بالحق أقول .. بلا مزايدات الوطن هو الكيان لذا نعطيه جهدنا ، ونفتديه بأرواحنا ، ونزود عنه كل مكروه وسوء ، ونعمل على رقيه وتقدمه وإزدهاره ، بالقول ، والفعل ، والحقيقه ، ونقول الحق الذى يعلى من شأنه ، ويجعله فى عليين ، عبر التنبيه بمواطن الخلل ، لأن فى ذلك حفاظا عليه ، لذا وبصراحه شديده ، وهدوء ، وموضوعيه ، ورغم تمسكى بضرورة بث الأمل فى النفوس ، وطمأنة الناس على ماهو قادم من الأيام ، إلا أننى أرى أنه لكى يتحقق ذلك حقيقة ، لابد من تناول الواقع المجتمعى بصدق بغية تصويب الأخطاء ، بعد الإشاره لموضع الخلل ، لذا اقول بصدق إنطلاقا من أمانة القلم الذى أقسمت على نزاهته يوم تشرفت بعضوية نقابة الصحفيين قبل أربعين عاما مضت ، وإنطلاقا مما طرحته فى مقالى بالأمس بشأن الأسره المصريه وصراعها مع الغلاء ، الجميع يئنون من الوجع تأثرا بصعوبة المعيشه ، لأنه وبوضوح كيف يستطيع الموظف ، أو أصحاب المعاشات العيش بما يتقاضونه أمام هذا الإرتفاع الجنونى للأسعار الذى يرسخه جشع التجار ، وغض الطرف عن التصدى لهم بقوه ، ومن يقول بغير ذلك من الفلاسقه والمتحزلقين ، أو حتى الخبراء الفاعلين فاليقل لنا كيف .. ياساده ياكرام الناس فى حاجه لمن يشعر بهم ، ويتخذ من الإجراءات والقرارات مايجعلهم يعيشون فى ستر .
نعـــم .. أكاد أصرخ كما كنت أفعل أثناء مناقشتى للقضايا الهامه تحت قبة البرلمان خاصة التى تمس حياة المواطن ، وأقول بحق أدركوا هذا الوطن الغالى لأنه الحياه ، أدركوا من فيه من الطبقه المتوسطه التى باتت معدمه ، حاصروا من يعبثون بمقدرات هذا الوطن ، إفرضوا عليهم قانون الطوارئ ، وواجهوهم بالأحكام العرفيه ، فلا رأفه ولارحمه مع من يدمر الوطن ، ويسحق المواطن من خلال التلاعب بقوت الشعب ، حاصروا الإعلام البغيض الذى لايطرح إلا الأكاذيب ، إبعدوا معه كل الذين لايقولون إلا هزلا ، ولايناقشون قضايا الأمه إلا بالخداع ، الذين يستفزون كل الناس بما يطرحونه من أباطيل لاتقنع طفل صغير دون إدراك منهم أن هذه السياسه الإعلاميه الرعناء التى تتحلى بالنفاق تزيد الفجوه بين طبقات المجتمع ، وتعمق السلبيه بالنفوس ، لأن مثل هؤلاء الذين يتقاضون الملايين لايمكن لهم أن يعبروا بموضوعيه ومسئوليه عن الذين يتقاضون الملاليم من أبناء الشعب .
أتألم وأنا أقول كمواطن مصرى يعيش وسط الناس فى عمق ريف مصر أن التجار الكبار لم يعد يهمهم أحد حتى الأجهزه الرقابيه فى مصر خاصة مباحث التموين ، فإمتنعوا عن بيع السلع كل السلع غذائيه كانت أو سلع معمره ، ووضعوها فى مخازنهم على رؤوس الأشهاد بكل وقاحه ، إنتظارا لزياده يفرضونها بحجة الدولار هكذا قالوا دون الخشيه من أى أحد فى هذا البلد ، رغم أنها بمخازنهم منذ فتره ، الأمر الذى أصيبت فيه التجاره بالشلل التام وأتعجب أشد العجب من تلك الرحرحه التى تتعامل بها الأجهزه معهم .
نعـــم وبصدق كان الله فى عون كل الأسر المصريه خاصة الأب الذى أصبح يكلم نفسه لعجزه عن تلبية متطلبات أولاده رغم أنه يعمل ليل نهار وكل الوقت .. كان الله فى عون الشباب خاصة الذين ودعوا الثلاثين وباتوا أبناء الأربعين وعجزوا عن الزواج . كان الله فى عون كل البشر من الغلاء ، أدركوا الأسر المصريه قبل أن تتملكها المذله والمسكنه ، أدركوا الشباب قبل أن يفرض عليهم الإنحراف فرضا ، ثقتى فى المخلصين بهذا الوطن كبيره ، ويقينا سيدركون أبعاد ومضامين ماطرحته ، وسيبحثون عن آليه يتم بمقتضاها إحتضان أبناء الوطن ، وضبط الأمور فى كل مجريات الحياه .
أتمنى أن ينتبه كل مسئول صاحب قرار لماآلت إليه الأحوال المعيشيه ، وماتعانيه الأسر المصريه بسبب غلاء الأسعار وتأثير عدم ردع المتلاعبين بقوت الشعب ، وهذا النهج أفضل مليون مره وأكثر تأثيرا من ضجيج الأحزاب داخل القاعات المكيفه ، والإجتماعات التى باتت مكلمه يحضرها الوجهاء الذين لاعلاقة لهم بالفقراء والمهمشين ، وإنشغال كل المشتاقين للبرلمان بالدفع بمن يحدث لهم حاله من التأييد عبر” الفيس بوك ” والتى باتت محل سخريه وإستهزاء ، بل إنها ساهمت فى تقزيم البرلمان فى أعين البسطاء من الناس ، حتما الحكومه برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى تستطيع لأن مصر دوله كبيره وبها أجهزه عتيقه وعريقه وقويه قادره على فرض هيبة الدوله المصريه العظيمه ، لأن الناس تئن من الوجع من ضيق ذات اليد ، وشظف الحياه ، وصعوبة التعايش المجتمعى الذى خلفه التفاوت الرهيب بين الطبقات ، ياأيها الكرام ، ياأيها المسئولين ، أرجوكم تدخلوا لحماية الناس من جشع التجار .