يقينا .. أستشعر إصرارا على إلغاء مستشفى حميات بلدتى بسيون وجعلها قسما من أقسام مستشفى بسيون المركزى حتى وإن كان قد تم تأجيل اللجنه التى كان من المقرر قدومها أول أمس لوضع اللمسات النهائيه لعملية الإلغاء لحين إشعار آخر ، حتى وإن كان اللواء اشرف الجندى محافظ الغربيه كان قد طلب من الدكتور أسامه بلبل وكيل وزارة الصحه بالغربيه أثناء إجتماع المجلس التنفيذى للمحافظه السبت الماضى تقريرا كاملاعن أبعاد المشكله ، لذا أجد من واجبى المهنى ككاتب صحفى متخصص ينشد الحقيقه ، وأحد أبناء هذا البلد الطيب أهله الذين منحه أبنائها الثقه نائبا عنهم بالبرلمان ، أن أبحث عن الحقيقه فى هذا الشأن ، وكشف أبعاد ومضامين هذا الأمر ، بموضوعيه ، وشفافيه ، وإحترام ، وتقدير لرؤية من يريدون من مسئولى الصحه الإلغاء وضمها قسما لمستشفى بسيون المركزى ، واليقين أن منبع رؤيتهم ليست مكيده ، أو مؤامره لاسمح الله ، إنما رؤيه من حقهم كمسئولين عن هذا القطاع الحيوى أن يتمسكوا بتطبيقها ، لكن فى نفس الوقت أجد من حقى أن أختلف معهم بالكليه ، ومع رؤيتهم بإحترام شديد وموضوعيه أيضا ، بعيدا عن البروباجندا ، وعملية التخدير التى تمت للرأى العام وتصدير أنه لاتنفيذ للإلغاء دون أن ينتبه من يروج لذلك من أهالينا الطيبين أن منطلقه تضليل ، لأنه لم يصدر قرارا بالإلغاء .
كثيرا أرصد تحركات اللواء أشرف الجندى محافظ الغربيه وذلك عبر مايتم طرحه من أخبار ، لكننى أتمنى أن ألمسها عبر الواقع وأن يشير إليها الناس ويشعرون أنها فاعله ، الأمر الذى كنت أتمنى معه أن أرصد تحركا للمحافظ فى مستشفى الحميات خاصة وأنها مشكلة مركز بكامله ، حتى ولو كان مركز على شمال السما وليس طنطا أو المحله لكنه مركز يتبع ولاية سيادته ، وأن يستمع أيضا لكل الآراء التى تتعلق بهذه المشكله ، وهذا ليس تفضلا بل منطلق الإدارة السليمه فى التصدى للأزمات ، خاصة وأننى أتوجس خيفه لإستشعارى أن هناك أمرا ما يتم الإعداد له للتنفيذ الفعلى لقرار إلغاء مستشفى حميات بسيون وجعلها قسما من أقسام مستشفى بسيون المركزى ، إنطلاقا من تصدير أن المستشفى لاتعمل بقوتها وليس بها إشغال كثيف ووضع ذلك فى تقارير رسميه مبررا لتنفيذ القرار ، ليس أدل على ذلك من وصول إخطارا للمستشفى بالأمس يتضمن أنه بناء على تعليمات معالى الوزير مطلوب تجميع إنجازات المستشفى يوم الإثنين من كل أسبوع بدءا من هذا الأسبوع ، وتشمل الترددات بكافة الأقسام بالمستشفى أسبوعيا ، وأى خدمة جديدة تم إضافتها بالمستشفى ، خاصة مايتعلق بالإلتهاب السحائى ، وإلتهاب المخ ، والتيتانوس ، والملاريا ، وعدد حالات التليميديسن ، رغم أن من أرسل ذلك يدرك جيدا أنه لتحقيق تفاعل مع تلك الحالات لابد أن تتوافر الإمكانات والأطباء ، بالإضافه إلى أن هناك أمراض معينه مثل الملاريا منتشره بجنوب أفريقيا وليست فى مصر ، وأن مستشفى الحميات الوحيده بالغربيه التى تستقبلها مستشفى حميات زفتى دونا عن كل المستشفيات نظرا لوجود عدد كبيره من أبناء زفتى والمنطقه المحيطه بها يترددون على جنوب أفريقيا .
يعظم هذا التوجس إدراك أن هناك تعمد فى إهدار حق مستشفى حميات بسيون يتمثل فى عدم توزيع أطباء من التكليف عليها سواء باطنه أو أطفال ، رغم أن قوة المستشفى تتمثل فى طبيبه هى مديرة المستشفى وطبيب آخر فقط ، فى سابقه لم ندركها فى أى مستشفى على مستوى مصر بكاملها ، ممايعنى وجود إنعدام للأطباء بها يحاسب عليه المسئولين عن هذا الشأن بمديرية الشئون الصحيه بالغربيه ، لأن ذلك إخفاقا وإستهتارا بحياة المواطنين ببلدتى بسيون ، لو كنت مازلت بالبرلمان لقدمت إستجوابا لوزير الصحه أزلزل به جنبات قاعة البرلمان ، هؤلاء المسئولين بمديرية الشئون الصحيه بالغربيه إذا كانوا غير قادرين على دعم أطباء للمستشفى ولو ندبا فاليعلنوا فشلهم ، حتى يدرك وزير الصحه تلك المأساه ، في المقابل نرى عمليات إمداد مستشفيات الحميات الأخرى وغيرها التي لا تعاني من العجز الشديد مثل حميات بسيون بأطباء تكليف باطنه ، وأطفال ووجود أطباء عددهم كافي في مستشفيات حميات مماثله مثل زفتي ، وكفر الزيات ، وطنطا ، والمحله ، وكذلك عدم دعم مستشفى حميات بسيون بالأجهزه الطبيه ، خاصة وقد بح الصوت بضرورة توفير جهازين فينتليتور للتنفس الصناعي لتحويل العنايه المتوسطه بقوه 14 سرير إلى عنايه مركزه لتفعيل المتابعه حالات الإلتهاب السحائي ، وماكينات غسيل كلى ، وحضانات ، لإنشاء قسم غسيل كلى ، و قسم حضانات ، وإعادة تجهيز القاعه الخاصه بالمحاضرات المسماه بإسم الشهيد الدكتور ضياء الدين العطفي مدير المستشفى السابق الذى توفى رحمه الله بالمستشفى وهو يسعف المرضى فى جائحة الكورونا ، وذلك لتصبح قاعه مجهزه لتلقي بها المحاضرات على مستوى الإداره الصحيه .
رب ضارة نافعه ، ورب عمل إستهدف به شيئا فأتى بنقيضه .. أرادوا تستيف تقرير بضعف أداء المستشفى وذلك إنطلاقا من نسبة الإشغال بالمستشفى والتى لاشك ضعيفه شأن كل المستشفيات العامه والمركزيه والنوعيه والتى قلت بنسبة 70% نظرا لتطبيق لائحة العلاج بأجر ، وفرض حصارا على المستشفى بعدم إرسال أطباء لها ولو على سبيل الندب المؤقت ، والإكتفاء بوجود طبيبين بها فقط أحدهما مديرة المستشفى ، ورغم ذلك وكأن الله تعالى أراد أن يخيب ظنهم جاءت نسبة الإشغال متميزه وتفوق مثيلاتها بمستشفيات الحميات بالغربيه حيث يفوق عدد الحالات المتردده على الإستقبال الألف فى الشهر الماضى ، وكذلك تنامى الأعداد فى الأقسام الاخرى والذى زاد على الألفين الشهر الماضى ، وذلك بالنسبة للمترددين على العياده الخارجيه مجانى ، والعياده الخارجيه إقتصادى ، والإستقبال ، وعيادة العلاج الطبيعى ، والمعمل ، والأشعه ، والسونار ، وكذلك الحجز بالمستشفى .
خلاصة القول .. مستشفي حميات بسيون مستشفي نوعيه تقوم بعلاج الأمراض المعدية ، والأطفال ، والحميات ، بالإضافه إلى القيام بدورها المهم في اكتشاف الأمراض والأوبئه المختلفه وعزل مثل هذه الأمراض ، مما يقلل من إنتشار الأمراض واجبة العزل ويوفر حمايه للمجتمع وبالتالي فإن المهم ليس كم الحالات المرضيه المتردده علي مستشفي الحميات ولكن الأهم هو نوعية الأمراض ، هذا مايراه الخبراء والمتخصصين ، ويؤكد عليه قدامى الأطباء ، لذا فإن غلق مستشفي الحميات في بسيون بدأ منذ مده طويله حيث تم تقليل عدد النواب في الحميات ، ومنعوا طبيب مقيم الحميات من التسجيل في الدراسات العليا في تخصصات الأطفال ، والباطنة العامه ، وتم قصر التسجيل لهم علي تخصص الأمراض المتوطنه فقط ، هذا أدي الي إنعدام أطباء الحميات عموما وخاصة بالمستشفى وقلة عدد الراغبين في هذا التخصص ، لذا لو إستمرت المستشفى على هذا الوضع ، خاصة فيما يتعلق بندرة الأطباء وعدم وجود التخصص لإرساله للمستشفى ، وعدم وجود نيابات جديدة وإرسالهم للمستشفى ستغلق كما معظم مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية ، والأيام القادمة ستثبت هذا الكلام ، بل إن مستشفى حميات بسيون أصبحت عرضه للإلغاء والضم كقسم لمستشفى بسيون المركزى إن لم يتم تدارك ذلك ، وكذلك الإستيلاء علي مبناها وما به من أسره وإمكانات خاصة بالحميات لصالح بسيون المركزي بزعم تحويلها لمستشفي عام . فهل ننتبه ونتوقف عن الضجيج ونناقش الأزمه بموضوعيه ومسئوليه إنطلاقا من البحث عن سبيل لعدم الإلغاء والضم . هذا مالدى أطرحه عبر كلمة حق إبراءا للذمه لله ثم للتاريخ ، يبقى على الجميع أن يشاركونى هذا الموقف الذى إنطلقت فيه من أمانة القلم الذى أتشرف بحمله ، ويكون لهم دول فاعل ، وعملى ، وجازم قبل أن نبكى جميعا على اللبن المسكوب ، اللهم بلغت اللهم فاشهد .