ماالذى يحدث فى وطننا الغالى هكذا سألت نفسى ، وكثر كذلك سألوا أنفسهم ، بحثا عن إجابه مقنعه ، أومطمئنه ، خاصة بعد تلك الحاله من الإنحطاطات التى طالت كل المجتمع ، حتى الأسر المصريه فى ريف مصر ، تلك التى سمح عائلها لأبنائه أن يروعوا الآمنين فى رمضان بالصواريخ التى يشترونها بأمواله ، وغض الطرف عن ضبط سلوكهم والسماح لهم بإقتناء لعبة الكره الذى تسبب إزعاجا غير مسبوق .. بالمجمل سعار طال حياتنا بالكليه حتى تحولت إلى جحيم ، نصب ، وسحل ، وضرب ، وإعتداءات ، وإنحطاطات ، عمق وجودها البرامج التليفزيونيه فى رمضان ، الأمر الذى معه أصبحت مصر فى مهب الريح على أيدى أبنائها .
شأن كل المصريين الذين يعيشون على هامش الحياه ، ويقهرهم الصمت الذى فرضوه على أنفسهم إحتراما لقيمتهم ، وتقديرا لقدرهم وترفعا عن الهزل الذى طال كل الحياه ، بات يشغلنى البحث عن الأمان المفقود ، الذى بدده البلطجيه الذين ينتمون لطبقة البهوات أو داعمين من البهوات دون ردع ، ويؤلمهم أن بات كثر من أصحاب السلطة من الطبيعى أن يعمقوا البلطجه فى واقع حياتهم ، ويضرب أى أحد منهم أى مواطن ينتمى للطبقه الكادحه ” بالجزمه ” ، ولامانع أن يلهب ظهره بالسياط إمعانا فى العبوديه ، ليقينهم أن المجتمع أصبح مكوناته ولاد البيه ساكنى القصور والفيلات ، وهؤلاء هم الأسياد ، وولاد ” الإيه ” وهؤلاء هم المواطنين البسطاء الذين يسكنون فى الأزقه والحوارى ، وينامون من غير عشاء لضيق ذات اليد ، وحتى من له بيت يأويه يحاصره رجال الإداره المحليه بفاتورة الكهرباء ، والمياه ، والضرائب ، ورسوم النظافه ، وليس عليهم إلا الصمت لأنهم لاسند لهم فى الحياه ، فى القلب منهم أرباب المعاشات المساكين ، خاصة بعد أن فقدوا الإحساس بالسند حيث نواب باتت عضويتهم بالبرلمان مرهونه بما لديهم من أموال ، ومايحظى به كل منهم من تأييد الأجهزه لذا لاتفاعل لهم مع قضايا الناس ، أو الإهتمام بهمومهم ، ولايستطيع أحدا فيهم أن يصرخ بأعلى صوته تحت قبة البرلمان مدافعا عن هذا المواطن الغلبان ، وكل مواطن غلبان طاله ظلم على رؤوس الأشهاد .
قبل يومين إهتز المجتمع المصرى عن آخره تأثرا بفاجعة إعتداء عميد متقاعد وأبنائه على سائق سياره أجرة وحطم سيارته في مدينة 6 أكتوبر، وحسنا فعلت الشرطه بالقبض عليه وتقديمه للنيابه ، ولن أستبق تحقيقات النيابه التى حبست العميد على المعاش دون إدراك أن التحقيق شمل أبنائه الذين شاركوه ، لكن يبقى أن الطرح منطلقه ماجاء من رؤية هذا الإجرام المرتكب عبر الكاميرات التى تم بث محتواها عبر شبكة التواصل الإجتماعى ” الفيس بوك ” ، وكان يتعين على هذا العميد أن يقدم السائق للشرطه لو أدرك إرتكابه تجاوزا فى حق سيارة زوجته ، لاأن يسحله وأبنائه الذى قيل أنهم ضباط ، ويقوم بتكسير زجاج سيارة السائق ، وإحداث تلفيات بها بآله حاده بإنتقام غريب كان على الهواء وكأنها رساله من طبقة البهوات ، تبقى التحيه واجبه للشرطه المصريه التى إستجابت لصرخات كل الشعب من مطروح إلى أسوان الذين آلمهم كما آلمنى مقاطع الفيديو التى نقلت هذا الإعتداء الوحشى لهذا العميد على المعاش وأبنائه على هذا السائق المسكين وتكسير سيارته .
هذا التفاعل الرائع للشرطه المصريه مع ماتم بثه لواقعة الإعتداء البشعه حتى أصبحت رأى عام ، أراحت قلوب المصريين جميعا ، وجعلتنى أتمنى أن تتفاعل الشرطه مع أهم قضايا المجتمع فى القلب منهم قضية النصب التى تحدث على رؤوس الأشهاد ليل نهار، صباح مساء ، لعدم ردع مرتكبيها ، وذلك حفاظا على حقوق الناس ومقدراتهم ، وأموالهم ، وكذلك شكل الدوله المصريه العظيمه ، ومصر الجديده التى ننشدها ، والوقائع كثيره صدرت فيها أحكاما بحبس النصابين ، لكنهم يتخفون عن أعين ضباط تنفيذ الأحكام ، ويخرجوا ألسنتهم لمن نصبوا عليهم من المواطنين الغلابه ، خاصة وأن شرطة تنفيذ الأحكام لم تستطع القبض عليهم حتى أصبحت أستشعر أن هؤلاء النصابين أصبحوا أقوى من كل الأجهزه ، وذلك من خلال معايشتى لعملية نصب تعرضت لها أرمله مسكينه من طنطا إستطاعت أن تحصل على حكم قضائى بالحبس ثلاث سنوات على من نصب عليها فى شراء شقه منها لكنه بدوره قال لها ” بليه وإشربى ميته ” ، تعبيرا عن إستخفافه بشرطة تنفيذ الأحكام بمديرية أمن الغربيه الذى وصلها الحكم وأصبح فى حوزة المقدم محمد النجار رئيس قسم تنفيذ الأحكام ، وزعمه عدم قدرة الضباط القبض عليه ، ويقينه أن مثل تلك القضايا لاتشغل بال مدير أمن الغربيه لأن هناك فى يقينه ماهو أهم من تلك الأرمله المسكينه تتفاعل معه أجهزة الأمن ، دون إدراك أنها تلوذ إلى الله تعالى رب العالمين وتدعوه فى سجودها وركوعها لتحصل على حقها وكفى بالله وكيلا ، هذا الملف قد يترتب عليه خلل أمنى غير مسبوق حيث قد يبحث أصحاب الحقوق عن بلطجيه للقبض علي من حصلوا على أحكام بحقهم للوصول إليهم وتسليمه للشرطه قبل أن يسقط الحكم ، وتلك مصيبه كبرى .
ثمة أمور كثيره تتعلق بهذا الإعتداء الآثم يتعين الوقوف أمامها بالدراسه والتحليل ، لعل أهمها تلك السلبيه التى إعتلت شهود الواقعه ، وعدم تدخلهم لوقف جبروت معالى العميد على المعاش وأبنائه لإنقاذ السائق المسكين من بين أيديهم ، والتى لاتتفق مع شهامة المصريين وهذا لاشك مؤشر خطر ، لأنه ضرب شهامة المصريين فى العمق ، يضاف إلى ذلك أسئله مشروعه جديرة بالطرح أهمها هل سيتم تسوية الأمر من خلال الضغط على السائق للتنازل إنقاذا لمعالى العميد على المعاش وأولاده الذين لم يستقر اليقين أنه تم القبض عليهم؟ ، وأن يتعهد معالى العميد على المعاش المعتدى بإصلاح التلفيات التى أحدثها بالسياره بما فيها الزجاج الذى تم تكسيره على رؤوس الأشهاد؟ ، خاصة وأن بيان وزارة الداخليه وصف الأمر بأنه إلقاء القبض على طرفى المشاجره ، وكأنها بين طرفين وليس بين ساحل ومسحول ، على أية حال كشفت تلك الواقعه النقاب عن تردى طال كل الحياه ، ونخوه بات يفتقدها شهود الواقعه من المصريين ، حفاظا على أرواحهم ، أو أن يطالهم أذى ، الأمر الذى معه فقدنا القدرة على التغنى بشهامة المصريين .
خلاصة القول .. لعل الإعتداء الوحشى للعميد على المعاش على السائق المسكين وتحطيم سيارته ، وواقعة النصب على الأرمله المسكينه بطنطا ، والإستخفاف بالحكم القضائى الذى حصلت عليه بحق النصاب المجرم وذلك بعد التفاعل معه ، وترك الحكم حتى يسقط بمرور المده ، لفشل التوصل إليه ، تنبهنا لأهمية إعادة هيكلة المجتمع المصرى ، والإنتباه لأهمية تفعيل الأمن الجنائى والإهتمام به ، لضبط الإيقاع بالمجتمع ، وإعادة اللحمه الوطنيه ، وردع أصحاب النفوذ ، خاصة وأن لدينا منظومة شرطيه تصل لمستوى عالمى فى الأداء ، وضباط متميزون بحق وسجلوا خبطات أمنيه أحبطوا بها جيوب الإجرام ، فهل ندرك ذلك قبل فوات الأوان ، ونصبح فى خبر كان .