الشباب هم الأمل فى نهضة الأمه ، هم الحاضر بكل تناقضاته ، وكل المستقبل الذى ننشد أن يكون نقطة إنطلاق للتقدم .. وأمه بلاشباب هى أمه بلا كيان ، من أجل ذلك أدرك نبل المقصد فى الدفع بهم لمعترك الممارسة السياسيه ، وتحمل المسئوليه النيابيه ، وفرضهم فى الواقع السياسى بالدستور كفاعلين حقيقيين فى الحياه العامه بعد مرحله طويله من التهميش ، والإقصاء ، بل والعزوف أيضا طوعا أو كرها ، جيلا بعد جيل ، وعلى مدى أجيال وأجيال .
لاشك أن الشباب لعب دورا محوريا فى العمل السياسى فى الماضى البعيد ، فى مرحله كان يتمتع فيها الشباب بالنضخ السياسى تأثرا بالمناخ السائد فى تلك الفتره الذى كان يعظم دورهم ، بالسماح لهم بالممارسه السياسيه بالمدارس الثانويه وقبلها الإعداديه ، والجامعأت من خلال الإتحادات الطلابيه ، ومن الصعب بل ومن المستحيل القياس على تلك الفتره فى تطبيق تجربة دمج هذا الجيل من الشباب الآن فى الحياه السياسيه ، نظرا لإتيان ذلك بعد تلك الرده التى طالت كل تلك الثوابت ، وسلب إرادتهم فى ممارسه سياسيه محترمه حتى بعد تخرجهم .
كشف الإصرار على ضرورة مشاركة الشباب سياسيا ومجتمعيا فى المرحلة القادمه عن تناقضات عجيبه تشهدها الساحه السياسيه المصريه الآن حيث جاءت تلك الخطوه فى نفس التوقيت الذى تمسكوا فيه بإستمرار فرض الحظر على ممارستهم السياسه داخل الجامعات عبر القنوات الشرعيه الإتحادات الطلابيه ، أو حتى البوح بأى إنتماء سياسى الأمر الذى معه كان يتحتم لإنجاح التجربه تحديد فترة زمنيه ، ومرحلة إنتقاليه لتهيئة المناخ لإنجاح التجربه خوفا من وأدها فى المهد بفعل تراكم السنين بعد الإصرار على الدفع بهم وبنصوص دستوريه وذلك بتخصيص نسبة لهم بالمجالس الشعبيه المحليه المطبخ الحقيقى للعمل الشعبى ، وكذلك إطلاق حرية العمل السياسى بالجامعات ، ووضع آليه تنظيميه يتم بمقتضاها وضع مقاعد متقدمه لهم فى تشكيلات الأحزاب على كافة المستويات ، لا أن يتم تخصيص مقاعد لهم بالبرلمان إنتاجا لما يسمى تنسيقية شباب الأحزاب ، والتى يتم الدفع فيه بأبناء البهوات من الشباب وليس من خرج من رحم الشعب ، تأتى أهمية تلك الرؤيه إلى حتمية إعدادهم الإعداد الجيد ، وإدراك أن تعثر الشباب سياسيا فى مرحله تسبق الدفع بهم للبرلمان يمكن تداركه ، وتنميته ، وعلاجه لأنه تعثر محدود ، ولايؤثر بالكليه على مصير الوطن ، أما تعثره على مستوى الوطن كنائب بالبرلمان كارثه لأن خطأ النائب خطيئه قد يتحمل كل الوطن تبعاتها ، بل قد يؤدى لإنعكاس سلبى على التجربه ذاتها رغم أن تلك التصرفات قد تكون فرديه أو مرجعها إفتقاد الخبره ، أو عدم الإعداد الجيد لممارسة حقيقيه .
يتعين أن نتوقف بالدراسه حول تداعيات تلك التجربه عبر النواب الشباب ، وماصاحبها من جدل واسع النطاق ، خاصة وأن هناك من يقول بفشلها لأنه كيف لهم أن يتم الدفع بهم حيث يفتقدون لخبرة الممارسه السياسيه نظرا لأنهم مهمشون لفترات طويله ، ولايسمح لهم بممارسة العمل السياسى لعقود من الزمان ، لذا فهم يفتقدون للإعداد الجيد ، والتربية السياسيه السليمه ، حتى داخل الأحزاب السياسيه حتى شاخت تلك الأحزاب عن آخرها قيادة ، وأعضاءا ، وأداءا ، بل إن هناك ثقافه ترسخت طويلا تقوم على خوف الأب على إبنه من ممارسة العمل السياسى فمنعه حتى من النقاش فى الأمور السياسيه تأثرا بما أدركه ، ورصدا لواقعنا الذى عانى القهر وتكميم الأفواه فترات من الزمن ، ويأتى منع الأب لإبنه الشاب من ممارسة العمل السياسى منطلقه الخوف عليه ، وإفتقاده للأمان المعيشى ، نظرا لأنه كيف لشاب بلا وظيفه أو دخل يمارس عمل سياسى أو يتحمل مسئوليه برلمانيه ، يضاف إلى ذلك خوفا عليه من أن تدفع به تلك الممارسه بما يؤثر على مستقبله ، أو قد يطاله أذى ، نظرا لإفتقاد المجتمع لثقافة إحترام الآخر ، وتقدير رؤيته مهما كان جموحها ، إذن نحن أمام موروث ثقافى غاية فى البشاعه .
من يقول بحتمية الدفع بهم يؤكد على ضرورة ضخ دماء جديده فى شرايين الدوله المصريه التى شاخت قيادتها الإداريه بفعل قهر الزمان وصراع الأيام ، بل قهر جيل أو عدة أجيال حتى شاخ الشباب دون أن يتحملوا أى مسئوليات بالوطن ، وبين هؤلاء وأولئك يأتى طرح تلك القضيه على مائدة الحوار والنقاش ، ولكن الأمر الذى لاخلاف عليه وبصرف النظر عن تعامل الدوله المصريه بأى من تلك الأطروحات ، إن الأمر يستلزم حتمية إعداد برامج سياسيه حقيقية ، وفاعله بداية من المناهج الدراسيه منذ المرحله الإبتدائيه ، وليس عبر دورات سياسيه هلاميه والسلام ، هذا إذا كانت هناك جديه حقيقيه فى إعداد كوادر شبابيه تتحمل المسئوليه فى هذا الوطن دون فرض تصور معين عليهم ، أو إعدادهم على قاعدة كراهية أى أحد فى هذا المجتمع ، أو الإنحياز إلى طائفه ، أو تبنى فكر . لاشك أن هناك إخفاقا طال تجربة الشباب فى المعترك السياسى ، هذا الإخفاق يتعين دراسة سلبياته والإنطلاق منه إلى آفاق التقدم وليس وأد التجربه الشبابيه الوليده . كيف .. تابعونى .