لاشك ان معركة الوعى فرضت نفسها بالكليه الآن على واقعنا الحياتى بعد تنامى الجهل ، وتزايد الإستقطاب ، وتعاظم المكائد والدسائس ، لتعظيم ذلك يتعين أن نتمسك بطرح قضايانا بإحترام ، وترسيخ نهج الموضوعيه ، ومخاطة وجدان الناس بمصداقية ، خاصة مايتعلق بالإنتخابات البرلمانيه شيوخ ونواب والتى باتت وشيكه ، لأنه من المفترض أن ممثلى الأمه هم رمانة الميزان بالوطن ، لعل ذلك يساهم فى أن ينتبه الناس كل الناس ، ويستيقظوا مما إعتراهم من سلبيه ، وسيطر عليهم من إحباط ، تأثرا بتلك الحاله من الإستقطاب المحموم الذى خلفه المال الذى أصبح بالملايين ، وبات يستخدم كأداه لشراء ذمم الناخبين ، دون إدراك أن ذلك سيهدر قيمة البرلمان ، عظم ذلك مستوى من يطرح نفسه للترشح فى الإنتخابات ، ومبتغى كثر منهم ، كل ذلك لاشك له تاثير سلبى فى مسيرة الحياه البرلمانيه .
تناغمنا مع ذلك ، وبعيدا عن الكلام المرسل الذى يفتقد للدليل والبرهان الذى يستخدمه البعض نهجا ينطلق منه كل من ينشد من الساسه خداع الناس ، يتعين توضيح الحقائق قبل أن تتنامى على واقعنا الجهالة البغيضه ، تأثرا بهذا المستوى من المرشحين ، هؤلاء الذين يفتقدون للحد الأدنى للمواصفات التى يجب أن تتوافر فى النائب ، والتى جعلت كثر يثمنون على نهج أحزاب الأغلبيه فى إختيار القادرون بحق على تمثيل الأمه من قامات المجتمع المصرى ، وإنصافا عندما يقدم حزب الأغلبيه مرشحا يكون ذلك بالتنسيق مع الأجهزه للتأكد من قدرته على العطاء ، وتاريخه المجتمعى ، والسياسى وعدم وجود شبهة جنائيه عليه ، بل إننى أصبحت مقتنعا بهذا النهج شخصيا بعد الذى رصدته من هزل طال حتى أشخاص يطرحون أنفسهم ، يخجل أى قامه مجتمعيه أن يكون منافسا لهم ، ولايؤثر فى ذلك من يتم إختياره خارج تلك الرؤيه ، أو عبر التبرع بالملايين لقبول ترشحه .
يقينا .. إذا ظلت الأمور على هذا النحو من الإستقطاب ، وتنامى الهزل بالنسبه لمستوى المرشحين المحتملين ، سيسطر التاريخ أسوأ صفحه سياسيه وحزبيه وبرلمانيه فى حياة واقعنا السياسى إنطلاقا من بلدتى بسيون ، وسيلعن الأجيال القادمه كل من ترك لهم هذا الموروث البغيض بلا تصويب ، أو تعديل ، أو تصحيح ، وسيكون من الطبيعى أن يهجر هذا الواقع كل العقلاء الذين ينشدون بيئة نظيفه خاليه من الأحقاد والكراهيات ، وينكفؤوا على ذاتهم لينضموا لمن سبقهم من قامات سياسيه رفيعه ، بحثا عن مناخ أفضل للتعايش ، وبيئة أصلح للتعامل .
خلاصة القول .. أستطيع التأكيد مرتاح الضمير خاصة وأننى أرصد تلك المعركه وأتابعها بحكم أمانة القلم الذى أتشرف بحمله ، ولست فاعلا فى مجرياتها أننا فى مرحله فارقه فى تاريخ البرلمان ، والذى معها يتعين أن يكون ممثلى الأمه على مستوى المسئوليه الوطنيه ، والوعى الحقيقى ، والدفع بالقادرين على العطاء فى القلب منهم أصحاب التاريخ المشرف للترشح ، وعدم السماح لهذا التهريج الذى يتعلق بمرشحين اللقطة أن يتنامى وجودهم ، يتعاظم ذلك عندما ندرك أن هؤلاء يطرحون أنفسهم بهذه الصوره وذاك المستوى ليعرفهم الناس ليس أكثر ، بغير ذلك ستتحول المعركه الإنتخابيه إلى سيرك يعبث به هؤلاء المهرجين بمقدرات الوطن ، دون إدراك أننا نواجه على حدودنا الغطرسه الصهيونيه ومحاولة تصدير الأزمه لدينا بالدفع بأهل غزه الأحباب نحو سيناء ، الأمر الذى نرفضه جميعا قاده وحكومه وشعب ، ليس موقفا من هؤلاء الأبطال ، لأنهم فى قلب كل مصرى ، إنما حفاظا على القضيه الفلسطينيه ، هذا مالدى لله ثم للتاريخ ، إجتهدت فى طرحه لاأدعى أن مضامينه تنطلق من الحقيقه المطلقه إنما تنطلق من تلك المقوله المنسوبه للإمام الشافعى والتى مؤداها ” قولي صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ” .