غدا الجمعه إنتخابات نقابة الصحفيين والتى تجرى على مقعد النقيب حيث أبرز مرشحيها النقيب الحالى الكاتب الصحفى خالد البلشى ، والنقيب السابق الكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامه ، والتجديد النصفى لمجلس النقابه ، سبق تلك الإنتخابات زخما لم أتعايشه منذ شرفت بأن أكون جزءا من كيان الجماعه الصحفيه قبل أربعين عاما مضت ، وبالتحديد منذ عام 84 ، بل إنه غير مسبوق فى تاريخ إنتخابات نقيب الصحفيين ومجلس نقابة الصحفيين ، حيث نشهد صراعات وإستقطابات دون إدراك أنها إنتخابات تتعلق بأصحاب الفكر والرأى ، ونبع النضال ، والتى تضم زملاء كل منهم قيمه صحفيه وفكريه ، وله مكانه حياتيه ، يبقى أروع مافى نقابتنا أن الجميع يخلعون رداء أى إنتماء لهم فكرى كان أو حزبى ، أو حتى أيديولوجى على باب النقابه وتلك فضيله حبانا الله بها .
لعلها فرصة لتوضيح أمورا كثيره خاصة بعد الهجمه الشرسه التى دائما يواجهها الصحفيين ، من أصحاب قرار تاره خشية أن تطرح عبثهم ، وتاره أخرى من مغرضين حاقدين يريدون أن يفرضوا الجهاله على المجتمع ، ويرسخون للعبوديه ، ونظرا لأن كثر لايعرفون من الصحافه إلا أقل القليل يتعين التأكيد على أن الصحافه هى نبض الشعب ، وضمير الوطن ، وعين الحقيقه ، لذا فهى تلعب دورا في الوعي ، وتعبر بحق عن آمال وطموحات الناس ، وشاء قدرها أن تكون متماسة مع كل قضايا الوطن ، من أجل ذلك كان قياس قوة المجتمع بمدى قوة الصحافه وماتؤديه من دور فى الوطن . خلاصة القول هي نقابة في غاية الأهمية ، ومرجع تلك الأهميه ليس لأن على رأسها ريشه إنما لعظم الدور الذى تؤديه فى المجتمع ، خاصة مايتعلق بتوضيح الحقائق ، وكشف الخلل ، وعلاج المشكلات ، وتنوير الرأى العام ، وتلك أهداف نبيله لأى مجتمع ينشد الإستقرار ، لذا كانت وستظل صاحبة الجلاله ، وفشل كل من حاول إدخالها بيت الطاعه لتكون خادمه فى بلاط السلاطين .
لمن لايعرف .. إن من أهم أهداف نقابة الصحفيين الإرتقاء بمستوى المهنة ، والمحافظة على كرامتها ، والدفاع عن حقوقها ومصالحها ، والتأكيد على وجود ضمانات تحمي الصحفيين ، وتكفل حقوقهم أثناء تأدية عملهم ، خصوصا في حالات الفصل ، والمرض ، والبطالة ، والعجز، ومراعاة الإلتزام بتقاليد المهنة وآدابها ومبادئها ، يتضح مماسبق أن نقابة الصحفيين نقابة عريقه وهى جزء من كيان الدوله ، لذا فإن محاولات البعض شيطنتها أمر شديد الخطوره ، ولايعى من يفعلوا ذلك أنهم بذلك يرتكبون جريمه أخلاقيه ، وتزييف للحقائق ، وغباء غيرمسبوق بل أمر بالغ الخطوره .
لمن لايعرف التاريخ نقابة الصحفيين تاريخ طويل وعريق ونضال إمتد عبر أجيال وأجيال ، فهى وإن تأسست قبل حوالى 84 عاما من الآن ، وتحديدا في 31 مارس 1941 ، بعد أن نجح الصحفيون في مساعيهم لتأسيس كيان نقابي لهم يمثل المرجعية والحماية ، فكان المرسوم الملكي رقم 10 بإنشاء النقابة . إلا أنها تاريخيا بدأت عام 1912 عندما قام عدد من أصحاب الصحف بإنشاء نقابة الصحفيين المصريين ، وإنتخبت جمعيتها العمومية ، وعقب دستور 1923 أسرع ثلاثة من الصحفيين وهم أمين الرافعي ، ومحمد حافظ عوض ، وليون كاسترو بمقابلة رئيس الوزراء وطلبوا منه إصدار قانون لإنشاء نقابة للصحفيين . ثم اجتمع عدد من أصحاب الصحف ومحرريها وبدأوا في إعداد مشروع النقابة وأعلنوا قيامها عام 1924 غير أن كل هذه المحاولات لم تحظ بإعتراف أو تشريع أو قرار رسمي .
خلاصة القول .. يتعين على الجماعه الصحفيه أن يستوعبوا دروس الماضى ، ويتمسكوا بأن يكون مناقشة قضاياهم ومشاكلهم داخل أروقة النقابه ، بهدوء وعقلانيه ، وإتزان ، إعلاءا للواجب الوطنى ، علينا أن نصطف خلف نقيبنا ومجلس نقابتنا الذين تنتخبهم الجمعيه العموميه لنقابة الصحفيين أعلى سلطه فى نقابة الصحفيين ، وذلك فيما يحقق المصلحه للجماعه الصحفيه ، وننتبه لأى محاوله تهدف إلى شق الصف الصحفى ، أو خلق ضغينه بين الجماعه الصحفيه وبين الدوله ممثله فى الحكومه ، ويتعين على نقيب الصحفيين المنتخب أن يخلع عباءة أى أيديولوجيه له على باب النقابه ، ويكون نقيبا لكل الصحفيين ، ويتعين على الدوله أن تدرك أنها فى وجدان الجماعه الصحفيه بل تمثل لديهم كيانا لايزول إلا بزوال الحياه ، فى تقديرى من لايؤمن بتلك العقيده الوطنيه فعليه أن يبتعد عن نقابتنا ، ويذهب حيث يشاء بعيدا لأن الجماعه الصحفيه لن تسمح بأن يكون من بينها عابث بإرادتها .