الجبين ، لذا لاأحد يشكو ، أو يتبرم ، أو يمتعض ، أو يندب حظه ، لأننا جميعا شركاء فى ترسيخ هذا المناخ العام الذى يعمق تقزيم الوطن ، ويخلق تلك الحاله من قلة الأدب ، أن تكون السائده ، وجعلها منهجا فى الحياه ، وسبيلا للتعايش ، مأساة أن تكون المشاركه بالنسبه لكثر إنطلاقا من الصمت حيال مايحدث طالما لم يقترب منهم مايؤلم وظلوا فى مأمن ، ولاضير أن يطال إخوتهم أو أقرب الناس لهم بعد تعظيمهم للأنا وترسيخهم لنهج أنا ومن بعدى الطوفان . وإذا جاءك الطوفان ضع إبنك تحت رجليك .
تأثرا بذلك بات من الطبيعى على كل من يحترم نفسه ألايشارك فى الإنتخابات البرلمانيه مرشحا كان أو ناخبا ، ولايتفاعل حتى مع الواقع السياسى رغم مايحدثه الدائرين فى فلكه من ضجيج ، وصخب ، أو يتناغم مع العمل العام بعد أن تقدم صفوفه أشباه الرجال ، وأنصاف المتعلمين ، وسيطر عليه البلطجه فكرا وسلوكا ، ويعيش فى إنسجام نفسى يسعد بأوقاته بعيدا عن وجع الدماغ ، وهذا نتاج طبيعى لتنامى ظاهرة الإداره التى تتسم بالرعونه ، وتتحلى بالغطرسه ، ويكتنفها عشق الأنا ، وعبادة الذات ، والتى يتمخض عنها إنحدارا فى كل شيىء ، حتى فى مكون الشخصيه عند معتنقيها ، الأمر الذى معه كان من الطبيعى أن نرى هذا الفشل الذريع الذى لحق بإدارة الكثير من الملفات المجتمعيه ، خاصة تلك التى لها علاقة بتقديم الخدمه لأبناء هذا الوطن .
خلاصة القول .. مؤلم أن أقول أن الضمير الوطنى بدأ يستقر مضامينه عند البعض الذين يذهلنى مفردات حديثهم تأثرا بما يلمسونه من هزل ، بأنه لاضير أن يعظم كل منا نهج تفويض الحكومه فى كل شئوننا حتى لو أوجعتنا قراراتها لأن هذا الوجع بالتأكيد أقل بكثير من وجع قلة أدب البعض من الناس وإنعدام أصلهم وتدنى أخلاقهم ، هؤلاء الذين فرضوا علينا أن نكون رعايا مساكين .. القلب يئن من الوجع عندما أجد من يقول أن الأجهزه تختار عبر الأحزاب وتحت عين وبصر الحكومه النواب ، ودائما ماتكون خياراتهم منطلقها شخصيات محترمه أفضل مليون مره من الشخصيات التى يفرزها الواقع السياسى عبر الإستقطابات المحمومه ، الأمر الذى معه من الأفضل تعيين النواب ، وتوفير الملايين التى تنفق على الإعداد للعمليه الإنتخابيه ، ومثلهم تحصل عليه من رجال الأعمال من النواب ، وضخها فى شرايين إقتصاد الدوله .