يوما بعد يوم يستقر اليقين أن مصرنا الحبيبه بخير ، ولن ينعدم فيها القامات ، والقيادات الوطنيه التى تعطى لهذا الوطن بإخلاص ، أدرك ذلك فى مجالات عديده ، وأتلمس كثيرا خطى هؤلاء عبر مسيرة عطائى فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه والتى وصلت عامها الأربعين ، يتعاظم ذلك عندما أثبتت الأيام أنه عندما تتاح الفرصه للمبدعين ، ندرك تقدما بحق ، وكثيرا ماتمسكت بأهمية تواصل الأجيال ، ونقل الخبرات فى كافة المجالات ، محذرا تحت قبة البرلمان أثناء تشرفى بالمسئوليه النيابيه إلى أهمية إعداد الصف الثانى ، والثالث ، والرابع ، ودائما أردد ماقاله استاذى العظيم الكاتب الصحفى الكبير مصطفى شردى رحمه الله ، بأنه يريد أن يكون قائدا على كبار وليس على أقزام ، فمنحنا الفرصه لإثبات الذات ونحن نخطو خطواتنا الأولى فى الصحافه ، وأعطانا الثقه بأننا نستطيع ، فأصبح أبناء جيلى جميعا قيادات صحفيه كبيره ودفعوا بالشباب لإثبات وجودهم كما كان يفعل أستاذنا الجليل مصطفى شردى معنا ، وكثيرا مانبهت لأهمية ترسيخ الوفاء فى أعماق النفوس للقاده والرواد ، لكننى لم أجد لما طالبت به صدى اللهم إلا عبر نهج الرائع العظيم الدكتور سيد احمد الخراشى أبو البترول بالإسكندريه متعه الله بالصحه والعافيه ، والكيميائى عبدالعظيم العباسى رائد صناعة الأسمده فى الشرق الأوسط .
قفزت كل تلك المعانى الجميله ، والذكريات والأمنيات الطيبه على خاطرى حيث كنت بالأمس فى رحاب جيل من العظماء فى صناعة الأسمده ، كل منهم حدوته مصريه ، بل إن الكيان الذى ينتمون إليه وهو الشركة الماليه والصناعيه بكفرالزيات حدوته مصريه ، جلسنا وتناقشنا فى ليله رمضانيه رائعه كنت فيها برفقة زميل وصديق العمر الكيميائى بسيونى عمار رئيس قطاع المعامل السابق بالشركه ، وأدركت قيمة أن يتعمق الحب فى النفوس للقيادات ، وأهمية أن يحتضن الذات كيان الرفقاء فيتعاظم جبر الخاطر ، وقيمة الوفاء الذى جسده الرائع أيضا والمبدع الكيميائى عبدالعظيم العباسى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب ، عندما أقر بفضل وقيمة وعطاء الرواد الذين سبقوه فى هذا المجال من الحضور .
دفعنى ذلك إلى التنقيب عن هذا الكيان الذى لعب دورا كبيرا فى صناعة الأسمده بالشرق الأوسط ، وهؤلاء الأشخاص الذين لم أتشرف بمعظمهم اللهم إلا إدراك عطاء البعض منهم من الذين مازالوا يعطون ، وأخرجوا ما بداخلهم من إبداع بات محل بحث للمتخصصين تأثرا بما حققوه من نتائج مبهره فى القلب منهم المحاسب محمد أبوحطب رئيس قطاع التخطيط ، إنتابنى حاله من الإنبهار الشديد وأنا أستمع لما حققه هؤلاء الرواد فى هذا المجال ، من القامات الذين إنتهت رسالة عطائهم فحق لى أن أسجل تكريما لهم لأنهم أبناء مصر المخلصين ، الدكتور حسن الحصاوى رئيس قطاع المعامل ورئيس قطاع الإنتاج السابق ، والدكتور بسيونى عمار رئيس قطاع المعامل السابق ، والمهندس عادل محروس رئيس القطاع الهندسي السابق ، والمهندس أمين البيهى رئيس القطاع الهندسي الأسبق ، والمهندس رأفت عبوده مدير عام الشحن والتعبئة الأسبق ، والكيميائى احمد شوقى رئيس قطاع البيئه الأسبق .
أجد من الأهميه أن يعرف أبناء الوطن فى هذا الزمان ويدركوا قصة وتاريخ الشركه الماليه والصناعيه بكفرالزيات ، هذا الكيان الصناعى العملاق ، والقائمين عليه من المبدعين ، وذلك إنطلاقا من ضرورة إجراء رصد دقيق لمايشهده الوطن من تطور ، هذا الكيان الذى أبدع فيه هؤلاء الكرام من جيل الرواد فى الصناعه ومن سبقوهم وباتوا فى رحاب الله تاركين سيرة عطره وتاريخ مشرف يتوارثه الأجيال ، والذى يرجع تاريخ تدشينه عام 1934 بعد الحرب العالميه الأولى ، حيث فكر الإيطاليون تدشينه كأول مصنع حامض كبريتيك ” ماء النار ” لإستخدامه فى بطاريات المعدات الحربيه ، كما يتعين أن يعرفوا قدرات المصريين الإبداعيه والتى تجلت عندما أقام مؤسس المصنع المهندس شفيق حنطور أول مصنع سماد عام 1954، وتوسع فى إنتاج حامض الكبريتيك ، والسماد ، وتعاقب قيادتها قامات صناعيه رفيعه المهندس إسماعيل رمضان ، ثم المهندس عبدالفتاح صبرى ، ثم المهندس يحيى قطب ثم المهندس عصمت الصياد ، ثم المهندس على الصياد ، نهاية برئيسها الحالى الكيميائى عبدالعظيم العباسى منذ عام 2020 والذى إلتحق بالشركه عام 1978 ، وإنطلق فى القياده من ثلاث محاور تطوير المعدات لذا حافظت الشركه على تقدمها بإضافه أحدث المعدات فى تلك الصناعه ، والإهتمام بالجوده والتطوير وإحداث تنوع فى الإنتاج فتم إضافة أنواع جديده من المنتجات لم تعرفها صناعة الأسمده فى القطاع العام والمتمثله فى إنتاج كبريتات المغنيسيوم وهو نوع من الأسمده يرش على ورق الشجر ، أو يخلط بالتربه مع الأسمده المعدنيه ، ويساهم فى إيقاف الإستيراد لهذا النوع ، وتصدير جزء منه لجلب عمله صعبه ، وإعادة هيكلة الأفراد وتحسين الأجور والتى خلقت حالة من الإستقرار لدى العاملين ، وتحقيق البعد الإجتماعى ، وإحداث تنميه حقيقيه فى محيط الشركه مما خلق حالة من الولاء والإنتماء .
لعل ماتوقفت أمامه بإمعان البعد الإجتماعى الذى لم يتلاشى فى خضم الإنغماس فى عمق الإنتاج ، ومحاكاة أحوال العاملين حتى الشخصيه منها لإزالة أى حاله من الهموم عنهم ، كمساعدتهم فى أمر العلاج وحتى فى رعاية بناتهن المقبلات على الزواج ، والإنطلاق فى إضافة منتجات جديده ، قد لايدرك البعض قيمة هذا العطاء ، ويتعجب لماذا يتم رعاية العاملين مجتمعيا حتى مستوى أفراد أسرهم ، وطبيا بإجراء العمليات الجراحيه الكبرى على نفقة الشركه ، دون إنتباه أن هذا عمق الحب ، وقضى على القلق والتوتر ، وجعل العامل يعطى أفضل مالديه ، والمحيطين بتلك الصناعه يبدعون فى العطاء المجتمعى لما لحقهم من مردود طيب جعل المحبه تتعمق ، وتتلاشى الأحقاد والكراهيات .. ماأحوجنا لتعميق هذا النهج فى كافة المجالات بواقعنا المعاصر ، ويكون منطلقا فى الحياه .. ماأحوجنا أن نحاكى القدرات العظيمه للمصريين ونعمل على تنميتها ، والدفع بقيادات تجعل من ذلك نبراسا ومنطلقا يجسد أن كل الكيانات حدوته مصريه .