لاشك أننا نشهد تطورا ملموسا فى كل ربوع مصرنا الحبيبه ، هذا التطور سينعكس إيجابا على الوطن والمواطن ، وما الفكره العبقريه بتلمس حياة المواطنين وأوجاعهم إلا منعطفا إنسانيا يليق بمصرنا الحبيبه ، وتاريخنا المجيد ، ومنطلقا لإعادة الآدميه ، والإنسانيه للمواطن المصرى ، ويعد المخطط التفصيلى للشوارع أحد أبرز هذا التطور الذى يهدف إلي تحقيق التنمية الاجتماعية ، والاقتصادية ، والعمرانية بالمدن ، والقرى ، وتوفير بيئة صحية ، و آمنة .
تعد المصداقيه من أهم مارسخه هذا التطور لأن المواطن يلمسه واقعا حقيقيا ويؤثر على مجريات حياته ، خاصة فيما يتعلق بالمخطط التفصيلى للشوارع إلا فى بلدتى بسيون مركز ، وبندر ، وقرى ، وكفور ، وعزب ، حتى إستشعرت وكأن غضب رب العالمين سبحانه حل علينا تأثرا بما عايشته ولمسته ووجدته من أفاعيل فعلها بأبناء بلدتى هذا الذى فرض تلك الشوارع المقترحه التى شتت بها شمل البيوت ، إلى الدرجه التى شطرها أحيانا شطرين ، وكذلك ساهم فى ترسيخ المحسوبيه ، والذى بمقتضاها تم فرض الإمتداد لشوارع ملاصقه لأراضى زراعيه ، وتخدم منازل مخالفه لأنها مبنيه على أراضى زراعيه لذا صادر لها قرارات إزاله الأمر الذى بمقتضاه أعطته ميزه عن الذين إلتزموا بالقانون ، وصدر لهم رخصة بناء ، ولم تسلم المنشآت التعليميه من هذا الهزل لذا وجدنا شارع يخترق احد جوانب مدرسة بمدينة بسيون لتقنن عملية إقامة منافذ وشبابيك وبلكونات لمنازل مطله عليها .
لايقول أحدا كائنا من كان أن ذلك تم من قبيل الإجتهاد بالنسبه للمكتب الإستشارى الذى إرتكب تلك الخطيئه لأن الواقع والتفاصيل مؤلمه لأنها تعكس خللا غير مسبوق ، وتجعله نبراس وجود ، لذا إستشعارا بالمسئوليه سبق وأن طرحت تلك القضيه فى لقاء جمعنى وبعض الزملاء الصحفيين والإعلاميين بالدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه السابق وطرحت أمثله ، وأخذ محافظنا النشيط والرائع يسجل تفاصيل ماطرحته ، وعقب مؤكدا على تصويب الخلل ، عقب اللقاء إلتقيت بالمهندسة المختصه بديوان عام محافظة الغربيه والتى مازالت حتى اليوم لكنها حاولت إقناعى أن هذا المخطط يحمل قداسه تشبه قداسة القرآن الكريم ، لذا لكى يتم تعديله لابد من المرور بخطوات كثيره نهايتها مجهوله لذا أدركت أنها تعتمد فى طرحها على أننى أموت ، أو هى تنتقل إلى رحمة الله ، أو قاطنى الشوارع يلحقوا بنا ، والمصيبه أنها دافعت عن هذا المخطط الغريب والعجيب واللامنطقى الذى وضعه البهوات المقيمين بالقاهره فى المكاتب المكيفه لذا كانت نتيجته إعتداء على الملكيات الخاصة بلا رحمه تجردا من الإنسانيه ، وطرح شوارع تمزق بيوت الناس أشلاءا ، المصيبه أنها حاولت تهدىء من روعى لما لمسته من تأثر بما لاقاه وسيلاقيه أبناء بلدتى الذين طالهم هذا العنت ، فأكدت أنه لن يقترب أحدا من تلك المنازل التى شاء قدرها أن تكون فى حرم الشوارع المقترحه إلا أنه إذا إنهارت تلك المنازل لأى سبب لن يتمكن مالكيها من تشييدها وستترك شارع ، أى والله حدث ذلك ، المصيبه السوداء و “المقندله ” أن من بالإداره الهندسيه ببلدتى بسيون والوحدات المحليه التابعه لها قيادات وفنيين خاصة بقرانشو يتحدثون بنفس النغمه ، لكن يحسب لرئيسة المدينه السيده الفاضله الدكتوره منى إبراهيم صالح أثناء توليها المسئوليه كرئيسا لمركز ومدينة بلدتى بسيون ولأنها إنسانه فقد أنقذت بعد جهد جهيد ، وعناء منقطع النظير إحدى السيدات من بين مخالب ، وأنياب ، وأظافر هؤلاء ، وتمكنت بفضل الله تعالى وتوفيقه من تعديل المخطط المقترح لشارعها والذى شطر منزلها شطرين .
وسط هذا الهزل إنتابتنى حاله هستيريه من الضحك الشديد ، لأن السيده الفاضله المهندسه مديرة المخطط الإستراتيجى للشوارع بالمحافظه ، أكدت على سبيل الفخر أنه تم إسناد تلك المهمه لشركه ، تلك الشركه كلفت بدورها مكتب إستشارى بالقاهره الذى قام بإعداد المخطط التفصيلى للشوارع بمدن وقرى المحافظه ، لكنها لاتعلم أنه قبل أن تتولى مسئوليات وظيفتها فى هذا الشأن تم إرسال هذا المخطط الكارثى للشوارع إلى الوحدات المحليه بالمدن والقرى ، والذى تم بمقتضاه تحويله إلى الفنيين المختصين بالإدارات الهندسيه لمدة ثلاثة أشهر وذلك لمراجعته على الطبيعه وتصويب مايرون من خلل به إلا أنهم وضعوه بالأدراج ، وأرجعوه مره أخرى بعد ثلاثة أشهر للإداراه الهندسيه بالمحافظه أثناء تولى المهندس على سالم مسئولية الإداره الهندسيه بالمحافظه ، ممهورا بالتوقيع بالموافقه عليه ، وتزييل نهايته بخاتم النسر والسلام ، لينال الحصانه كالحصانه البرلمانيه ، والقداسه كالقرآن الكريم ، وعلى المتضرر أن يخبط رأسه فى الخيط ، ولايهم أن تفلق رأسه نصفين ، أو يلقى مصرعه غما وكمدا غارقا فى دمه من القهر .
إنطلاقا من ذلك أستطيع التأكيد على أنه لاأحد فى هذا البلد لايتمنى الخير والنماء والرخاء والتطور لمصرنا الحبيبه ، أو يقف ضد التطور ، لكن شريطة ألا يكون هذا التطور على هذا النحو من السوء ، وهذه الطريقه المعيبه التى ترسخ لدولة الفنيين بالإدارات الهندسيه ومديرى التنظيم حاملى دبلوم الصناعه ، وتؤكد على أنه شخلل لكى تنال البركه ، أو يفرض شارع على مزاجك ، أو تحمى نفسك من إقتراب شارع مقترح من حدود منزلك ، تلك الدوله من الفنيين فى إعتقادى ومن خلال ماعايشت أقوى من رؤساء المدن ، والمحافظ ، ووزيرة التنميه المحليه ، ووزير الإسكان ، بل ورئيس الوزراء نفسه الرجل الذى عشق الهندسه وكان فيها من البارعين .
ثقة فى المسئولين بوطننا الغالى لاأتصور أن ماطرحته يمكن أن يمر مرور الكرام دون فحص ، وتمحيص ، خاصة وأنها قضيه عامه يفرض على شخصى الواجب الوطنى أن يتناولها قلمى كصحفى بات بحكم أقدميته فى بلاط صاحبة الجلاله من الرواد ، وإلا علينا أن نبكى على حال الناس ، ونولول كالولايا حالنا ، ونرسخ لقبول اللامنطق واللاعقل ، وهذا فى تقديرى لن يكون على الإطلاق فى ظل الجمهوريه الجديده التى ينشدها الشعب ، ويشتاقوا إليها لينعموا بحياه فيها إحترام لحقوقهم ، وتأكيد على واجباتهم .