يقينا .. أصبحنا نتعايش مع الهزل الذى أخرجنا من روحانيات تلك الأيام المباركه ، لعل أهمها تلك الأمور العجيبه والغريبه التى لم نعهدها من قبل على مدى تاريخ الوطن الغالى ، حيث أننا لم نكد نبتهج بالعيد ، ونتعايش مع أجواء شهر رمضان الكريم إلا وجدنا أنفسنا وذلك إنطلاقا من بروباجندا الأجواء الإنتخابيه للبرلمان القادم نواب وشيوخ لعل أهمها تلك البجاحه فى الإستعداد لدفع الملايين الغير معلومة المصدر ، شراءا لذمم بعض الشخصيات العامه خاصة فى بلدتى بسيون ، لنيل دعمهم فى الإنتخابات ، من شخصيات طالهم هذا التغير الغير طبيعى والغير منطقى فى المعيشة وقرروا طرح أنفسهم فى الإنتخابات بعد أن أصبحوا فجاه من ذوى الملايين رغم حداثة سنهم ، هؤلاء الذين فى وقت ليس بالبعيد كانوا يعانون من شظف العيش ، وإندفعوا إلى الإنضمام لعضوية بعض الأحزاب ، والتبرع لها بالملايين ، إضفاءا للشرعيه على وجودهم فى المعترك السياسى والبرلمانى عبر بوابة الترشح للبرلمان وكأن هذا الترشح بمثابة غسيل اموال .
المؤلم قيام هؤلاء بالإستعانه بفرق عمل من الشباب الذين دشنوا صفحات تعبر عن المناطق التى سيترشحون فيها ، وذلك للترويج لهم عبر الفيس بوك ، وإهالة التراب على منافسيهم ، وإلقاء ظلال من الشك بحق الرموز وتشويههم لأنهم لايمكن لهم أن يكونوا داعمين لهم ، والدفع بشخصيات معروف عنها البلطجه للتصدى لمن يطالهم بالنقد ، والسعى لدى القنوات المتعدده ليكونوا ضيوفا بها ، وذلك بعد دفع المبالغ المطلوبه على إعتبار أن ذلك إعلان مدفوع الأجر ، وفى هذا السياق الإعداد للتواصل مع شخصيات بالقرى والعزب وبعض المناطق بالمدينه لمنحهم المال مقابل أن ينالوا دعمهم ، وبدأت المنافسه بين اصحاب الملايين من المرشحين فى هذا الإتجاه ، وأصبح البقاء إعلاميا لمن يدفع أكثر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم .
تلك الأجواء الكارثيه تعكس حقيقه هامه مؤداها أننا تمردنا على ثوابتنا ، وفقدنا القدره على التعايش مع أجواء إنتخابيه فيها منافسه شريفه ومحترمه ، فضاعت قيمنا وأصبحنا تتباهى بخيبتنا ، ونندفع لتحطيم رموزنا ، وهذا يخالف الفطره السويه التى بها يفتخر أى شخص بقامات بلده ، وعائلته ، ويتباهى بهم ويعلى من شأنهم ، حتى فى أحاديثه الخاصه ، لكن المجرمين أصبحوا يتبنون السفهاء ، لتشويه الرموز لمجرد أنهم قد يكونوا منافسين فى الإنتخابات ، أو رافضين لدعمهم ، وكأن هناك من يريدوننا شعب بلا أخلاق ، منسلخ من دينه ، فاقد الثقه فى كل شيىء حتى رموزه .
يتعين أن ننتبه لتلك الظواهر السلبيه التى إنتشرت بالمجتمع ونعمل على ضبط إيقاعها ، لأننا أمه عظيمه وشعب مناضل ، حتى وإن فرض علينا البعض الجهاله حتى ضحك من جهلنا كل الشعوب ، وأصبحوا يتعجبون من أحوالنا تجاه رموزنا لأنهم سبق وأن تعلموا من تاريخنا إحترام رموزنا ثم فوجئوا بإنقلابنا على ثوابتنا ، لكنهم تمسكوا بتقدير رموزهم ، وتعظيم شأنهم ، والفخر بصنائعهم ومواقفهم ، ليس هذا فحسب بل إنتابتهم حاله من الذهول عندما وجدوا تلك الحاله من التطاول علي كل ماهوقيمة في وطننا الغالى ، بقصد أو بدون قصد ، بحسن نيه أو بسوء نيه ، بهدف خبيث أو غاية نبيله ، المهم هناك خلل في المفاهيم ندركها جيدا منذ فتره تنامت الآن ونحن مقبلون على إستحقاق إنتخابى . هذا جعل المنصفين يتألمون من خيبتنا حيث نتنافس فى التشويه ونندفع نحو التقزيم ،واصبحنا نتبنى أمورا تم تصديرها إلينا ورغم تأكدنا أننا مجرد مستخدمين نتمسك بها ونعلى من شأنها رغم عدم مصداقيتها .