أياما معدودات ويودعنا رمضان الكريم ، إلا أن الحوار مستمر مع الشباب بصراحه ووضوح وشفافيه ، وبعيدا عن الطبل والزمر ومنصات اللقاءات التى تجعلهم مستمعين بلا حوار ، مذبهلين بلاحراك ، ساخرين مما يسمعونه عبر إبتسامه تعلو الشفاه ، ونظرا للصراحه فقد خيم على الحوار تحفظات كثيره تأثرا بفعاليات الأحزاب المصرية طوال أيامه المباركه والتى إنطلقت من بروباجندا أعقبها دعوات الإفطار والسحور ، وتوزيع كراتين رمضان ، وتناول الكنافه والقطايف مساءا بمقرات الأحزاب ، ممزوجه بالحفلات الدينيه التى ينشد فيها المنشدين ، كثر من الشباب أخرجوا ماترسخ لديهم من نقائص لها علاقة بالأحزاب ودورها ، والسياسه ومنطلقاته ، تعجبوا كثيرا عندما لم يجدوا منى إمتعاضا بل قلت لهم وبوضوح أحترم رؤيتكم ، وأضيف إليها تصورى بأننا فى حاجه لتغيير مسلكنا السياسى فى الحياه بحيث يصب جميعه فى تحقيق الإستقرار ، وجعل المحبه بين الناس منطلقات تعايش ، والمساهمه فى أى تقدم مجتمعى يؤسس لحياه كريمه لنا وللأجيال القادمه ، يزيد على ذلك أن تقديم الخير للناس ، ومساعدة المحتاجين ، ولو بالنصيحه الصادقه بحكم خبرة السنين من أجل الأعمال ، وطرقا صحيحه لإحداث حاله من الراحه والسكينه على مستوى الفرد والأسره والمجتمع ، وجميعها ليست مقرونه بشهر رمضان الكريم .
يقينا .. شاركتهم الرؤيه التى طرحوها وأضفت عليها إعترافى بأننى منذ فتره لم أعد فاعلا فى النشاط الحزبى ، أو متحمسا لأى ممارسه سياسيه ، أو مشاركة إنتخابيه ترشيحا أو إدلاءا بالصوت ، وقصر الأداء المجتمعى على إنصاف المظلومين ، والدفاع عن المقهورين إما بطرح مآسيهم ككاتب صحفى متخصص تشرف بحمل أمانة القلم ، أو بالتدخل لتوضيح حقوقهم ، وقبل كل ذلك خدمة أسيادى الكرام من المرضى إبتغاء مرضاة الله ، وإحتضان البسطاء والمهمشين وأصحاب الحاجه الذين أفخر بأننى جزءا من كيانهم ، معترفا بأنه رغم تشرفى بأن كنت النائب الوفدى الوحيد فى البرلمان عن محافظة الغربيه دورة 2005 ــ 2000 أخذت خطوات للخلف راصدا لواقعنا ، ومتأثرا بأحداث سياسيه وحزبيه كثر قد تكون نقطة تحول فيما بقى لى من عمر فى هذه الحياه الفانيه ، خاصة وأننا جميعا وبوضوح أصبحنا نتعايش مع ضبابيه طالت الممارسه السياسيه والحياه الحزبيه ، حتى داخل المعارضه الوطنيه نفسها التى طالها المزايدات ، وخيم عليها المصالح والتوازنات ، وبحث قادتها عن نيل الرضا للحصول على مقعد بالبرلمان برعاية الأسياد عبر التوازنات التى تنطلق من القائمه الإنتخابيه ، الأمر الذى معه تراجع كثر عن أداء دور حقيقى ، وإنقلبوا على المبادىء الوطنيه التى تربينا عليها ، والتى تنطلق من شموخ وليس سكون ، أو جموح ، أو خنوع .
لم أكن أتصور على الإطلاق أن أدرك تلك السعاده التى بدت على وجوه الشباب مما طرحته من رؤيه ، خاصة عند التأكيد لهم على أنه شرف لى أن أظل فاعلا فى الحياه السياسيه والحزبيه وكذلك البرلمانيه ، ومشاركا فى التفاعل المجتمعى ، لكن هذا مرهون بمناخ أشعر فيه أننى أؤدى دورا حقيقيا يصب فى صالح الوطن الغالى ، ويستفيد منه أبناء الوطن ، واليقين بالإنطلاق من ذلك عبر التناغم مع مجموعه أدرك إخلاصهم للوطن ، يسبقهم تاريخهم المشرف وعطائهم الكبير ، الذى يعمق العطاء ويزكى الإرادة الشعبيه الحقيقيه ، غير ذلك سأظل راصدا ومتابعا وليس فاعلا وذلك إنطلاقا من طبيعة تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والحزبيه ، وذلك إحتراما لنفسى ، وتاريخى الذى سطرته بالجهد والعرق منذ أن كنت أحد قيادات الإتحادات الطلابيه فى السبعينيات ، وأحد الممارسين للعمل السياسى منذ 40 عاما إنطلاقا من حزب الوفد ، أى إنطلاقا فى الممارسه السياسيه من المعارضه الوطنيه ، وفى كنف أحزابها ، منذ أن كانت تحت مظلة من كان يقودها من قادة عظام فى القلب منهم فؤاد باشا سراج الدين الذين مات مع موتهم كل العمل السياسى الوطنى الحقيقى .
أكدت للشباب أنه دون مزايده أرى أنه من الطبيعى أن تتغير أفكار الساسه ، ورؤاهم السياسيه ، بتغير الزمان وتبدل المعطيات ، ونفس الشيىء بالنسبه للصحفيين المتخصصين مثلى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والحزبيه لأن تناولهم مرتبطا بوقائع وأحداث هى بالضروره متغيره بتغير الزمان والأشخاص والأفكار ، والتناول ، والطرح ، والمعالجه ، لأنها لاتحمل قداسه ، لذا فإنه من الخطوره محاسبة السياسى على ماسبق أن قال به فى ظروف سياسيه مختلف كل من فيها أشخاصا وأفكارا وأداءا عن الواقع الآن ، ونفس الشيىء بالنسبه للصحفيين ، الأمر الذى معه يحرم الوطن من الذين يأخذون طواعية وعن طيب خاطر خطوات للخلف رغم أنهم أصحاب فك يقينا يصب فى صالح الوطن ، وهو فكر منطلقاته وطني حقيقي فاعل إكتسبوها عبر سنوات طوال بحكم التجارب العميقه .
كنت واضحا عندما قلت للشباب أننى أرى أن تهميش أصحاب هذا التاريخ يسحق طبيعة الوجود الإنسانى القائم على تواصل الأجيال والخبرات ، والرأى الآخر ، ومن يقول بغير ذلك لايعى جيدا مجريات الأمور ، وكيف أن الأوطان تضعف وتتحلل عندما يظن الطرف الفاعل وحده والذى يلاعب نفسه بالملعب ، أنه من الجهابزه رغم ماقد يعترى رؤيته من قصور ، ولاشك أن من يكيدوا لهذا الوطن الغالى أو يعملوا على تدميره ليسوا معنيين بهذا الطرح على الإطلاق ، بل إن التصدى لهم واجب وطنى لأن الخلاف من الطبيعى أن يكون بين الجميع فى الأداء ، وأسلوب تناول القضايا ، وعلاج المشكلات وليس على الوطن لأن الخلاف على الوطن خيانه لاتغتفر .
رغم كل ماطرحته من واقع سياسى وحزبى وبرلمانى أراه مريرا قلت للشباب خشية أن يظن بعضا منهم أن منطلق طرحى يأس وإنسحاب ، مازال الحلم يراودنى ، والقناعه تتملكنى بأن القادم أفضل بإذن الله فيما يتعلق بواقعنا السياسى والحزبى ، والبرلمانى ، خاصة وأننى أرصد قامات مجتمعيه رفيعه بدأت فى التفاعل المحترم عبر آليات حزبيه منضبطه ومقنعه ، وتأسيس يتسم بالعمق إنطلاقا من كيان حزبى ، لذا يتعين علينا أن نتقارب ونتوقف فورا عن نهج المكايده ، وتصنيف الساسه والحزبيين التصنيف التدميرى الذى ينطلق من نهج إقصائى والذى كان من نتيجته أن فقدت الأحزاب قيمتها ، وإنتهت واقعا سياسيا مؤثرا فى الحياه السياسيه ، وكذلك التوقف عن تزييف الحقائق ، وتبنى دعوه للإصطفاف الوطنى بجد ، بين كل الساسه والحزبيين ، خاصة الذين أغلقوا على أنفسهم بابهم إحتراما لتاريخهم ، وإكتفوا بأن يكونوا من المتفرجين ، وليكن نهجنا الوضوح والصراحه معطيات واضحه وشفافه للإصطفاف الوطنى .