لاأعرف ماالذى يحدث فى شهر رمضان الكريم ، تدنى إعلامى غير مسبوق إنطلاقا من برامج هزليه وصلت إلى درجة رصد جائزه فى أشهرها ، تبلغ قيمتها ثلاثمائة ألف جنيه لمن يعرف لون شراب الفنان المستضاف بالبرنامج ، وأصبحت أمسك قلبى بيدى خشية أن تكون المكافأه اليوميه المرصوده لسؤال البرنامج فى اليوم التالى والبالغ قيمتها ثلاثمائة ألف جنيه لمن يعرف لون ” بوكسر ” الفنان المستضاف أو الفنانه ، وكثيرا حاولت أن أفهم الغاية من مثل تلك البرامج ، وما تتضمنه من محتوى ، لم أجد إلا محاوله لطمس معالم الهويه الإسلاميه إنطلاقا من شهر رمضان الكريم .
خلافات ومشاحنات وتجاوزات وتطاولات ومساخر ، وتدنى وإنحطاط أصبح جميعهم سمه رئيسيه فى تعاملات شهر رمضان الكريم ، عمق ذلك فرد الأمن الخاص على باب مستشفى الطوارىء الجامعى بطنطا قبل يومين ، عندما سب وشتم ثلاث سيدات بألفاظ جنسيه ، وحاول إهدار كرامتهن لالشيىء اللهم إلا لمحاولتهن الدخول لإحضار كيس دم لمريضهن ، وضابط نقطة المستشفى الذى أغلق باب المكتب على نفسه ليقرأ القرآن الكريم ، ولم يخرج إلا ليعلن لافض فوه عن تحرير محضر للسيدات وإرسالهن للنيابه ، وأعترف بالفشل فى التواصل مع مدير أمن الغربيه أو أى قياده أمنيه رفيعه بمحافظتى الحبيبه الغربيه ، وإنصرفت تاركا هذا المشهد المأساوى ، وأعترف أيضا بعجزى عن حماية السيدات الثلاثه ، أو معرفة مصيرهن للآن ، لكننى أديت واجبى فى طرح هذا الخلل فى مقالى المنشور بالأمس والذى وضع تحت سمع وبصر كل القيادات الأمنيه ، ومع ذلك لم يكلف أحدا منهم خاطره ويسأل ماالأمر .
هذا عمق بداخلى اليقين بوجود حاجه غلط طالت حياتنا اليوميه ، ونمط السلوك ، وطريقة التعاطى مع المشكلات ، ومنطلق الأداء الأمنى ، بل إنه عندما يكون هذا نهج التعاطى الأمنى مع هذا الإجرام يجعلنى أخشى أن يكون ذلك نهجا ينبهنا أن نسير جنب الحيط ، وأن نخرص ونترك الملك للمالك ، وإلا سيربينا البلطجيه الذين يتعين أن نتسلح قبل أن نقترب منهم ، لنحمى أنفسنا ، أو نقدم لهم الولاء والخنوع ، ولاأعتقد أن كلاهما يؤسس لحياة آمنه مطمئنه تتسم بالإحترام ، أو أن يقبل به القاده الأمنيين الذين أشهد لهم بأنهم قامات أمنيه رفيعه أشخاصا وأداءا ، ينتمون إلى هذا الشعب العظيم ، يبقى لتعميق ذلك أن يشعر الناس بقراراتهم ونهجهم وتفاعلهم مع مايتعرض الناس لهم من إجرام .
كثيرا تمنيت أن لو تعلم هؤلاء الذين صدروا إلينا المساخر ليفسدوا علينا شهر رمضان الكريم ، شهر النفحات الربانيه ، ومن يتبناهم بالسعوديه وغيرها تحت زعم الترفيه ، الإستفاده من التجربه المصريه العظيمه فى إنفاق الأموال فيما هو مفيد ويعود بالنفع على الناس ، ويعمل على إحداث تطور بالمجتمع ، والذى تجسد فى حياه كريمه تلك الفكره العبقريه التى أحدثت تطورا حقيقيا فى الريف المصرى خاصة القرى الأكثر فقرا ، وأهمية إستغلال الأموال فيما هو مفيد ويعود بالنفع على المجتمع ، ويتعين أن ينتبه مروجى هذا النهج البغيض للإسفاف فى المحتوى الرمضانى بالإعلام أنهم باتوا محط إستهجان ، ومنطلق كل ماهو سيىء .
يتعين علينا الإنتباه لمنطلقات العبث بالعقول عبر الدراما السينمائيه والتليفزيونيه ، وذلك بإستخدام المال والذى يتم توظيفه لأغراض وأهداف واضحة تنطلق من الإشتغال على الشخصية المصرية والعبث بقيم المصريين وعقولهم ، فكل هذا يحدث في الوقت الذي نحارب فيه الغلاء ونقوم بعمل تنمية حقيقيه لتحسين مستوى المعيشه ، وبناء الشخصية المصريه السويه ، وترسيخ الأهداف النبيله في المجتمع ، لكننا غافلون عن القوى الناعمة التي تعبث بمكونات المجتمع عبر مزاعم كاذبه لكنها تنطلق من شعارات جوفاء تدغدغ المشاعر ، وتعبث بالعقول ، الأمر الذى معه تأثرت سلبا الشخصية المصرية ، ليس هذا قولى إنما قالت به ذات يوم الناقدة الفنيه الكبيره خيرية البشلاوي الأمر الذى معه يجب أن ننتبه جيدا .
أتذكر أنه فى مثل أمس من العام الماضى تناولت تلك القضيه فى مقالى المنشور بموقع ” الرأى العام ” بعنوان ” فالننتبه إلى القالب الدرامى الخادع ، في رمضان المعظم ” ، وطالبت بوضوح أن يكون لنقابة المهن التمثيليه رؤيه في تلك القضيه الخطيره ، عبر تدخل موضوعى بأن تعقد حلقه نقاشيه حول محتوى الأفلام ، والمسلسلات ، والغايه من جعلها في هذا القالب الدرامى الخادع ، الذى يدغدغ المشاعر عبر الأوهام ، من أجل ذلك يكون من الأهميه إجراء حوارا جادا ومحترما يكشف نقاط التحفظ على محتوى تلك المسلات والأفلام ، أو يقول لنا من أعدوها ماهى منطلقاتهم وأهدافهم ورسالتهم المبتغاه من هذا النمط من الأفلام خاصة في شهر رمضان الفضيل ، ومايريدون تصديره للمجتمع من خلال تلك الدراما الغامضه ، والإنتهاء ببيان يعلن على الناس وكأنه رسالة طمأنه ، لكن للأسف الشديد لم يتم شيىء ، وكأن سياسة أذن من طين واذن من عجين باتت نهجا حيال اى مشكله أو موضوع او قضيه تهم المصريين وقد تؤثر على حياتهم .
خلاصة القول أعود لما سبق وأن أكدت عليه من أن تلك القضيه كشفت بوضوح عن أن الفن يستغله البعض الآن ليصبح بلا رساله نبيله ، ولامضمون محترم ، لذا باتوا يرسخون لمفاهيم خاطئه ، ويروجون لسلوكيات تتسم بالإنحراف ، ويشوهون صورة المجتمع المصرى خاصة الحاره المصريه ، وتصوير ساكنيها على أنهم بلطجيه ونسائها على أنهن منحرفات رغم أنها كانت نبعا لأبناء البلد ، والجدعنه ، ولاأعرف متى يعود الجميع بالمجتمع إلى الإحترام ، والإبتعاد عن الإستقواء بالقوه ، والتلميح بنعت كل من يعترض على الإسفاف في السينما والمسرح والدراما التليفزيونيه بأنه رجعى ويحارب التحضر والمدنيه ، وذلك لمجرد أنه يرفض أى مسلك يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف ، والتصدى لمن يحاولون وصم إسلامنا بالإرهاب والتطرف لتمرير مايدعو للإنحلال بالمجتمع ، يبقى على أصحاب الرأى والأقلام والمتخصصين أن يكون لهم كلمه خروجا عن حالة الصمت التى لازمتهم ، وأن يقولوا ماذا يحدث ، وأنا بدورى كصاحب قلم ، وأمتلك رؤيه كان هذا الطرح الذى أبرأ فيه ساحتى أمام الله رب العالمين سبحانه أننى ماكنت من الصامتين حيال مايدمر المجتمع .